تم أمس على هامش أشغال ملتقى مستقبل الطاقة في الجزائر الذي يختتم اليوم، توقيع أربع إتفاقيات بين المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك وكل من شركتي إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية بحضور الوزير الأول أحمد أويحي وأعضاء من الحكومة وكذا ممثلين عن عدة شركات بترولية دولية، بحيث تتعلق بالتنقيب عن البترول في عرض البحر بالجهة الشرقية بالتحديد بسكيكدة على مساحة 14.965 كلم مربع تتكفل بها الشركة الإيطالية «إيني» وتوتال بالجهة الغربية بمستغانم على مسافة 9.336 كلم مربع. في هذا الصدد، أوضح الرئيس المدير العام لشركة «توتال» باتريك بوياني في تصريح ل»الصحافة» على الهامش أن الاتفاقيتين تتمحور حول الإكتساب الزلزالي»3D « والمعالجة الزلزالية وتأويل المعطيات الزلزالية. أما الإتفاق الثالث فيخص تحديد فرص مشاريع جديدة لتطوير الطاقات المتجددة، لاسيما المشاريع التي تتوفر على قدرات تتراوح ما بين 12 ميغاواط بيك و110 ميغاوات بيك، مشيرا إلى أن هذه الشراكة ستسمح بتحويل الكفاءات والمعرفة من خلال إكتساب خبرات في تطوير وإستغلال محطات كهربائية متجددة. وأضاف بوياني أن التنقيب في عرض البحر الجزائري ليس سهلا ويتطلب إمكانيات مادية وتكنولوجية حديثة وستعمل كل من إيني وتوتال وسوناطراك معا في هذا المجال، علما أن تكلفة الحفر في الآبار تتراوح من 50 إلى 60 مليون دولار. وأشار الرئيس المدير العام لتوتال إلى أن سوناطراك منذ 18 شهرا تسعى لإستقطاب المستثمرين الأجانب، كما أن شركة توتال لها الإرادة للسير في هذا الطريق كونها شريك تاريخي، مذكرا بالخلافات التي كانت مع سوناطراك تم تسويتها لتفتح صفحة جديدة من خلال إبرام عدة عقود شراكة في مجال المشاريع البتروكيمياوية. أما الإتفاق الرابع مع مجمع سوناطراك يتعلق بالتنازل للمجمع الإيطالي عن 49٪ من فوائد سوناطراك حول حقول البحث الثلاثة زملت العربي وسيف فاطمة 02 وأورهود، بحيث تمول هذه العقود الخاصة بالبحث والإستغلال لمدة 25 سنة بنسبة 51٪ من طرف سوناطراك و49٪ من طرف مجمع إيني، وهذا الإنجاز أول برنامج للأشغال، علما أن هذا البرنامج يتضمن التنقيب بإستثمار أكثر من 80 مليون دولار بهدف تحقيق حفر خمس أبار ومعالجة 2600 كلم مربع من درجة الزلازل. وبالموازاة مع ذلك فإن المرحلة الأولى المقدرة بأكثر من 1 مليار دولار تتضمن إنجاز محطة ضخ وخط نقل المكثفات وحفر 18 بئر للتنمية وشبكة جمع الآبار المنتجة للزيت وشبكة لجمع الآبار المنتجة للغاز وإيصالها بخط غاز. مما سيسمح ببلوغ إنتاج 145 مليون طن مقابل بترول. الأمين العام لأوبيك: الجزائر قامت بإسهامات هامة على مستوى المنظمة أكد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبيك) محمد سانوزي باركيندو أمس بالعاصمة العاصمة على الاسهامات الكبيرة للجزائر على مستوى منظمة أوبيك من أجل التحكم في تقلبات أسعار الذهب الاسود. وأوضح باركيندوخلال قمة «الجزائر الطاقة المستقبلية» ان «الجزائر قامت بإسهامات هامة على مستوى أوبيك ولفائدة صناعة النفط العالمية» مؤكدا على زعامة البلاد في العمل على استقرار أسعار برميل النفط في السوق العالمية للبترول من خلال اتفاقيات تخفيض العرض العالمي من النفط. وتابع قوله ان الجزائر تعتبر بالتالي «مركز محوري» في الجهود التي تبدلها اوبيك وحلفائها الرامية الى كبح تقلبات اسعار النفط. كما أشاد الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط ب»الدور الاستثنائي» لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذه المنظمة وذلك من أجل ضمان استقرار السوق البترولية خدمة للمنتجين والمستهلكين. وذكر في هذا الخصوص انه بالنظر إلى جميع الجهود التي بذلها السيد بوتفليقة من أجل سوق نفطية مستقرة تضمن مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء، قررت أوبيك تكريمه على هامش اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمتابعة اتفاق تخفيض الانتاج البترولي لبلدان أوبيك وخارج أوبيك الذي جرى في شهر سبتمبر الأخير بالجزائر بمناسبة الذكرى الثانية لاتفاق الجزائر المبرم في سبتمبر 2016. وجاء هذا التكريم - كما قال - «اعترافا بحكمة وجهود الرئيس بوتفليقة من خلال المشاورات والحوار باتجاه البلدان المنتجة للنفط بما فيها البلدان غير الأعضاء في أوبيك بهدف دعم أسعار النفط». في ذات السياق تطرق باركيندو إلى إلتزام وزير الطاقة مصطفى قيطوني الذي ساهم هوالآخر في إعادة الاستقرار للسوق العالمية للنفط واصفا إياه «بالتقنوقراطي الممتاز». من جانب آخر أشار الأمين العام لأوبيك إلى التقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مجال النفط والغاز. وتابع يقول ان «الجزائر حققت منذ استقلالها تقدما كبيرا في مجال النفط والغاز حيث تعتبر منتجا وممونا كبيرا للنفط والغاز بإفريقيا». وخلص في الأخير إلى التأكيد بأن الجزائر تحتل المرتبة ال17 في انتاج النفط حيث ان حوالي 60% من انتاجها الغازي والنفطي يوجه للتصدير.