أكد معظم المتدخلين في الندوة التي احتضنها مركز «الشعب» يوم امس حول الاحتراف في ميدان كرة القدم بالجزائر تحت عنوان «الاحتراف بين الواقع والحلم» ان تطبيقه اكثر من ضروري في بلادنا، لاعطاء دفع جديد لهذه الرياضة، لكن من جهة اخرى، فان ذلك يتطلب شروطا ووقتا، كون دخولنا في الاحتراف هذه السنة شكل معاناة كبيرة لكل الفاعلين في كرة القدم الجزائرية حتى اننا يمكن ان نسميه «تسرعا»، بالنظر للنقائص العديدة التي ظهرت في المجال التسييري للفرق التي تلعب في البطولتين الاحترافيتين الاولى والثانية. فمن المؤكد ان التاريخ الذي حددته الفيفا، كان وراء التعجيل بادخال هذا التنظيم في اجراء البطولة الاحترافية، لكن كما اوضح المدرب الوطني السابق ولاعب فريق جبهة التحرير الوطني عبد الحميد زوبة، قائلا: «اردنا ادخال الاحتراف في الوقت الذي نسينا ان ذلك يتطلب تحضيرا مسبقا للعقليات التي بامكانها تسيير كرة القدم في محيط احترافي، خاصة وان الركيزة الاولية لذلك هو التكوين منذ المدرسة، والتي تعطي للاعب عقلية احترافية بامكاننا الاستفادة منها في الفريق الوطني»، واعطى مثال عن المستوى المتدني لتكوين اللاعب الجزائري في بطولتنا وهو انه غير قادر على فرض وجوده في المنتخب الوطني لان تكوينه ناقص ولا يعتمد على المعايير التي لا بد ان تكون في الوقت الحالي والتطور الكبير لكرة القدم العالمية. في حين ان المدرب الوطني السابق عبد الرحمن مهداوي ركز في تدخله عن الامكانيات الواجب توفيرها للاندية المحترفة لكي تخوض هذه التجربة الجديدة لكرة القدم الجزائرية، مشيرا: «ان الفريق المحترف لا بد ان يتوفر على منشآت كبيرة من ميادين للتدريب ومدرسة للتكوين وملعب بكل المقاييس اين يجري المقابلات، بالاضافة الى مسيرين اكفاء وطاقم مسير وفني يعرف مهنته كما ينبغي والهدف المسطر للنادي الذي يعمل به.. في وسط لا تكون الامكانيات المالية ناقصة، ولسوء الحظ، هذه الامور ليست حاضرة في غالبية الاندية التي دخلت الاحتراف». أما الاعلامي بن يوسف وعدية، فقد ركز في وجهة نظره حول بعض النقاط التي يراها جد مهمة، وهي اضفاء التسيير المحكم للاندية من خلال شركات اقتصادية فعالة، وكذا محيط ملائم للاحتراف، بالاضافة الى الدور الكبير لوسائل الاعلام في عالم الاحتراف في كرة القدم. كما سار الدكتور بوداود في نفس السياق، مؤكدا انه لا يوجد محيط مناسب في الوقت الحالي لارساء احتراف قوي، في غياب المنشآت الضرورية وعدم وجود مكونين مؤهلين لدفع العجلة الى الامام، لان العقلية المحترفة هي التي تكون في مقدمة المسار، ومع ذلك اضاف: «اردت تقديم هذه النقاط، دون اغلاق باب التفاؤل في المستقبل، اين تكون المنشآت متوفرة بكثرة واستغلال الموارد البشرية التي تتمتع بكفاءات عالية وتكوين قوي من خريجي جامعاتنا». وختم الندوة الاعلامي مراد بوطاجين، الذي كان منسقا في هذه الندوة والذي اوضح ضرورة الاعتماد على مدارس التكوين وتحسيس رجال الاعمال بضرورة الاستثمار في الشركات التي انشئت لدى الاندية المختلفة، والاعتماد على السبوسورينع، هذا الاخير الذي يعرف ظهورا محتشما بالنسبة لصاحب المداخلة، الذي تحدث ايضا عن الاعلام الرياضي ودوره في هذا المجال. لذلك يمكن القول ان هذه الندوة كانت جد قيمة من حيث الافكار المتداولة من مختصين عايشوا كرة القدم الجزائرية منذ سنوات طويلة، في موضوع يشغل العديد من المتتبعين، كون كرتنا تعرف خطواتها الاولى في عالم الاحتراف.