عزلة وتهميش.. وكابوس العطش يتكرر كل موسم صيف حياة البداوة تلازم سكان قرى بلدية أعفير حتى في 2015..! تتواصل معاناة سكان قرى وأحياء بلدية أعفير شرق ولاية بومرداس مع ظروف الحياة القاهرة وحياة البداوة التي تلازمهم منذ عقود أمام النقائص الكبيرة والمشاكل الجمة التي تطبع يومياتهم في ظل غياب مشاريع تنموية والتغطية بشبكة الغاز الطبيعي، والمشاريع الرياضية والثقافية، إضافة إلى تفشي ظاهرة التجارة الفوضوية، وانتشار البطالة، وهاجس العطش الذي يلازمهم كل موسم حر مما جعلهم يناشدون المسؤولين التدخل وانتشالهم من هذه الوضعية. ل. حمزة بالرغم من الحركة التنموية التي عرفتها بلدية أعفير في الفترة الأخيرة واستفادتها من بعض المشاريع التي محت نوعا ما ملامح البؤس والشقاء التي لازمت سكان المنطقة منذ عقود، إلا أن الأمر بقي على حاله في العديد من القرى المجاورة بعد كشف سكانها معاناتهم اليومية بسبب عدم توفرهم على العديد من المرافق الضرورية منها شبكة الغاز الطبيعي عن منازلهم، هم يعانون يوميا بسبب الركض المستمر لجلب قارورات غاز البوتان، الأمر الذي أجبرهم على التوجه نحو البلديات الأخرى وأحيانا كثيرة خارج الولاية للظفر بقارورة غاز، إضافة إلى هاجس العطش الذي يلازمهم كل موسم حر، تعطل المشاريع التي أدخل معظم قرى البلدية في دوامة من العزلة. العطش كابوس سنوي يعتبر مشكل انعدام المياه الصالحة للشرب كابوسا يلاحق المواطنين بقرى البلدية نظرا للمعاناة الكبيرة التى لازمتهم منذ الثمانينيات، ولاتزال مستمرة إلى يومنا هذا، إذ يستفيدون من الماء مرة في ال15 يوما حسب تصريحات السكان والسبب دائما السلطات المحلية، فالخزان المركزي الذي يزود سكان أعفير بالماء الصالح للشرب المتواجد بقرية بومعطي التي تبعد حوالي 7 كلم عن مقر البلدية يحتوي على كمية قليلة من المياه حوالي 300 متر مكعب، وهي لا تكفي لتزويد القرية بشكل يومي، فما بالك ببلدية يفوق عدد سكانها 14 ألف نسمة، بالإضافة إلى الخزانات الثانوية هي الأخرى تحتوي في مجملها على كميات قليلة، وأمام هذه الوضعية وحتى تكون البلدية منصفة مع مواطنيها عمدت إلى وضع برنامج لتقسيم هذه المادة الحيوية على سكان أعفير بقراها ال25، ليكون نصيب كل قرية من الماء مرة واحدة في النصف شهر، أما المشكل الثاني يعود إلى قدم القنوات الثانوية وتهرئتها، ولم تعد صالحة تماما للاستعمال، وأن الماء لايزال على عاتق البلدية بسبب رفض الجزائرية للمياه التكفل بالمشروع بحجة أنه يكلفها كثيرا بالرغم من طلباتنا المتكررة للسلطات الولائية للتدخل لحل المشكل، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، هذا بالرغم من استفادتها من مشروع التزود بالماء الصالح للشرب (مشروع جنات)* لتحلية المياه الصالحة للشرب وكذا مشروع نقل المياه من خزان وادي أوباي والذي كان من المقرر الانتهاء الأشغال به في سنة 2010، إلا أن بعض العراقيل التي واجهها أصحاب المشروع مع بعض المواطنين الذين رفضوا مرور هذه القنوات على أراضيهم مما سبب تأخرا في إنجاز الشبكة الرئيسية للمياه وأن الشكل يبقى قائما، والحل الوحيد الذي ينهي مشكل الماء الشروب هو أن تتكفل الجزائرية للمياه بالمشروع. التجارة الفوضوية تشوه شوارع أعفير تشهد مدينة أعفير انتشارا كثيفا للباعة الفوضويين الذين ينشطون في الأماكن العمومية، وأمام التجمعات السكانية قصد استغلال حاجيات المواطن لاقتناء مستلزماتهم بأثمان منخفضة عن المحلات التجارية، ما ولد حالة من الفوضى والضجيج الذي لم يشوه صورة المدينة فحسب بل تسبب في إزعاج السكان، هذا الأمر تسبب في استياء كبير لدى السكان وسط المدينة حسب تصريحهم حرموا نعمة الهدوء والسكينة نظرا للإزعاج الذي يسببه صوت الباعة الذين يتوافدون من مختلف البلديات والمناطق، إضافة إلى الفضلات التي يخلفونها والناتجة عن تعفن بعض الفواكه والخضر خاصة في ظل نقص المساحات والفضاءات الخضراء التي يتوجهون إليها لقضاء أوقات الفراغ والتسلية رفقة الأطفال والابتعاد عن هذا الضجيج. المرافق الشبانية مطلب الشباب يعاني شباب قرى بلدية أعفير ببومرداس بسبب غياب المرافق الشبانية والرياضية والتي من شأنها التخفيف من حدة التهميش بسبب تفشي البطالة، ولهذا يناشد هؤلاء السلطات المسؤولة برمجة مشاريع متنوعة في هذا المجال، حيث أبدى شباب بلدية أعفير استياءهم من غياب مرافق ثقافية ورياضية في منطقتهم، وما زاد من معاناتهم هو طبيعة المنطقة الريفية التي تكثر فيها البطالة والتسرب المدرسي، ولهذا فمنطقتهم متعطشة لمشاريع شبانية من شأنها رفع الغبن عنهم وتمكنهم من ممارسة مختلف النشاطات الرياضية والترفيهية، ومن جهتهم الأولياء أكدوا أنهم متخوفون على مستقبل أبنائهم خاصة في ظل التسرب المدرسي والانحراف، وعدم وجود أماكن للتسلية بعيدا عن الانحراف، مشيرين أنهم لا يسمحون لأولادهم بالخروج من المنزل خوفا من الاختلاط برفقاء السوء الذين يتعاطون المخدرات أو يمتهنون السرقة، وأمام هذه الأوضاع يناشد شباب بلدية أعفير ببومرداس السلطات لبرمجة مشاريع ثقافية ورياضية تمكنهم من ممارسة مختلف الأنشطة، وفي نفس السياق طالبوا بتوفير منطقة نشاطات لكي تساهم في امتصاص البطالة التي ضربت بأطنابها في البلدية بسبب افتقارها للمشاريع. مشاريع في الأفق لتغطية النقائص تتطلع بلدية أعفير، شرق ولاية بومرداس، إلى إحداث حركية تنموية في مجال تهيئة وتعبيد الطرقات وتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب بهدف القضاء على عزلة القرى والأحياء المكونة لها وتيسير حياة المواطنين اجتماعيا واقتصاديا بالنظر إلى الصعوبات التي كانوا يعيشونها سابقا من جانب النقل والتعليم والصحة والفلاحة، وكشفت مصادر مسؤولة من بلدية أعفير عن تسجيل مشروع لتعبيد عدة طرق بلدية من شأنها أن تفك العزلة عن المواطنين، المشروع ممول بالكامل من ميزانية البلدية بمبلغ مالي هام يقدر ب 6 ملايير سنتيم، ويتعلق الأمر بتعبيد العديد من الطرقات على غرار عبادة وتيسرة، في الوقت الذي تظل فيه هذه الطرقات تشهد حالة كارثية خاصة خلال فصل الشتاء، ويعول مواطنو القرى المذكورة على السلطات المحلية من أجل دفع عجلة المشاريع الهامة المسجلة من أجل تطليق حياة العزلة بشكل نهائي، مع العلم أن بلدية أعفير تعد حاليا في مقدمة بلديات الولاية التي أنجزت مشاريعها وتطالب بالمزيد من أجل استدراك التأخر التنموي الذي تسببت فيه السياسات المعوجة للمجالس الشعبية السابقة عكس بلديات أخرى لم تتمكن من تحريك دواليب مشاريعها التنموية المسجلة منذ عدة سنوات بفعل الصراعات القائمة بين أعضاء مجالسها كما هو الشأن بالنسبة لبلدية بن شود في الجمود والتخلف. كما استفادت مؤخرا بلدية أعفير من مشروع لتجديد قنوات المياه الصالحة للشرب بمركز البلدية على مسافة 15 كلم ومشاريع للتهيئة الحضرية، حيث خصصت له البلدية مبلغا من ميزانيتها يقدر بأكثر من 3 ملايير سنتيم قصد تجديد شبكة قنوات المياه الصالحة للشرب بمركز البلدية كون القنوات الحالية غير صالحة وتعاني من إتلاف كبير، مما جعلها عرضة للتسربات وهو ما كان محل شكاوى المواطنين منذ سنوات لعدم وصول مياه الشرب بشكل جيد نظرا للتسربات الكبيرة في شبكة المياه الذي يعود إنشاؤها إلى عدة سنوات، وتمس العملية على مسافة 15 كلم مركز البلدية، وستشرع المقاولة المكلفة بعملية الإنجاز قريبا مع حرص مصالحها على استكمال عملية الإنجاز في آجالها المحددة والمقدرة بأربعة أشهر لتنتهي نهائيا أزمة المياه الصالحة للشرب لسكان مركز البلدية.