نظم أمس بمقر جريدة »الشعب« حفل توديع السيد عز الدين بوكردوس المدير السابق لأم الجرائد واستقبال المديرة الجديدة السيدة أمينة دباش من طرف العمال والصحافيين، في وقفة تم التقاطع فيها على ضرورة إعادة الاعتبار لهذه المدرسة الإعلامية العريقة، والتذكير بالتحديات التي يفرضها الواقع الإعلامي الراهن والتي لا يتسنى مواجهتها إلا بالعمل، ورفع سقف الجهود المبذولة وبالاستفادة من التجربة الإعلامية المتمرسة أمينة دباش. لم يخف المدير السابق لجريدة »الشعب« عز الدين بوكردوس تفرغه إلى كتابة مذكراته، مؤكدا أن ثقة رئيس الجمهورية والدولة الجزائرية التي وضعت في المديرة أمينة دباش جاءت بعد تمحيص، مؤكدا أنهم يدركون جيدا اليد التي وضعوا فيها الأمانة على اعتبار أن أم الجرائد كما وصفها لؤلؤة، داعيا العمال والصحافيين إلى مضاعفة الجهود حتى ينجحوا في المحافظة على هذا الصرح الإعلامي الرمز، لأن تطوير الجريدة لن يتسنى إلا بتضافر الجهود وباحترام القانون. واعترف المدير السابق عز الدين بوكردوس بأنه قضى أجمل أيام عمره طيلة ال18 بجريدة »الشعب« وقاسم فيها العمال الحلو والمر والأبيض والأسود، واسترجع شريط ذكرياته عندما قال »..قرأت أول مقال عبر أمواج الإذاعة وبطلب من الإعلامي الكبير الراحل مسعودي سنة 1962 من صفحات جريدة »الشعب«، ويشاء القدر أن أبدأ مسيرتي الإعلامية الطويلة من شارع الشهداء لأختمها من شارع الشهداء..«. وشددت المديرة الجديدة لجريدة »الشعب« أمينة دباش على ضرورة الرقي بمستوى الجريدة من حيث الشكل والموضوع، والتزمت بعقد لقاءات أسبوعية مع الطاقم الصحافي على وجه الخصوص للوقوف على مردود وأداء كل صحافي ومناقشة مقترحاته بخصوص العمل الذي يمكن تقديمه، لأنها ترى رهان تطوير الجريدة يتحقق بتضافر جهود الجميع. واختزلت مديرة جريدة »الشعب« المحطات الإعلامية التي تمرست بها والمناصب التي تقلدتها وسر نجاحها في تحقيق حلم اتقان ومغازلة اللغة العربية بالقلم وعبر أمواج الأثير إلى جانب اللغة الفرنسية، فمن الإذاعة الجزائرية مرورا بقطاع مغاير والمتمثل في البناء خاضت فيه تجربة الإعلام المكتوب من خلال جريدة »العمران« باللغتين العربية والفرنسية، ثم انتقلت إلى تسيير خلية الإعلام بوزارة التكوين والعمل والذي تكلل بإنشاء جريدة »أخبار التكوين«، لتنتقل بعدها إلى خلية الإعلام برئاسة الجمهورية، لكنها اعترفت بأنها بقيت أسيرة حب كبير للعمل الإعلامي فعادت إلى الإذاعة، وأشرفت بعدها على إذاعة متيجة، لكن سنوات الجمر التي عاشتها الجزائر خلال الأزمة الأمنية لم تمنع بث تعاليق إذاعية منتظمة لها تحت تسمية »أحداث اليوم«، وتم انتقائها من طرف التلفزيون الذي كان يبحث عن الكفاءات على رأس قناة »كنال الجيري«، رافعة التحدي حيث نجحت في تسطير 18 برنامجا والذي كان في البداية يبدو شبه مستحيل. وتطرقت المديرة أمينة دباش إلى تجربتها على رأس مديرية التكوين بمؤسسة التلفزيون الجزائري حيث شجعت تكوين المرأة في المهن التقنية التي كانت حكرا على الرجال، إلى جانب تعينها كمستشارة للمدير العام للتلفزيون.