عاشت مدينة معسكر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، على وقع خبر انتشال جثث عدد من شباب المنطقة بعدما لفظتهم أمواج البحر في عدة شواطئ بين ولايتي مستغانم ووهران، إذ انتشر خبر العثور على الجثث كالنار في الهشيم في أمسية ممطرة اهتزت معها شوارع عاصمة ولاية الأمير عبد القادر، الضحايا كانوا على متن قارب في رحلة غير شرعية قبل أن تغدر بهم سوء الأحوال الجوية التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الفارطة، وكان أكثر من عشر أشخاص من معسكر، قد غادروا سواحل أرزيو في رحلة سرية على متن قارب قبل 14 يوما ولم يظهر خبر عن وجهتهم قبل الإعلان عن ظهور جثثهم عبر عدد من الشواطئ. وفي وقت تضاربت فيه الأقوال بخصوص عدد المتوفين والمفقودين فقد أشارت مصادر متطابقة إلى أن الرحلة ضمت ما لا يقل عن عشرة من شباب مدينة معسكر، ينتمون إلى أحياء سيدي سعيد ومدبر وبابا علي والمحطة، وقد طالبت عائلات الضحايا بالإسراع في تسليمها جثث أبنائها من أجل دفنها، فيما طالبت عائلات أخرى بتأكيد مصير أبنائها ما إن كانوا من المتوفين الذين عثر على جثثهم أم هم في عداد المفقودين، والتي تأكد خبر وفاة ابنها لم تشهد سوى خيم تشير لوجود جنازة أحد الشباب المتوفين في عرض البحر وقد استلمت عائلاتهم خبر الوفاة وهم الذين ليسوا أقل حزنا من عائلات أخرى لم تعرف شيئا عن أبنائهم الذين كانوا ضمن الرحلة. رنات الهاتف عند هذه الأخيرة تعتبر كمن ينتظر مصيره إما بخبر سار يؤكد سلامة الابن أو العكس فيما تتأجل حال الحزن عند البعض إن تأكد عدم وجود الابن لا من بين الموتى ولا الناجين فهم بذلك في عداد المفقودين، ولا حديث في الشارع المعسكري هاته الأيام سوى عن الأسباب الكامنة وراء تكرر مآسي الشباب وموتهم في عرض البحر بعد امتطائهم لقوارب غالبا ما يدركون عدم قدرتها على مجابهة الأمواج العاتية في ظل ظروف جوية قاسية هذه الأيام لاعتقادهم بأنه لا حياة في هذا البلد ولا منجى إلا في الضفة الأخرى.