وقفت «الشعب» مع طلبة جامعة بوزريعة قسم التاريخ عند إحدى أهم المحطات البارزة في تاريخ الجزائر ألا وهي 19 مارس، يوم مثل نهاية استعمار غاشم دام 132 سنة وبداية مرحلة البناء والتشييد وبسط السيادة ووحدة الأمة والتراث وبذلك طويت أخر صفحة من صفحات الاحتلال للبلاد. ورأت الطالبة وسيلة في 19 مارس تاريخا لتأكيد الشجاعة والسياسة والبطولات وانتصار الثورة التي كادت أن تكون من الأساطير، فالجزائر الحرة تقول كانت حلما وصارت حقيقية بفضل النضال والتضحية. وأضافت الطالبة: «ودورنا اليوم هو مواصلة مسيرة شهدائنا الأبرار والمحافظة على أمانة حماية الوطن من بعدهم». واستطردت وسيلة قائلة: «الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منهم اليوم لا يقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس بين دول من أجل كسب ناصية العلم والتفوق والذي يحتم عليهم الجهد، والصبر، والمثابرة لتشريف الوطن، من خلال انجاز حضاري يضمن لهم السيادة، والعزة، والقوة الاقتصادية». من جهته قال وسيم أن 19مارس يوم تاريخي حققت فيه الجزائر أهدافها التي تضمنها النداء التاريخي لأول نوفمبر 1954 وكانت تلك الأهداف تنصب على الاعتراف بحق الجزائر في استعادة حريتها واستقلالها التام. وأضاف الطالب وسيم قائلا: «تم وقف إطلاق النار يوم 19 مارس 1962 على الساعة ال 12زوالا بعد مفاوضات ايفيان التي بدأت يوم 20 ماي 1961 برئاسة الوفد الجزائري المتضمن بالخصوص الشخصيات الوطنية كريم بلقاسم وسعد دحلب ومحمد الصديق بن يحيى والطيب بولحروف وأحمد بومنجل. وقد شرعت الجزائر مباشرة بعدها في إجراء استفتاء حول تقرير المصير في 1 جويلية 1962 والذي صوت عليه الشعب الجزائري بنعم، وفي 3 جويلية اعترفت فرنسا باستقلال الجزائر على لسان ديغول إلا أن الثورة رفضت أن يكون هذا الإعلان إلا بوثيقة فجعلت يوم 5 جويليلة 1962 التارخ الرسمي لإعلان الاستقلال. بدوره أكد حليم في تصريح ل «الشعب» قائلا: «أنا اعتبره يوما حققت فيه الجزائر نصرا ساحقا لأنها تمكنت من تجسيد ما تضمنته اتفاقية ايفيان والمتمثلة أساسا في الاعتراف بالشعب الجزائري شعب واحد لا يتجزأ بدلا من الجزائر فرنسية وبذلك الاعتراف باستقلال الجزائر وسيادتها على كامل التراب الوطني والاعتراف بجبهة التحرير الوطني كممثل وحيد وشرعي للشعب الجزائري». وأفاد فؤاد في السياق ذاته: «19مارس كان النهاية للوجود الاستعماري في الجزائر بعد ثورة عظيمة وتنظيم عسكري محكم واختيار سياسي ذكي عاكسا قدرة الشعب الجزائري على تحمل المسؤولية كاملة». وأبرز أن لوعة الاستعمار وبطشه وحلم الحرية الذي كان يداعب أرواح كل جزائري في تلك الفترة جعل من الحرية المطلب الرئيس والهدف الوحيد للجزائرين. ولعل الإحساس بتحقيق مثل هذا المسعى يضيف فؤاد ملقى اليوم بالدرجة الأولى على عاتق النخبة المثقفة في وطننا، وفي مقدمتها طلاب الجامعات، من وجوب ولوج ميدان التجارب العلمية، ومواصلة مسيرة ثوارنا في تحقيق الرفاه للبلاد.