تعتبر معركة «الجرف» (100 كلم جنوب-غرب تبسة) من بين الارتدادات التي زعزعت الامبراطورية الامبريالية والتي فجرت بعد مؤتمر 20 اوت أي بتاريخ 22 سبتمبر عام 1956 حيث اندلعت المعركة بين قوات الجيش الفرنسي و وحدات جيش التحرير المتواجدة بقلعة الجرف بسبب عقد جيش التحرير الوطني لقاءات للتعريف بالثورة بمنطقة «رأس الطرفة» بالقرب من جبل الجرف وهي اللقاءات التي سمحت بتوثيق الثورة للحصول على دعم سكان وأعيان المنطقة، وبدأت بقصف مدفعي كتمهيد لتقديم وحدات الجيش الفرنسي، اثرها حاولت القوات المستعمر على جبهات ثلاث واقتربت كتيبة دبابات يتبعها فيلق مشاه من اللفيف الاجنبي باتجاه المدخل الشمالي لمدخل الجرف. وتعد تلك المعركة حسب اللواء المتقاعد مجاهد عبد العزيز خلال نزولها ضيفا على منتدى يومية «الشعب» من ضمن كبريات المعارك التي فرض من خلالها أفراد جيش التحرير الوطني «إستراتيجية عسكرية بنجاح» أثرت بشكل مباشر في الإمبراطورية الامبريالية داخليا على فرنسا ومن الجانب الخارجي «العدوان الثلاثي» على مصر ظنا منهم أنهم سيغلقون منابع التموين لمساندة الثورة . وتعتبر الحادثة وفقا لما أكده الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتجية من بين أهم المعارك التي خاضها أبطال جيش التحرير الوطني في العام الأول من الثورة و جاءت يومين بعد هجمات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955) وأصبحت تمثل ثالث أهم العمليات العسكرية بالمنطقة الأولى أوراس النمامشة والتي حضر لها بعد فك الحصار وتعتبر من أطول معارك الثورة التي دامت أسبوعين ومن أسباب تدويل القضية الجزائرية في منظمة الأممالمتحدة وكل المحافل الدولية وأعطت انطباعا للرأي العام بأن ما يحدث في الجزائر آنذاك هو تحت قيادة سياسية وعسكرية وبولاء و دعم شعبي. وأحدثت معركة «الجرف» الشهيرة إبان ثورة التحرير الجزائرية اعترافا من العدو قبل الصديق بأنها المعركة الأقوى والأشرس والأطول في تاريخ معارك الثورة التحريرية، وشبهها بعض الفرنسيين ب «ديان بيان فو»الثانية الامر الذي مكنها من زعزعة الامبراطورية الكبرى بشكل كبير، كما سمحت برفع معنويات جيش التحرير الوطني وزادته إصرارا على استرجاع السيادة الوطنية كما مهدت لمرحلة جديدة في مواجهة الاستعمار والرد على دعاوى الاستعمار التي تتهم المجاهدين بأنهم مجرد «قطاع طرق».