سجّل سوق التحويلات الصيفية للموسم الكروي الجديد 2015 / 2016 حركية كبيرة، حين راحت الأندية تتهافت على ضمان أفضل الصفقات في محاولة لمغازلة المناصرين والإعلان مسبقا عن نواياها في لعب الأدوار الأولى، وجعل الفريق يصنع الفرجة ويحقق النتائج الإيجابية المرجوّة. أهم ما ميز سوق التحويلات الصيفية، هي الحركة غير العادية لنوادي الرابطة الأولى المحترفة التي استقدمت 168 لاعبا، كما تعاقدت مع 14 لاعبا أجنبيا، منهم صلاح الدين أول لاعب إثيوبي سيلعب في البطولة الجزائرية. كما صنع اللاّعبان وليد درارجة ومحمّد أمين عودية الحدث، كونهما نجمي تحويلات الموسم المقبل، وتقاسم الفريقان العاصميان اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر، الصفقتين، فقد ظفر الأول بعودية والثاني بدرارجة، مع تسجيل عودة أمير سعيود وخالد لموشية إلى الجزائر بعد ثلاث سنوات من الغياب. أندية الرابطة الأولى استهلكت 168 لاعبا والميزة الأولى ل«الميركاتو الصيفي”، هو العقود الجديدة التي أودعت لدى الرابطة الأولى المحترفة، فقد بلغ الرقم الإجمالي إلى 168 لاعبا. وتصدر الترتيب الصاعد الجديد سريع غليزان الذي حطّم الرقم القياسي بالتعاقد مع 16 لاعبا، يليه كل من دفاع تاجنانت واتحاد الحراش ب15 لاعبا، ومولودية بجاية ب13 لاعبا، ثم نصر حسين داي ب12 لاعبا، وأمل الأربعاء ب11، ومولودية الجزائر ب10، ثم مولودية وهران وشبيبة الساورة واتحاد البليدة وشباب بلوزداد وشبيبة القبائل ب9 لاعبين، ووفاق سطيف ب8 لاعبين، وشباب قسنطينة ب7، وجمعية وهران ب6، وأخيرا اتحاد الجزائر ب5 لاعبين فقط. ثمانية فرق تفضل صفقة المغتربين كما اختارت ثمانية فرق من الرابطة الأولى التعاقد مع لاعبين مغتربين، وقد كانت حصة الأسد لأمل الأربعاء التي ضمت نويكة وبغداد ومحساس، واتحاد الحراش الذي تعاقد مع لبيحي وبوقداح وفارس براهيمي. ويبقى بطل الموسم الماضي وفاق سطيف وفيا لإستراتجيته، عندما انتدب حاشي وشنين وطوبال. فيما تعاقد شباب بلوزداد مع واعلي، وشبيبة الساورة مع زيري، ونصر حسين داي مع أوكرين، ومولودية وهران مع بن يحيى، وشبيبة القبائل مع مجقان. ورقة الأجانب حاضرة بقوة وعدا وفاق سطيف وجمعية وهران واتحاد الجزائر، فإن كل الفرق الأخرى استعانت بورقة اللاّعبين الأجانب، وبدرجة خاصة من القارة السمراء، خاصة النوادي التي لم يسبق وأن خاضت التجربة، في صورة الصاعد الجديد دفاع تاجنانت الذي تعاقد مع الإيفواري توري والكونغولي كلوري، فيما اختارت شبيبة القبائل الوجهة البوركينابية في صورة المهاجمين مالو ودياوارا. واستقدم أمل الأربعاء الإيفواري باروا وكونوري الكامروني، وفضلت مولودية بجاية المدرسة السنغالية باستقدام نجوي وقلاس، هذا الأخير كان يلعب في الفريق الرديف لنادي أتليتيكو مدريد. وعلى غير العادة، فضّل صانع ألعاب نادي الأهلي الأسبق الإثيوبي صلاح الدين الفريق العاصمي مولودية الجزائر، ليكون أول إثيوبي يلعب في البطولة الجزائرية. فيما استقدم شباب قسنطينة الإيفواري كوني، واستنجدت مولودية وهران بلاعب يحمل الجنسيتين السويدية والغامبية، وهو أليوا دربو. واستقدمت شبيبة الساورة لاعب أساك أبيدجان أندريا، واتحاد الحراش اختارت هذه المرة المدرسة الغينية وتعاقدت مع كومباسا وكايتا. وبلغ مجموع اللاّعبين الأجانب الجدد في البطولة للموسم المقبل هذا الموسم، 14 لاعبا، دون احتساب البرازيلي روبرسون لاعب مولودية الجزائر الذي تعاقد مع العميد في “الميركاتو” الشتوي للموسم المنصرم، ولم يتم تأهيله سوى هذا الموسم. إعارات بالجملة وفي غياب لاعبين من مستوى عال، اضطرت بعض الفرق، على غير العادة، إلى انتداب لاعبين على شكل إعارة في صورة الصاعد الجديد سريع غليزان الذي ظفر بمهاجم اتحاد الجزائر المالي مانوشو، فيما تمكن شباب بلوزداد بصعوبة من الظفر بخدمات اللاعب الدولي الغابوني ساكومبي القادم من جمعية الشلف. وانتقل تامباغ متوسط الميدان من مولودية العلمة إلى دفاع تاجنانت، ليتم تسجيل حركية لدى بعض الأفارقة في صورة أودو الذي انتقل من الساورة إلى بلوزداد، وكذا الغابوني مبينغي الذي سرحته العلمة مجانا إلى نصر حسين داي حتى تتخلص من أجرته التي تفوق 100 مليون سنتيم في الشهر، كما كان المهاجم السابق لاتحاد الحراش ومولودية الجزائر الغيني سيلا آخر لاعب ينضم إلى اتحاد البليدة قبل غلق سوق التحويلات الصيفية. العلمة أكبر مستفيد من تحويل شنيحي، ودرارجة وتام بانغ أُجبر فريق مولودية العلمة على بيع بعض كوادره، في صورة الهداف وليد درارجة الذي تنازل عن مليار و500 مليون سنتيم التي تمثل مستحقاته التي يدين بها لفريقه، بعد أن كان أجره في حدود 130 مليون سنتيم في الشهر، زائد 700 مليون قيمة ورقة تسريحه، على اعتبار أن عقده ينتهي في جوان 2016. كما ذرت ورقة بيع اللاعب الواعد إبراهيم شنيحي للنادي الإفريقي ب370 ألف أورو، والإفريقي تام بانغ أعير إلى دفاع تاجنانت مقابل 500 مليون سنتيم. وبعملية حسابية بسيطة، فإن مولودية العلمة استفادت من قيمة تحويل هذا الثلاثي الذي برز وتألق، لكن أجبرت على بيعهم قصد تجنب لجنة المنازعات وتدعمت خزينتها بملياري سنتيم، إضافة إلى 370 ألف أورو، ما يعادل 3 ملايير و700 مليون سنتيم، بمجموع 5 ملايير و700 مليون سنتيم. حشود وقراوي أغلى اللاعبين في العميد.. وبلايلي في البطولة رغم الصفقات الكبيرة التي أبرمتها مولودية وهران في اللحظات الأخيرة مع الثلاثي عبيد ودرارجة وصلاح الدين، إلا أن المدافع حشود وقراوي يبقيان الأغلى أجرا في مولودية الجزائر ب350 مليون سنتيم في الشهر لكل واحد منهما، يليهما الوافد الجديد درارجة ب280 مليون سنتيم مناصفة مع المهاجم سيد أحمد عواج الذي مدّد عقده إلى 2017 مقابل رفع أجره، فيما يبقى يوسف بلايلي الأعلى أجرا في الدوري ب450 مليون سنتيم في الشهر، ويليه المستقدم الجديد المعار من النادي الألماني فرانكفورت ب400 مليون سنتيم في الشهر. مراد مغني جديد الدوري، وعودة لموشية وسعيود كما صنع توقيع اللاعب الدولي مراد مغني الذي لعب لعدة فرق فرنسية وإيطالية وقطرية، قبل أن يتوقف ثم يعود وينضم إلى شباب قسنطينة، الحدث وسط الجماهير والإعلام في الجزائر، حيث اختار “السنافر” حتى يعود إلى الفريق الوطني، والكل ينتظر منه أن يلهب مدرجات ملعب حملاوي. كما سجلت البطولة عودة اللاعب أمير سعيود، هذا الأخير الذي لقب بميسي العرب عندما كان ينشط في نادي الأهلي المصري، ثم لعب للعميد مولودية الجزائر، ليعود بعد ثلاث سنوات من الغياب، حيث فشل في البروز مع النادي الصفاقسي التونسي، ثم ناديه البلغاري. ويأمل ابن مدينة ڤالمة العودة في سن 25 إلى مستواه من بوابة الصاعد الجديد دفاع تاجنانت. كما غامر رئيس مولودية وهران أحمد بلحاج مع اللاّعب الدولي السابق خالد لموشية، الذي ابتعد عن الملاعب منذ ثلاث السنوات، وهذا بعد إلحاح المدرب الفرنسي على انتدابه. عودية على خطى بلجيلالي بانتقاله إلى اتحاد الجزائر على شكل إعارة من فريقه الألماني فرنكفورت، يكون عودية قد ضرب عصفورين بحجر واحد، أولا لكون مسيري الاتحاد أجبروا على دفع مليار و600 مليون سنتيم من أجل إعارته، مع وضع بند في عقده ينصص على أنه في حالة بروزه وتألقه باللونين الأحمر والأسود، سيكون للاتحاد حرية شراء عقد اللاعب، مثلما حدث مع قدور بلجيلالي الذي استقدم على شكل إعارة، قبل أن تشتري عقده نهائيا، وهو ما يفسر الإصرار على انتدابه هذا الصيف حتى تقطع الطريق على الفرق الأخرى، وخاصة الجار مولودية الجزائر. عماني تفنن في التعاقد قبل الفسخ بالتراضي صنع رئيس أمل الأربعاء جمال عماني الحدث في سوق التحويلات، فقد كان أحد الرؤساء القلائل الذي كان يتعاقد مع لاعب، سواء محلي أو مغترب، و حتى إفريقي، قبل أن يضطر بعد أسبوعين أو ثلاثة لفسخ العقد بداعي تواضع المستوى، مثلما حدث مع الثنائي الإفريقي من النيجر، أو المغتربين الذين سافروا إلى تونس قبل أن يقف المدرب بلال دزيري على تواضع مستواهم، فأجبر على الاستغناء عن خدماتهم. حمّار يستثمر في الشبان وشارف أحدث ثورة بالآمال إذا كانت الفرق الكبيرة التي تلعب على اللقب تلهث وراء لاعبين من العيار الثقيل، فإن رئيس وفاق سطيف حسان حمّار اختار الاستثمار في الشبان، حتى أنه دفع 850 مليون سنتيم من أجل شراء ورقة تسريح كنيش من اتحاد الحراش، و300 مليون سنتيم للاستفادة من خدمات حدوش، لاعب جمعية الشلف، و400 مليون للفوز بالمدافع المحوري ربيعي من وداد تلمسان، وكلهم لاعبون دوليون في المنتخب الأولمبي. كما يبقى اتحاد الحراش مع مدربه بوعلام شارف وفيا لمنهجيته بالاعتماد على الشبان، بدليل أن شارف أقدم على تسريح كل لاعبي الآمال وتعاقد مع 24 لاعبا جديدا، معظمهم من فرق الجهتين الغربية والشرقية من الوطن. كما استثمرت جمعية وهران في مشاكل وداد تلمسان، وانتدبت لاعبين شبانا يملكون مستقبلا زاهرا في صورة بن فولة وسبيعي وغوماري.