جمع غفير شيعوا الفقيد عبد الرحمان توفيق إلى مثواه الأخير وري الثرى أمس، بمقبرة سيدي امحمد شريف بمعسكر، الشاب عبد الرحماني توفيق، الذي عثر على جثته عالقة بشباك الصيد قرب سواحل مستغانم، وحضر مراسم دفن الضحية، جمع غفير من المواطنين في أجواء حزينة مصحوبة بالترقب وأمل العثور على باقي رفاقه المفقودين بعرض البحر عقب انقلاب زورق للهجرة غير الشرعية،في وقت لا تملك فيه الهيئات الرسمية بمعسكر أي معلومات دقيقة عن عدد الضحايا أوظروف اختفائهم، ولم تقدم السلطات الولائية لمعسكر على التنسيق مع سلطات الولايات الساحلية أوتشكيل خلية أزمة لمتابعة الوضع عن كثب في قضية تشغل كثيرا الرأي العام المحلي . في ذات السياق تتواصل بسواحل مستغانم و« أرزيو” شرق وهران عملية بحث واسعة عن ضحايا رحلة أخرى من الرحلات المجهولة نحومصير غامض، عقب انقلاب قارب كان يقل نحو18 شخصا، من بينهم 7 أشخاص على الأقل ينحدرون من مدينة معسكر، كما تتواصل رحلة أهالي الضحايا بين المؤسسات الاستشفائية لمستغانمووهران للتعرف على جثث أبنائهم الحراقة من بين عشرات الجثث لحراقة بمصالح حفظ الجثث لهذه المؤسسات الاستشفائية . وحسب معلومات مستقاة من مصادر رسمية، فإن جثة الضحية المتعرف عليه “ توفيق عبد الرحماني” قد عثر عليها عالقة في شباك صيد احد القوارب، في حين تمكن صيادون من انتشال ثلاث جثث اخرى تعود لضحايا من مستغانم، في حين تضاربت الأنباء عن إنقاذ 13 شخصا من الغرق المحقق في عرض البحر يرجح أنهم كانوا ضمن رحلة الموت المبرمجة من شواطئ أرزيو نحو سواحل اسبانيا، الأمر الذي يبقي بصيص الأمل لدى عائلات مجموعة الحراقة المنحدرين من معسكر . نفس الجهة المسربة للخبر أكدت أنه يحتمل أن يكون هؤلاء من ضمن الناجين، علّ ذلك يخمد قليلا لوعة ترقب أهاليهم وأملهم في العثور عليهم أحياء يرزقون بعد 15 يوما من مغادرتهم أرض الوطن بطريقة غير شرعية، كما رجحت بعض المصادر العارفة بأمور الهجرة السرية وتهريب البشر عن طريق قوارب الموت، انقلاب القارب الذي كان يقل الحراقة في عرض البحر على بعد أميال من نقطة انطلاقهم من شواطئ أرزيوشرق وهران . هذه الحادثة التي اهتزت لها مدينة معسكر وتسببت في حزن كبير تقاسمه سكان المنطقة مع أهل مجموعة الحراقة المفقودين في عرض البحر ويظل مصيرهم مجهولا لحد كتابة هذه الأسطر بسبب شح المعلومات، أمام انتشار إشاعة العثور على جثثهم وصعوبة التعرف عليها، زيادة على تداول نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي لصور الضحية “ توفيق” المتعرف على هويته، وصور أخرى قديمة لحراقة قضوا نحبهم في البحر قبل الوصول إلى الضفة الأخرى تسببت في تغليط الرأي العام وتهييج أحزان أسر الحراقة أمام غياب مقلق للمعلومات الدقيقة والرسمية عن هؤلاء . من جهة ثانية، علمت “الشعب” انه من بين المجموعة التي اختارت مصيرها المجهول، شاب لا يتعدى عمره 20 سنة ينحدر أيضا من معسكر، سلم من هذه التراجيديا التي لم تنتهي بعد تفاصيلها،بعد التحاقه متأخرا برحلة الموت، ما سمح بعودته أدراج مسقط رأسه سالما لكن محملا بثقل الحزن والصدمة التي انتابته بعد اختفاء رفقائه الخمسة في عرض البحر .