جدد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي تأكيد موقف الجزائر القائم على المبادىء الثلاثة التي اشار اليها رئيس الجمهورية في خطابه الاخير ويتعلق الامر باحترام سيادة الدول ووحدتها ومعارضة التدخل في الشؤون الداخلية واحترام ارادة الشعوب، ومن هذا المنطلق فان انجع الحلول بالنسبة لليبيا الحل السياسي الذي يأتي من الداخل بعد وقف اطلاق النار وهو مقترح يدعمه الاتحاد الافريقي. اوضح مدلسي لدى نزوله امس على حصة اذاعية خاصة، بأن الوضعية معقدة في ليبيا فهناك اقتتال واطراف تساعد على ذلك لتستمر الحرب وتتوسع، ومن اجل وضع حد لذلك يجب ان يتم في مرحلة اولى وقف اطلاق النار ووضع الميكانيزمات الكفيلة باحترامه على ان يتبع بحل سياسي على اعتبار انه المنطقي والانسب في هذه الحالة وهو مقترح الاتحاد الافريقي والجزائر تدافع عنه. في نفس السياق اعتبر بان مجهودات لجنة اعضاء الاتحاد الافريقي للتوسط من اجل وقف الاقتتال والتي تضم رؤساء 5 دول قد افضت الى اتصال لاول مرة بين الطرفين وان كان لن يحل المشكل حالا إلا اننا لا نفقد الامل اضاف يقول مدلسي لكن نجاح مساعي الاتحاد الافريقي مرتبطة بتضافر جهوده وجهود المجتمع الدولي، ولاننا ننطلق من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول فان الحل السياسي لا بد ان يكون ليبيا ليكون فعالا. مدلسي وبعد ان ذكر بأن الجزائر احترمت هذه المبادىء مع كل الدول وليس ليبيا فقط منها تونس ومصر واليمن والبحرين وساحل العاج التي تجمعها بها علاقات ممتازة، حرص على توضيح موقف الجزائر من مسألة التدخل في الشؤون الداخلية للدول مشيرا الى بروز مدارس فلسفية وسياسة لديها نظرة مغايرة تقوم على امكانية تدخل الدول لحماية الشعوب، هي جديدة ولم تلق الاجماع حسب ما اكده الوزير الوصي مضيفا أنه لا بد ان تنظم في اطار قرارات مجلس الامن التي لا بد من احترامها. ولم يخف مدلسي في معرض رده على سؤال تمحول حول الاتهامات التي وجهها المجلس الانتقالي الليبي بأن الجزائر تكلمت مع عدة اطراف مصنفا اياها في خانة «مناورات تمويه» تقوم على أجندة لا علاقة لها بالازمة الليبية كونها قديمة مذكرا بان الوزارة الوصية قدمت تكذيبات واضحة. واوضح ذات المتحدث بأن نظيره الفرنسي آلان جوبي الذي جمعته به محادثة هاتفية لم يتصل من اجل هذه المسألة التي اعتبرها اشاعة وانما جاءت في سياق الحديث الذي تمحور حول العلاقات الثنائية بين البلدين التي سجلت تقدما ملحوظا على ان يتم تجسيد مشروع شراكة صناعية طموح ومتوازن بالاضافة الى توجيه دعوات لاقامة زيارات متبادلة لوزيري الشؤون الخارجية للبلدين، مفندا توتر العلاقات مبررا ذلك بالمصالح المشتركة وكذا المقاربات المشتركة في قضايا دولية. واشار الى ان بعض المشاكل استغرقت وقتا لحلها والى ان مستوى العلاقات هام، وبعدما اشار الى انه ليس من عادة الوزراء تقديم تفاصيل لقاءاتهما، لم يفوت الفرصة ليؤكد اتفاق الطرفين حول نقطة هامة فيما يخص ما يحدث في ليبيا ويتعلق الامر بالحل السياسي باعتباره الوحيد والمخرج للازمة على ان يكون ليبيا محضا. وفيما يخص الدعوة التي وجهها الى الاعلام الفرنسي لتناول القضايا المتعلقة بالجزائر اوضح مدلسي بأنه وفي لقاء جمعه، بوفد برلماني فرنسي ذكر بأن المشاهدين الفرنسيين الذين يوجد ضمنهم عدد معتبر من الجزائريين لا بد ان يعرفوا الجزائر كما هي وليس فقط عن طريق الاحداث. ولان مسألة تسرب الاسلحة عن طريق الحدود الليبية مطروحة بحدة في الآونة الاخيرة، فان مدلسي ذكر بأن الجزائر سيرت الازمة مع الاخذ بعين الاعتبار العلاقة مع هذا البلد وكذا الخطر الامني وهو خطر واقعي حسبه وغير مبالغ فيه من قبل الجزائر مؤكدا يقينه بأن فيه خطورة على الجزائر والمنطقة السفلى. ولم يستبعد وزير الشؤون الخارجية ان يكون علاقة لمسألة دخول الاسلحة عن طريق ليبيا وعودة العمليات الارهاربية في الجزائر، وقال بأنه لا يستطيع تأكيد ذلك الا ان الامر الاكيد برأيه «ان ما يحصل في ليبيا تشجيع لانتشار الارهاب ويعيطه اجنحة بما في ذلك في الجزائر»، واشار الى ان دول الساحل باتت لديها علاقات منظمة وهناك تشاور دائم حول الارهاب ومواجهة القاعدة في المغرب وهي تسخر امكانيات مشتركة وتنسق بين قيادات اركانها. الجزائر تطالب بتأجيل قمة (5 + 5) للاشارة، فان الجزائر اقترحت على ايطاليا تأجيل قمة (5 + 5) المقررة في جوان المقبل بمالطا نظرا للاحداث الجارية في ليبيا للحفاظ على اللقاء وعدم تلوينه، اما بالنسبة للقمة العربية المقررة في بغداد فانها لم تعد هامة من ناحية الاجندة وليس من ناحية المبدأ بالنظر الى الاحداث التي تعيشها المنطقة، وهو وضع استثنائي للجامعة العربية وعلى الارجح فان اجتماع وزراء الخارجية المقرر منتصف ماي الداخل بالقاهرة سيفضي الى قرار التأجيل. مدلسي الذي اكد بأن الجزائر لن تقدم اي مرشح وتحبذ مرشح اجماع، ذكر بأن ليس كل الدول العربية قبلت مقترح فرض حظر جوي لكن دول الجامعة العربية قبلت بالمقترحات الاممية لا سيما منها قرار مجلس الامن 73 / 19 لافتا الى ضرورة تقييم هذا الاخير على مستويين، هل ادى الى النتائج المرجوة؟ وهل ستسجل انحرافات عن الاهداف المسطرة والتي تتعارض مع احترام ارادة الشعوب. وقال بأن الحكم على فشل الجامعة العربية قاس رغم ان كل القادة ليسوا راضين على العمل العربي المشترك فهي ما تزال في مرحلة بناء محتوى اجتماعي واقتصادي وتمر بمرحلة صعبة، وبعد عودة الدول التي تمر بهذه الاحداث سيتركز التعاون على هذين الشقين وليس السياسي الذي لوث الجامعة. علاقة تشاور مستمرة بين الجزائر وأمريكا وفي سياق مغاير اعتبر مدلسي أن العلاقات بين الجزائر وأمريكا علاقة متابعة وتشاور مستمرة في كل المسائل من ذلك السياسية ومكافحة الارهاب مع شريك تجمعه بالجزائر علاقات تجارية واقتصادية هامة ولان الجزائر لديها خبرة في مكافحة الارهاب وامكانيات فان العلاقات متجذرة في هذا المجال. واشار مدلسي في نفس السياق الى ان معارضة منح الفدية باعتبارها مصدرا لتمويل الارهاب لم يعد مطلب الجزائر لوحدها حيث لقيت دعما بريطانيا وانما دول اخرى وهو على المستوى الاممي، وهناك مجهودات لا بد ان تبذل في هذا الاتجاه. وقلل ذات المسؤول من التقرير الامريكي الذي انتقد وضعية حقوق الانسان في الجزائر منبها الى انه حمل ايجابيات مقارنة بتقرير العام المنصرم منبها الى ان انتقاداته لا تخص نقاط خطيرة وانما تتعلق فقط بمنع التجمعات وقد شارك شخصيا في تجمع اضاف يقول مدلسي عن قصد او غير قصد وتكلم مع المشاركين بكل حرية دون قيود وقد اكد له شخصيا بان الانتقادات تأتي من باب الاسهام لدعم وتحسين نطام الحكامة. اتحاد المغرب العربي غير مجمد وبخصوص اتحاد المغرب العربي قال مدلسي أنه «لا يتقدم كما نريد ولكنه ليس مجمدا، ويواصل عمله وبذل مجهودات معتبرة كللت باستحداث بنك مغربي سيكون عمليا ابتداء من السنة الجارية» مشيرا الى أنه سيتم التقدم اكثر لو كانت النظرة موحدة بخصوص قضية الصحراء الغربية مذكرا بأن ليبيا ترأس حاليا الهيئة وان كل الدول لديها ارادة للحفاظ عليها. ولفت الى ان الجزائر لم تستبعد فتح الحدود مع المغرب لكنها تعطي الاولوية لاعادة بعث التعاون في القطاعات الانسانية الحساسة منها التربية والفلاحة و الطاقة دونما تحديد تاريخ لفتح الحدود. وبلغة صريحة تحدث عن القاء الغزو على غزة بظلاله على مشروع الاتحاد من اجل المتوسط الذي هو بطريقة او باخرى يهدف الى ربط دول الضفة الجنوبية مع اوروبا التي تبحث في اطار غير رسمي كيفية توثيق العلاقات ودول الضفة الجنوبية تحرص على ان تكون الحصة الاكبر من المشاريع لصالحها لتكون العلاقة مؤسسة على برامج ولا تهمل جوانب هامة منها تنقل الاشخاص. توقيع الجزائر على اتفاق التفكيك الجمركي قبل جوان للإشارة فان الجزائرستوقع على اتفاق نهائي يتعلق بالتفكيك الجمركي مع الاتحاد الاوروبي قبل اجتماعه المقرر في جوان وتحسبا لذلك ترتقب زيارة المحافظ فولي الى الجزائر منتصف ماي الداخل. اما فيما يخص الاستثمارات فلا بد من بذل مجهودات من الطرفين لا سيما وان مناخ الاعمال في الجزائر تحسن.