صرح أمس، شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشادلية بالجزائر، خالد بن تونس بأن تحقيق مسعى «العيش معا في سلام» الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بمبادرة من الجزائر، ليس مسئولية الدولة وحدها، لكن تتطلب مشاركة الجميع. أكد الشيخ خالد بن تونس خلال لقائه مع المشاركين بمنتدى جريدة «الجمهورية» الموسوم ب «المشروع الحضاري...العيش معا في سلام» الذي تبناه ورافع من أجله في كثير من المحافل الدولية، أن الدبلوماسية الجزائرية استطاعت توحيد 163 دولة جمعتها على كلمة واحدة: وهي العيش معا بسلام وكرامة واحترام وتبادل فكري وعلمي وثقافي وسياسيي ....وأن نعطي لكل شخص موجود على سطح الأرض حقه ونصيبه في الحياة». واعتبر بن تونس ذلك «فاعلية مستمرة في مسيرة التاريخ والأصالة، ودليل واضح على أن الروح والقدرة والأمنية في هذا الوطن لا زالت قائمة «، قائلا: لنا أسوة ورجال سبقونا بهذه الفكرة، وعلى رأسهم الأمير عبد القادر، أول من سعى للعيش معا في العالم في القرن ال 19. لهذا السبب، قرر المكتب التنفيذي لجائزة الأمير عبد القادر برئاسة الشيخ خالد بن يونس، تحديد تاريخ الاحتفال بجائزة الأمير عبد القادر في 16 مايو من كل عام، وذلك حتى يتوافق مع رزنامة الاحتفالات باليوم الدولي للعيش معا في سلام الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة وبمبادرة الجمعية الدولية الصوفية العلاوية، وفقما أشير إليه. وعلى ضوء ذلك شدّد ضيف الجمهورية على ضرورة تحقيق الأسبقيات التنافسية، وذلك من خلال المساهمة الفعالة في تطوير خطط العمل الكفيلة بتجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع، تحت مظلة واحدة، تساعد على بنيان مجتمع جزائري أساسه العيش معا في سلام، لافتا هنا إلى مبادرات بعض الدول الأوربية التي بادرت برلماناتها بإنشاء لجنة خاصة بالعيش معا في سلام، كما نوه بالجلسة الخاصة التي عقدها البرلمان الجزائري في هذا المجال بتاريخ 16 ماي2018. ونوّه بن يونس، بالدور المناط بالمؤسسات التربوية والتعليمية في عملية إنشاء جيل يحمل راية السلام، داعيا إلى تعليم مبادئ «العيش معا في سلام» وخلق شعب خاصة في البرامج المدرسية وبيداغوجيا التعليم العالي وفي مختلف الممارسات الدينية و التربوية والسياسية والعلمية والاجتماعية، وغيرها من المجالات الأخرى. وعاد بن يونس ليؤكد على أهمية الاستثمار في الأطفال، بهدف خلق جيل جديد متشبع بالأفكار والقيم الإنسانية النبيلة و حقوق العيش المشترك وحق الإنسان في الحياة والاختلاف، متطرقا في الوقت نفسه إلى منهج الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي وبعد مظاهر الوسطية وأهمية الجماعة ودورها في بناء صرح الإسلام وتجنيب المجتمع لكافة أشكال التطرف والعنف. كما دعا خالد بن تونس جميع أفراد المجتمع إلى العمل معا من أجل ترسيخ ثقافة العيش في سلام في كل الميادين، بعيدا عن الاعتبارات الدينية والإيمانية والعقدية والمذهبية والعرقية والقومية المتعددة والمختلفة في الدولة الواحدة، مؤكدا على ضرورة تصحيح الأفكار الخاطئة عن الإسلام والتقيد بالمبادئ والقيم و الأسس الإسلامية الصحيحة.