كانت زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تمنراست أول أمس اكبر حدث عاشته عاصمة الاهقار التي تعيش على وقع التحولات الكبرى زادتها وتيرة المشاريع المنجزة والمسطرة للتكفل باحتياجات السكان المقدر عددهم ب205,220 ألف نسمة. وتجاوب سكان تمنراست مع زيارة الرئيس بوتفليقة التي حملت إليهم أشياء سارة انتظروها منذ مدة واعتبرت حلمهم الوردي وتطلعهم الدائم في الصدارة مشروع القرن الذي أنهى كابوس التزود بالماء المشكل الحاد الذي شكل لغالبية العائلات كابوسا مفزعا وتركهم في حيرة مريرة وتساؤل ممل كيف السبيل للوصول إلى هذه المادة الحيوية التي تحيي الأرض ومن عليها؟ وإلى متى الاستمرار في اللهث وراء صهريج ماء شكل تجارة مربحة لسماسرة رفعوا تسعيرته في عز الشتاء إلى 200 دينار في اغلب المرات؟ وعبر الكثير من السكان في تصريحات ل «الشعب» بعين المكان عن معاناتهم الطويلة مع التزود بالماء قبل تدشين رئيس الجمهورية مشروع القرن بكلفة 197 مليار دينار. وحسب هؤلاء فان تدشين مشروع التزود بالماء من عين صالح شمالا يعد انجازا تاريخيا، ومناسبة انتظرت بأقصى درجة الصبر، تسجل للتاريخ والأجيال الذين يستفيدون من الماء على مدار مائة سنة دون مشاكل وطوارئ. ونوه السكان مطولا ببرنامج الرئيس بوتفليقة المسطر للجنوب الكبير الذي تحتل فيه تمنراست القلب النابض وعصب التطور. وقالوا أن الرئيس الذي تعهد بحل نهائي لمشكل التزود بالماء طيلة الزيارات السابقة والحملات الانتخابية كان عند وعده بدليل دخول مشروع القرن حيز التجسيد في ظرف قياسي سامحا بضخ 50 ألف م3 في مرحلة أولى تضاعف كميتها في فترات لاحقة. وهي كمية تتجاوز بكثير احتياجات السكان غير المتجاوزة ل 20 ألف م3 في أقصى التقدير. ويعجز هذا الانجاز الذي تقبله السكان بارتياح غير مسبوق المشاريع الأخرى المتضمنة في الزيارة الرئاسية التي استغرقت يوما واحدا بتمنراست لكنها حافلة بالانجازات في قطاعات متعددة منها الطريق الصحراوي إلى إن قزام على مسافة 420 كلم بكلفة إجمالية تفوق 7 ملايير دينار، والقطب العمراني 1028 وحدة سكنية بكلفة تقترب من 1,6 مليار دينار وتجيب على إشكالية كيف الحفاظ على البناءات وفق الخصوصية المحلية وتزودها بالمرافق تبعد عنها صفة أحياء «المراقد» التي شوهت الحظائر المعمارية في الجزائر وأفقدتها الحرارة والحيوية. وتركتها هياكل بلا روح في أكثر من جهة. ويضاف إلى هذا الانجاز القرارات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة في ختام زيارته لعاصمة الأهڤار لاعطائها مزيدا من العناية والاعتبار. ولهذا تقرر برنامج إضافي بغلاف مالي 16,851 مليار دينار لتمويل مشاريع اختارها المنتخبون وممثلي السكان لتلبية احتياجات ملحة دون أن تفرض عليهم من أعلى مثلما أكده دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية في الندوة الصحفية مشددا على لا مركزية الخيار والاختيار مشركا أهل المنطقة في إدارة شؤونهم ومراعاة ما هو أنسب لهم من برامج ومشاريع يحسب لها ألف حساب. يشمل البرنامج التكميلي تعمير الخط تمنراست عين صالح بإنشاء 4 قرى جديدة تتوفر على المرافق الأساسية وتوسيع أربعة أخرى إلى درجة تجعل منها مدينة باتم معنى الكلمة لا تترك سكان هذه النواحي عرضة لتيه الصحراء والفراغ، ولا تحتم عليهم الذهاب إلى ابعد نقط عمرانية مقابل الحصول على خدمات صحية وتربوية وتشغيل. ويحتوي البرنامج كذلك على مشاريع تخص تنمية مناطق الحدود، والفلاحة وتربية الإبل والماعز التي تشكل موردا غذائيا هاما للسكان في أقصى الجنوب الكبير. وكشف ولد قابلية عن تفاصيل البرنامج المكمل لما اتخذ من تدابير في المخطط الخماسي الحالي الذي خصص لتمنراست منه غلاف مالي 243,9 مليار دينار. وقال انه يزور سكان المناطق الحدودية بتين زواتين وان قزام وباجي مختار للتباحث معهم حول سبل التكفل بقضاياتهم المتعددة الأوجه منها الإنمائية والأمنية بعد الاضطرابات بدول الجوار وما تبعها من انعكاسات تستدعي أخذها بجدية. وهي مسألة تتم اعتمادا على هؤلاء الأكثر دراية ومعرفة بالشؤون الأمنية وما تفرضه من احتياطات ويقظة كل الرهان.