الاشتباك أدى الى انقلاب قارب الصيد بعد إقلاعه بساعة واحدة من شاطئ سوناكتر تحولت ليلة الجمعة إلى السبت، رحلة إبحار سري لمجموعتين من الحراڤة الشباب ضمت حوالي 35 حراڤا تتراوح أعمارهم بين 15 و32 سنة، انطلقوا في حدود الساعة الثالثة صباحا على متن قاربين من شاطئ سوناكتر بالضاحية الشرقية على بعد 8 كلم عن مدينة مستغانم، إلى مأساة حقيقية عقب وقوع مشادات عنيفة على ظهر قارب الصيد الذي كان على متنه 21 حراقا... حيث تم استعمال الأسلحة البيضاء في عرض البحر، الأمر الذي أدى إلى انقلاب قارب الصيد بركابه بعد أقل من ساعة عن إقلاع القارب، قبل أن يتمكن أحد مراكب الصيد من إنقاذ 16 حراڤا، بينهم مراهق لا يتجاوز سنه 15 عاما في الوقت الذي تم تسجيل 5 حراڤة في تعداد المفقودين. كما تم في نقس الظروف إحباط محاولة لهجرة غير شرعية لمجموعة تصم 14 حراڤا، من طرف مصالح المجموعة الإقليمية لحرس السواحل في سياق المعلومات التي وفرها رياس مراكب الصيد. وفي هذا الصدد، أفادت مصادر مطلعة إن مصالح المجموعة الإقليمية لحرس السواحل لولاية مستغانم، تدخلت مباشرة عقب تلقيها معلومات من طرف مراكب الصيد تفيد بتواجد مجموعة من الحراڤة عرض البحر على بعد مسافة 2 كلم عن شاطئ سوناكتر، يصارعون الموت بعد انقلاب القارب الذي أبحروا على متنه، حيث تم انقاذ 16 شابا في ظروف صحية جد متدهورة على خلفية المعركة العنيفة التي نشبت بين الحراقة على ظهر القارب تم خلالها استعمال الأسلحة البيضاء مما ادى إلى إصابة عدد من الحراقة بجروح متفاوتة الخطورة. في هذا السياق، كشفت مصادر متطابقة أن النزاع الدموي الذي نشب بين الفوج الذي كان يضم 21 حراقا ينحدرون من أهم الأحياء الشعبية لمدينة مستغانم على غرار حي تجديت والبلاطو والحرية والردار والعرصا، يعود بالدرجة الأولى لعملية القرصنة التي تعرض لها الحراقة لدى مغادرتهم شاطئ سوناكتر، حيث داهمتهم مجموعة ثانية تضم 10 أشخاص وأجبروهم على ركوب القارب باستعمال القوة، وهذا تفاديا لدفع مبلغ رحلة الموت لشبكات تنظيم الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الإسبانية، والمقدر بنحو 8 ملايين سنتيم. وقد أسفرت المشادات وانقلاب القارب عن تسجيل 5 حراقة في عداد المفقودين، قيل أنهم لم يتمكنوا المقاومة عرض البحر بسبب الإرهاق والتعب الذي نال منهم حيث لاتزال الأبحاث جارية لحد كتابة هذه الأسطر للعثور عليهم وسط مخاوف لا حد لها في أوساط عائلات الحراقة في ضوء وجود احتمالات ضئيلة في العثور عليهم أحياء. هذا وقد شهدت مصلحة الاستعجالات الطبية منذ الساعات الأولى من صباح أمس السبت حالة استنفار قصوى وسط الأطقم الطبية العاملة، حيث تجند عشرات الأطباء والممرضين في إسعاف الحراقة، ناهيك عن الصعوبات التي وجدها الفريق الطبي في مواجهة وتهدئة أهالي الحراقة الدين تدفقوا على مصلحة الاستعجالات وهم في حالة من الهستيريا. ونفس الأجواء من الحزن والترقب حيال مصير الحراقة المفقودين فضلا عن الحراقة الموقوفين يشهدها ميناء مستغانم بعد تدفق عشرات العائلات.