بعيدا عن النظرة الضيقة وسجن الأحكام الذي يضع المجتمع داخله المرأة رغم كونها نصفه ويزيد، أكدت وجوه إعلامية نسائية منها ممثلات جريدة «الشعب» انها تستطيع تجاوز التاء المربوطة التي طالما كانت وسمة عار تلاحقها أينما حلت وارتحلت، ففي تلك الدائرة المغلقة (التاء المربوطة) انحسرت مهامها داخل منزل لها في كل غرفة منه مهمة ملزمة بتأديتها. هي تجارب إعلامية لن أصفها بأنها استطاعت تحطيم الصورة النمطية للمرأة الإعلامية أو إنها كسرت قيود الذكورية التي تتحكم في حياة كل امرأة وإن ادعت التحرر، لان دور الضحية لا يليق بها، فتفاصيلها التي تميز مسيرة تلك السيدات نجد الإنسان بعطائه بعيدا عن نزعة الانتقام التي تسيطر على الكثير من النساء فتهن في ظلمة نفق بدايته ضحية ونهايته مجهولة ولكن الأكيد أنها في نهايته ستتخلى عن جوهرها الإنساني الذي يلح في أعماق الذات ان الرجل والمرأة وجدا ليكونا معا متكاملين الواحد منهما يكمل نقص الأخر بعيدا عن أية عداوة في إثبات ذات. الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» أمينة دباش واحدة من الإعلاميات اللواتي عرضن تجربتهن في اجتماع حول رؤية وصورة النساء في وسائل الإعلام، لخصها من يعرفونها كلمة واحدة هي «المحاربة» لأنها لم تتخلى عن إصرارها ة ولم تترك حلمها منذ بداياتها الأولى في السنة ثانية جامعي أين بدأت في رسم خطواتها الأولى في عالم الصحافة. فتدرجت عبر مختلف محطات مسيرتها من الإذاعة إلى مكلفة بالإعلام والاتصال في إحدى الوزارات، وكانت أول امرأة في الجزائر تشغل هذا المنصب، إلى رئاسة إلى التلفزيون ثم أخيرا إلى جريدة «الشعب» التي تديرها منذ 2012و إن كانت مسئولة عن خبر أو معلومة أو عن مؤسسة إعلامية هي أمينة دباش المرأة التي تبث عبر تفاصيل مسيرة «أمينة» الصحفية أن المجتمع يحترم المرأة القوية التي ترفض لعب دور الضحية فبكل بساطة هي تترفع عن استجداء استعطافه لأنها فقط امرأة. سواء كانت وراء الميكرفون، آو الكاميرا آو القلم آو حتى المكتب استطاعت من خلال عملها منذ سنوات طويلة أن تثبت أن الإعلام لا جنس له وان المرأة إرادة لا تكسرها عثرات الحياة والقيود الاجتماعية، التي غالبا ما تكون الهوّة التي تبعدنا عن أحلامنا وآمالنا لذلك قالت أمينة دباش عند عرضها تجربتها أنها فضلت البقاء عندما رأى البعض من زملائها الرحيل وفضلت تكوين الصحافيين الشباب وتأطيرهم لأنها الطريقة الوحيدة لإعطاء الوصفة السحرية للنجاح بعيدا عن النوع آوالجنس فقط قدرات نثبتها على ارض الواقع.