ناشد سكان قرية”الزاوية” ببلدية اعفير شرق بومرداس من خلال منبر جريدة “الشعب”، السلطات المحلية والهيئات المعنية منها وحدة الجزائرية للمياه بضرورة التدخل لمعالجة مشكل مياه الشرب حتى في عز فصل الشتاء بعد أيام صعبة قضاها السكان طيلة فصل الصيف في رحلة البحث عن قطرة ماء، واستمرار هذه الأزمة رغم الشكاوي المرفوعة التي تقابلها في كل مرة وعود بتجاوز الأزمة، لكن ولا مجلس بلدي وجد الوصفة المناسبة للظاهرة. الزاوية هي قرية من مجموع 30 قرية تشكل النسيج العمراني لهذه البلدية الجبلية النائية التي تقبع في سفح جبلي بأقصى شرق ولاية بومرداس، منطقة فلاحية بامتياز على الشريط الساحلي باتجاه بلدية تيقزيرت، ورغم انحصارها بين حوضين مائيين هما واد اوباي ووادي الحصار، إلا أن القرية لا يزال محكوم عليها بالعطش ورهينة لواقع البلدية الريفية التي تعمل على تحسين ظروف سكانها وتحسين المستوى المعيشي، وتوفير الخدمات الأساسية من أبرزها مياه الشرب التي ارتبطت ببلدية اعفير وارتسمت بها لعقود من الزمن رغم كل المحاولات الهادفة إلى تجسيد مشاريع جديدة لربط البلدية بمصادر أخرى منها محطة تحلية مياه البحر برأس جنات ونظام سد تاقصبت بولاية تيزي وزو وتجديد قنوات التوصيل المهترئة، إلا أن دار لقمان بقيت على حالها بل ازدادت سوءاً مع تزايد التعداد السكاني والتوسع العمراني، وتحول موضوع مياه الشرب إلى شغل شاغل للمواطنين، وأيضا ورقة رابحة في يد المنتخبين الذين جعلوا من الملف رهانا انتخابيا للتناوب على المجلس البلدي. تأخّر المشاريع..المواطن ينتظر
لا يمكن الحديث عن أزمة مياه الشرب بقرية الزاوية وغيرها من قرى بلدية اعفير بمعزل عن واقع هذا الملف الشائك، الذي ظل مطروحا لسنوات بالمنطقة على غرار ملف بلدية تيمزريت لأن القضية مشتركة ومتداخلة بين عدة أطراف، فإلى جانب النقص في التسيير لهذا المورد الحساس من قبل الجزائرية للمياه التي وجدت صعوبة في سد العجز بتوفير صهاريج مياه لفائدة السكان من أجل تخفيف الأزمة، ومعالجة الخلل في قنوات الربط المهترئة وبسط الرقابة بالتعاون مع شرطة المياه لمكافحة ظاهرة الربط غير القانوني الموجه للسقي الفلاحي، تحاول السلطات المحلية لبلدية اعفير متابعة القضية والسهر على تجسيد المشاريع المسجلة لفائدة البلدية من قبل مديرية الري، منها مشروع محطة الضخ الجديدة المتواجدة على مستوى قرية الثوابت التي سجلت في إطار البرنامج الاستعجالي لسنة 2018 بقيمة 5 مليار سنتيم حتى تستقل عن المحطة المشتركة التي تزود عدد من قرى بلدية دلس والمدينة الجديدة، إلى جانب مشاريع انجاز 9 خزانات بإمكانها الرفع من نسبة التخزين وتنظيم عملية التزود بمياه الشرب لكافة قرى البلدية بطريقة عادلة على عكس ما يحدث الآن باعتبار أن المركز وفي أحسن الأحوال محظوظ مقارنة مع أطراف البلدية، حتى وإن كانت طريقة التزود هي مرة كل ثلاثة أيام، في حين يزيد عن الشهر والثلاثة أسابيع بالنسبة للقرى ومنها قرية الزاوية وأخرى لم يتم ربطها بعد.. وبحسب مصادر محلية تحدثت ل “الشعب”، فإن الملف يحمل أيضا بعدا تقنيا بالنظر إلى طبيعة تضاريس المنطقة الجبلية التي تتطلب دراسة تقنية متأنية لإنجاح مشاريع الربط المذكورة التي تتطلب محطات ضخ قوية من اجل إيصال مياه الشرب إلى البلدية، أو تجديد المحطات الحالية والرفع من نسبة التدفق بالنسبة للخزان الرئيسي المتواجد على مستوى واد سيباوالتي لا تزيد عن 40 لتر في الثانية، إضافة إلى اهتراء الشبكة التي تربط آبار التموين بالخزان المتواجد على بمنطقة ازرووتتطلب عملية تجديد لمعالجة الأعطاب الموجودة. يذكر في الأخير أن أزمة مياه الشرب ليست هي الانشغال الوحيد الذي ينغص يوميات مواطني قرية الزاوية ببلدية اعفير، حيث لا يزال مطلب الغاز الطبيعي أيضا يشكل هاجسا يوميا حسب بعض السكان الذين ناشدوا الجهات المعنية ومنها مديرية توزيع الكهرباء والغاز لبومرداس بضرورة التحرك لربط المنازل وتجهيزها بالعدادات بعض إنهاء القناة الرئيسية لتجنب شتاء آخر أكثر قسوة مع رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان