الشعب: بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة برسالة إلى المشاركات في المؤتمر ال 10 للإتحاد الوطني للنساء الجزائريات هذا نصها: يسعدني بمناسبة عقد مؤتمركن العاشر تحت شعار ''المرأة الجزائرية حداثة مسؤولية وتألق''، أن أتوجه الى كل المناضلات للإتحاد العام للنساء الجزائريات وكل حرائر الجزائر وبناتها الوفيات لجزائر العزة والكرامة، معربا لكن عن تقديري لمواقف المرأة الجزائرية عبر التاريخ الوطني الطافح بالمواقف المشرفة والجهد المتواصل في خدمة الأسرة الجزائرية وإضطلاع بالتنمية الوطنية الشاملة. فالمرأة لا محالة صنو للرجل، هما من خلية واحدة وفي خندق واحد في بناء الأسرة وتأسيس المجتمع المتكامل المتناغم، متعاضدين ومنصهرين في مواجهة التحديات التي يفرضها الواقع بكل زخم، فشريعتنا الغراء وتقاليدنا الأصيلة، وامتثالنا لمكتسبات تضحيات ونضالات المرأة عبر الأزمنة كلها تؤكد على مبدأ العدالة، والمساواة ، والاحترام المتبادل بين الجنسين كل فيما يُسر له من حقوق وواجبات. فالجزائر عرفت منذ تاريخها السحيق أسماء لنساء كان لهن الأثر العميق في توجيه حركة التاريخ، فمنهن الملكات والمقاومات والمناضلات والعالمات المصلحات، ويعبق تارخينا الحديث بأعلام قد امتطين صهوة المجد بما جئنه من مواقف ومآثر، وليس أدل على ذلك مما أبلته المرأة من بلاء حسن طيب في ثورتنا الظافرة التي تعج بأسماء خالدة حفرت في ذاكرة المجد. وللمرأة الجزائرية اليوم، في الأسرة الخلية المركزية لبناء المجتمع، وفي المدرسة وفي المؤسسات التربوية والتنشئة، وفي المعامل ومراكز البحث، والمستشفيات والتجارة، وجل الأنشطة في قطاعات الدولة والخواص، ما يؤكد قدرتها ونجاعتها وتفوقها أحيانا في إدارة الأعمال، وأداء المهن، والاسهام في التنمية الوطنية بجميع فروعها، فلا ممدوحة إذن، من أن تحظى المرأة على غرار الرجل بنفس الحقوق والواجبات، وليس ذلك بمنّ ولا بمفاضلة بين الجنسين. ولا يعزب الأمر، عن أعيننا في ما يقع على كاهلها من مسؤوليات جسام في الحفاظ على توازن المجتمع والاستمساك بأصالته، وقيمة ودينه الحنيف، دون إغفال ضرورات التفاعل على ما تطرحه آليات العصر من مستجدات ومستحدثات، تستوجب وعيا متناميا لدى المرأة لإستيعاب هذه الطفرة في مجالات العلم والتكنولوجيا والاتصال والفرز الواعي بين القيم الصحيحة، وتلك الهادمة المحرفة للقيم والأخلاق بما لديها من إغراء وإيهام عادة ما يفظي الى إغواء جزء من فئة الشباب فتيات وشبان. إن رهان الجزائر على المرأة في إحداث التوازن داخل المجتمع والنهوض بسلوك المواطنة، وتعميق ثقافة الديمقراطية ونشر التسامح والحرص على الرقي والتقدم، وترشيد الإستهلاك، واكتساب المعارف والعلوم، وتربية الذوق السليم في الناشئة، يعتبر رهان مفصلي، في مشروعنا التنموي بكافة أبعاده. لقد أثبتت المرأة الجزائرية وعيها المتنامي في استيعاب الأفكار المؤ سسة لمجتمع الغد في دعمها للمصالحة الوطنية الشاملة، وتحليها بالموقف النبيل تجاه كل الاستحقاقات الوطنية الهامة، وما مؤتمركن العاشر هذا تحت شعار »المرأة الجزائرية حداثة مسؤولية وتألق« إلا لبنة أخرى في مشروع النهضة الوطنية المرتقبة بتجنيد المرأة الجزائرية على أسس الحداثة الأصيلة المسؤولة أمام خيارات الأمة، وتحدياتها في توق إلى مستقبل مرموق. أرجو من الله العلي الوهاب أن يوفق المرأة الجزائرية ويعزز دورها ومواقفها بما في شاباتها من خير وطموح وجدية لرقي الوطن وصيانة وحدته وضمان سيادته، وأن تكون هذه المبادرة قفزة نوعية لتوحيد الصفوف واستشراف مستقبل أكثر إشراقة. متمنيا لكن كل النجاح والتوفيق بإذن الله تعالى. والسلام عليكن ورحمة الله تعالى وبركاته. ------------------------------------------------------------------------