أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس أن الجزائر تراهن على المرأة في إحداث توازن داخل المجتمع والنهوض بسلوك المواطنة وتعميق ثقافة الديمقراطية ونشر التسامح، معتبرا أن المرأة الجزائرية قد أثبتت وعيها المتنامي في استيعاب الأفكار المؤسسة لمجتمع الغد. أشاد رئيس الجمهورية في الرسالة التي وجهها أمس إلى المشاركات في المؤتمر العاشر للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات قرأها نيابة عنه حبة العقبي الأمين العام لرئاسة الجمهورية بالدور الذي تلعبه المراة الجزائرية في إحداث التوازن داخل المجتمع وفي المشروع التنموي الذي تخوضه البلاد، وقال بوتفليقة في هذا الصدد إن "رهان الجزائر على المرأة في إحداث التوازن داخل المجتمع والنهوض بسلوك المواطنة وتعميق ثقافة الديمقراطية ونشر التسامح والحرص على الرقي والتقدم وترشيد الاستهلاك واكتساب المعارف والعلوم وتربية الذوق السليم في الناشئة يعتبر كله رهانا مفصليا في مشروعنا التنموي بكافة أبعاده". وأضاف بوتفليقة أن "المرأة الجزائرية قد أثبتت وعيها المتنامي في استيعاب الأفكار المؤسسة لمجتمع الغد في دعمها للمصالحة الوطنية الشاملة وتحليها بالموقف النبيل تجاه كل الاستحقاقات الوطنية الهامة"، ومن جهة أخرى اعتبر رئيس الجمهورية انعقاد المؤتمر العاشر للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات تحت شعار "المرأة الجزائرية حداثة مسؤولية وتألق" لبنة أخرى من لبنات مشروع النهضة الوطنية المرتقبة بتجنيد المرأة الجزائرية على أساس الحداثة الأصيلة المسؤولة أمام خيارات الأمة وتحدياتها في توق إلى مستقبل مرموق". وأسهب بوتفليقة في شرح دور المرأة الجزائرية في مجتمعها مشيرا إلى أنها والرجل من خلية واحدة ويصبان في خندق واحد في بناء الأسرة وتأسيس المجتمع المتكامل المتناغم متعاضدين ومنصهرين في مواجهة التحديات التي يفرضها الواقع بكل زخم"، واستدل رئيس الجمهورية بالشرعة الإسلامية والتقاليد الجزائرية الأصيلة ليؤكد على مبدأ العدالة والمساواة والاحترام المتبادل بين الجنسين كل فيما يسر له من حقوق وواجبات". ثم ذكر بوتفليقة بالدور الذي لعبته النساء الجزائريات عبر التاريخ قائلا "الجزائري عرفت منذ تاريخها السحيق أسماء لنساء كان لهن الأثر العميق في توجيه حركة التاريخ فمنهن القائدات والمقاومات والمناضلات والعالمات المصلحات" مشيرا في ذات السياق إلى أن تاريخنا الحديث "يعبق بأعلام قد امتطين صهوة المجد بما جئنه من مواقف ومآثر وليس أدل على ذلك مما ابلته المرأة من بلاء حسن طيب في ثورتنا الظافرة التي تعج بأسماء خالدة نقشت في ذاكرة المجد". ثم عاد رئيس الجمهورية مرة أخرى ليشيد بدور المراة الجزائرية مؤكدا أنها "الخلية المركزية لبناء المجتمع وفي المدرسة وفي المؤسسات التربوية والتنشئة وفي المعامل ومراكز البحث والمستشفيات والتجارة وجل الأنشطة في قطاعات الدولة والخواص ما يؤكد قدرتها ونجاعتها وتفوقها أحيانا في إدارة الأعمال وأداء المهن والإسهام في التنمية الوطنية بجميع فروعها". ودعا بوتفليقة من جهة أخرى، إلى ضرورة أن تحظى المرأة بنفس حقوق الرجل وواجباته، مذكرا بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المرأة في الحفاظ على توازن المجتمع والاستمساك بأصالته وقيمه ودينه الحنيف دون إغفال ضرورات التفاعل على ما تطرحه آليات العصر من مستجدات ومستحدثات تستوجب وعيا متناميا لدى المرأة لاستيعاب هذه الطفرة في مجالات العلم والتكنولوجيا والاتصال والفرز الواعي بين القيم الصحيحة وتلك الهادمة المحرفة للقيم والأخلاق بما لديها من إغراء وإيهام عادة ما يفظي إلى إغواء جزء من فئة الشباب فتيات وشبان". كما أعرب من جهة أخرى عن رجائه في أن "يوفق الله المرأة الجزائرية ويعزز دورها ومواقفها بما في شاباتها من خير وطموح وجدية لرقي الوطن وصيانة وحدته وضمان سيادته وأن تكون هذه المباردة قفزة نوعية لتوحيد الصفوف واستشراف مستقبل أكثر إشراقة".