يحاول قطاع الري بولاية بومرداس رفع تحديات الواقع اليومي، وتجسيد مختلف المشاريع المسجّلة سواء في ميدان الري، التطهير وتوسيع شبكة مياه الشرب إلى أقصى نقطة خاصة في المناطق الجنوبية الشرقية من الولاية، التي ظلّت متأخّرة جدا في هذا المجال، رغم ذلك فإنّ المؤشّرات المقدّمة تظهر أنّ نسبة الربط بشبكة مياه الشرب وصلت إلى 94 بالمائة، و84 بالمائة بالنسبة لشبكة التطهير، رغمذلك فإنّ شكاوي المواطنين لا تزال مطروحة بسبب التذبذب في التّوزيع. كشفت مديرية الري والموارد المائية عن انطلاق المخطط التوجيهي للمياه الصالحة للشرب لولاية بومرداس من أجل تحضير وبرمجة المشاريع المقترحة في إطار البرنامج التكميلي لدعم النمو، ويتعلق بعمليات التشخيص، التحليل، التكوين ودراسة أنظمة التسيير لترقية القطاع وإنجاز مختلف المشاريع سواء منها العالقة أو تلك المسجلة في المخطط 2015 2019. وفي هذه النقطة بالذات، تمّ الانتهاء من أشغال ربط بومرداس، قورصو، وتيجلابين بنظام سد تاقصبت لتزويد 84 ألف نسمة بحجم 13 ألف متر مكعب، الانتهاء من أشغال دعم المنطقة العليا لبلدية الناصرية بالمياه الصالحة للشرب من نفس النظام على مسافة 5 آلاف متر طولي لتزويد 2039 نسمة، تزويد حوالي 53 ألف نسمة بمياه الشرب بمدينة دلس، الانطلاق في مشروع ربط المنطقة الجنوبية للولاية بنظام تحلية مياه البحر من محطة رأس جنات لتزويد 140 ألف نسمة على مسافة 39 كلم من القنوات، 9 خزانات بطاقة إنتاج تصل إلى 3 آلاف متر مكعب يوميا، وهو المشروع الهام الذي خصّص له 240 مليار سنتيم، إضافة إلى مشروع لربط القرى الجنوبية لبلدية شعبة العامر لتزويد 10 آلاف نسمة ووضع 31.3 كلم من القنوات وخزان مائي بسعة 500 متر مكعب، مع الانتهاء من إنجاز خزانين لتزويد سكان بلديتي الأربعطاش وأولاد موسى بمياه الشرب. في حين شهد البرنامج التكميلي لسنة 2014 حسب حصيلة النشاطات، توسيع سلسلة مياه الشرب للمناطق الجبلية لولاية بومرداس بوضع 24 كلم من القنوات لتخفيض نسبة التسربات من 35 إلى 10 بالمائة، انجاز قنوات الربط للقرى الجنوبية لبلدية تيجلابين على مسافة 16 كلم، 3 محطات للضخ وخزان بسعة 500 متر مكعب، الانطلاق في إنجاز أشغال دعم طاقات التخزين والضخ عبر الولاية بوضع 14 مضخة وخزانين بسعة 1000 متر مكعب لتزويد 30 ألف نسمة، مع تقديم دراسة لتشخيص وإعادة تهيئة الشبكات المهترئة وتحضير ملفات تنفيذ لتهيئة وتجديد شبكات 6 بلديات هي تاورقة، حمادي، سوق الحد، بودواو البحري وقدارة، بالإضافة إلى 8 حواجز مائية. ودائما في نفس البرنامج، فقد تمّ وضع أكثر من 20 ألف متر طولي من القنوات لتزويد 22 ألف نسمة من القرى الشرقية لبوداو وبومرداس بمياه الشرب، تمديد وتجديد شبكات سي مصطفى، الثنية، بودواو، خميس الخشنة، برج منايل وشعبة العامر بوضع 20.6 ألف متر من القنوات لتزويد 91 قرية، وضع في الخدمة 6 محطات ضخ في كل من بن عجال، بن رحمون، الكرمة، الحلايمية، وبن مرزوقة لتزويد 180 ألف نسمة بمياه الشرب، مع إنجاز 7 خزانات لتزويد بلدية أعفير، بومرداس الشرقية، بودواو الشرقية، خميس الخشنة وبرج منايل بالمياه. هذا وشهد البرنامج الجديد لسنة 2015 أيضا جملة من المشاريع المقترحة للانجاز، منها إنجاز 7 آبار على مستوى المياه الجوفية للمتيجة الشرقية، ووادي سيباو ويسر مجهزة بالطاقة الالكتروميكانيكية والهيدروميكانيكية، وتسجيل مشروع لتزويد سكان خروبة، قدارة والاربعطاش على مسافة 55 كلم، لكن ورغم كل هذه المجهودات المبذولة في الميدان إلا أن ظاهرة التسربات التي تصل حتى 35 بالمائة حسب المختصين نتيجة اهتراء نسبة كبيرة من القنوات، حيث يعود البعض منها إلى سنوات الثمانينيات، واتساع عمليات الربط العشوائي والسقي الفلاحي في عدة مناطق من الولاية، قد أثّر بشكل مباشر على برنامج التموين اليومي والعادي للمواطنين بهذه المادة الحيوية، وهي الإشكالية التي تحدّث عنها وزير القطاع حسين نسيب في زيارته الأخيرة لولاية بومرداس، عندما أعلن عن إجراءات ردعية ضد المخالفين بتفعيل شرطة المياه، والانطلاق في مشروع ضخم لتجديد شبكات المياه على مستوى 40 مدينة على المستوى الوطني.