حذر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة المرأة الجزائرية من الخلط بين القيم الصحيحة المتوارثة عن الأجيال السابقة وبين القيم الهادمة المحرفة، قائلا ''ولا يعزب الأمر عن أعيننا في ما يقع على كاهلها من مسؤوليات جسام في الحفاظ على توازن المجتمع والاستمساك بأصالته وقيمه ودينه الحنيف دون إغفال ضرورات التفاعل على ما تطرحه آليات العصر من مستجدات ومستحدثات تستوجب وعيا متناميا لدى المرأة لاستيعاب هذه الطفرة في مجالات العلم والتكنولوجيا والاتصال والفرز الواعي بين القيم الصحيحة وتلك الهادمة المحرفة للقيم والأخلاق بما لديها من إغراء وإيهام عادة ما يفضي الى إغواء جزء من فئة الشباب فتيات وشبان". وأضاف بوتفليقة أمس في رسالة وجهها الى المشاركات في المؤتمر العاشر للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات قرأها نيابة عنه حبة العقبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية في هذا المجال قائلا: ''فلا ممدوحة إذن من أن تحظى المرأة على غرار الرجل بنفس الحقوق والواجبات وليس ذلك بمن ولا بمفاضلة بين الجنسين". "وبعد أن عبر الرئيس بوتفليقة عن تقديره لمواقف المرأة الجزائرية عبر التاريخ الوطني الطافح بالمواقف المشرفة والجهد المتواصل في خدمة الأسرة واضطلاع بالتنمية الوطنية الشاملة، أعرب عن رجائه في أن ''يوفق الله المرأة الجزائرية ويعزز دورها ومواقفها بما في شاباتها من خير وطموح وجدية لرقي الوطن وصيانة وحدته وضمان سيادته وأن تكون هذه المبادرة قفزة نوعية لتوحيد الصفوف واستشراف مستقبل أكثر اشراقة". كما أبرز دور المرأة الجزائرية في إحداث التوازن داخل المجتمع وفي المشروع التنموي الذي تخوضه البلاد بكافة أبعاده. وعند تطرقه للدور الهام الذي تلعبه المرأة الجزائرية في المجتمع قال الرئيس بوتفليقة ''وللمرأة الجزائرية اليوم في الأسرة الخلية المركزية لبناء المجتمع وفي المدرسة وفي المؤسسات التربوية والتنشئة وفي المعامل ومراكز البحث والمستشفيات والتجارة وجل الانشطة في قطاعات الدولة والخواص، ما يؤكد قدرتها ونجاعتها وتفوقها أحيانا في إدارة الأعمال وأداء المهن والإسهام في التنمية الوطنية بجميع فروعها". وقال الرئيس إن ''رهان الجزائر على المرأة في إحداث التوازن داخل المجتمع والنهوض بسلوك المواطنة وتعميق ثقافة الديمقراطية ونشر التسامح والحرص على الرقي والتقدم وترشيد الاستهلاك واكتساب المعارف والعلوم وتربية الذوق السليم في الناشئة، يعتبر كله رهانا مفصليا في مشروعنا التنموي بكافة أبعاده". وذكر الرئيس بأن المؤتمر العاشر للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات الذي ينعقد تحت شعار ''المرأة الجزائرية حداثة مسؤولية وتألق'' ما هو الا لبنة أخرى في مشروع النهضة الوطنية المرتقبة بتجنيد المرأة الجزائرية على أساس الحداثة الأصيلة المسؤولة أمام خيارات الأمة وتحدياتها في التوق الى مستقبل مرموق".