تتوالى التصريحات والبيانات من حكومة الوفاق الليبية في طرابلس، بخصوص آخر مستجدات الحالة الأمنية في العاصمة الليبية، وبحسب هذه التصريحات والبيانات فإن قوات تابعة للوفاق ستتولى فض النزاع وإبعاد المتحاربين وسط مطالبات بعودة الفرقاء إلى مواقعهم قبل بدء الاشتباكات. وآخر هذه التصريحات، ما قاله آمر المنطقة العسكرية الغربية حسب تصنيف حكومة الوفاق، اللواء أسامة الجويلي بأن «المجلس الرئاسي شكّل قوة من المنطقة الغربية؛ لفض النزاع بين الطرفين المتقاتلين في طرابلس». وحسب تصريح جويلي لإحدى القنوات المحلية، فإن «القوة الجديدة ستتدخل بين الطرفين وستشكل خطًا فاصلًا بينهما»، وطالب الجويلي «كل القوات المتقاتلة بالعودة إلى مقراتها التي خرجت منها قبل الاشتباكات». وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، قد طالب المتحاربين بوقف القتال، مبديًا اندهاشه مما حدث من اقتتال، وأيضًا دعا «الجميع» إلى عدم الانجرار نحو دعوات واهية . وقد أشار نائب رئيس المجلس الرئاسي أحمد معيتيق، في تصريح له، إلى أن المجلس الرئاسي لن يقف مكتوف الأيدي أمام الاشتباكات، مؤكدًا أن لديه قرارات حاسمة لوقف الاقتتال، وأنه قادر على استخدام قوات من وزارة الدفاع لبسط الأمن بمنطقة الاشتباكات في طرابلس دون اللجوء إلى قصف المدنيين. الرئاسي الليبي يرفض استخدام القوة في السياق ، جدد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية شجبه للاعتداءات على المدنيين في ضواحي مدينة طرابلس. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس في بيان صادر عنه الخميس, بمواقفه الثابتة لنهج الحوار سبيل وحيد لاستكمال مسيرة الوفاق الوطني, ورفضه القاطع لاستخدام القوة إلا في حالات الدفاع ضد الاعتداء. ونفى المجلس بشدة أن تكون طائراته الحربية قصفت أي موقع داخل مدينة ترهونة, مؤكدًا أن جميع العمليات تستهدف مواقع المعتدين في ضواحي العاصمة طرابلس. وأضاف «أننا مسؤولون عن البناء والتعمير في مدينة ترهونة وكل المدن الليبيية ومن يسعى للبناء لا يتجه إلى الهدم, مؤكدًا أن المجلس الرئاسي يحرص بكل إمكانياته على تأمين سلامة المدنيين وممتلكاتهم الخاصة والعامة, وهو عاقد العزم على وقف الاعتداءات والممارسات الخارجة عن القانون أينما كانت, ولن نتهاون حيال ذلك وسينال كل مستهتر بأمن المواطنين الجزاء الرادع العادل». وحذر الجميع من الاستماع لصوت الفتنة بين المكون الاجتماعي الواحد, وفي هذا الصدد أهاب المجلس بالعقلاء والأعيان التحرك لنزع فتيل الفتنة, ورأب الصدع وتحقيق اللحمة بين أبناء الوطن الواحد. وقال وزير الداخلية الليبي عبد السلام عاشور إن القتال يدور بين ما يسمى باللواء السابع, وهي جماعة مسلحة من ترهونة (60 كلم جنوب شرقي طرابلس), ومجموعة مسلحة من طرابلس. ارتفاع حصيلة ضحايا هذا و قد ارتفعت حصيلة قتلى المعارك الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس منذ الاثنين الماضي إلى 41 شخصا على الأقل وإصابة 123 بجروح، بحسب وزارة الصحة. ورغم الإعلان عن هدنة الثلاثاء بين المجموعات المسلحة إلا أنه لم يتم احترامها ،واستمرت حتى مساء الأربعاء. وكانت المعارك قد توقفت الخميس بعد اتفاق لوقف إطلاق النار أعلنه أعيان من مدن الغرب الليبي، لكن هناك تساؤلات عما إذا كانت الأطراف ستواصل احترامه. هذا و قد أعربت تونس عن انشغالها إزاء التطورات «الخطيرة» في العاصمة الليبية على خلفية اشتباكات بين القوات الليبية ومجموعات مسلحة جنوبطرابلس. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مساء الخميس وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي مع نظيره الليبي محمد الطاهر سيالة تم خلاله التطرق إلى مستجدات الأوضاع في ليبيا.