دعت الجزائروكوبا، أمس، بالجزائر العاصمة إلى وقف الاقتتال في أسرع وقت ممكن في ليبيا حتى يتسنى مباشرة مسار حوار. وقال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في هذا السياق »لقد أولينا، في محادثاتنا، أكثر أهمية للوضع في ليبيا، وأعربنا عن الأمل الذي يتقاسمه بقوة الوفدان الكوبي والجزائري في أن يتسنى وقف الاقتتال في أسرع وقت ممكن ومباشرة مسار حوار بين الأطراف في هذا البلد الشقيق«. خلال ندوة صحفية مشتركة نشطها مع المبعوث الخاص للرئيس الكوبي وزير العلاقات الخارجية وبرونو رودريغاز باريليا، قال مدلسي »نشهد في هذه الأثناء تكريس جزء مهم من خارطة الطريق الإفريقية مع تنقل خمسة رؤساء دول إفريقية إلى طرابلس قبل التوجه إلى بنغازي هذا الاثنين«. وأوضح أن مهمة لجنة الاتحاد الإفريقي )جنوب إفريقيا والكونغو ومالي وموريتانيا وأوغندا(، التي أعربت الجزائر عن مساندتها التامة لها، تكمن في تقديم وتعزيز الرسالة الرامية إلى تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار سواء تعلق الأمر بالاقتتال بين الأشقاء أو بالضربات الجوية التي تشنها أطراف خارجية. وأعرب مدلسي عن »أمله« في أن يكون وقف إطلاق النار »دائما« قصد فتح حوار مثمر بين الليبيين كونهم وحدهم مسؤولون عن مستقبلهم ولديهم إمكانية الحفاظ على وحدتهم. واستطرد يقول »نأمل في أن تتدعم هذه الوحدة أكثر في إطار هذا الحوار وأن تكلل مهمة الاتحاد الإفريقي الهامة و الصعبة بالنجاح«. وسجل مدلسي في هذا السياق »تغييرا في خطاب منظمة حلف شمال الأطلسي« التي تتحدث اليوم عن »حل سياسي« للأزمة وهو الخيار الذي »تدعمه« الجزائر. وقال في هذا الصدد »نأمل في أن يأتي الحل من مبادرة من الاتحاد الإفريقي« مجددا دعم الجزائر »لحل سياسي يحافظ على وحدة ليبيا الترابية وسيادتها«. وأكد الوزير أن الجزائر بلد إفريقي كبير صوته مسموع على مستوى الاتحاد الإفريقي، مسجلا أن دورها ليس معزولا. واستطرد يقول في نفس السياق أن »للدبلوماسية الجزائرية ذكاء مستوحى من الذكاء الجماعي«. من جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الكوبي وزير العلاقات الخارجية وبرونو رودريغاز باريليا خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه »يشاطر السيد مدلسي تقديره« بخصوص الوضع في ليبيا. ولاحظ السيد باريليا أن »كوبا نددت مبكرا بالخطر الذي يمثله تدخل عسكري في ليبيا واليوم يتم التذرع بحماية المدنيين لاجتياح بلد سيد«، مذكرا أن بلده أعرب عن »انشغاله لقتل المدنيين الأبرياء«. وكانت الجزائر قد دعت بحر الأسبوع الماضي، إلى وقف إطلاق النار في ليبيا، معتبرة ذلك أمرا ضروريا وعاجلا، حيث أكد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية أنه أصبح من اللازم إيجاد حل سياسي سلمي لما يجري في ليبيا يقوم على أساس ترك الخيار لليبيين، ومن جهة أخرى، اعتبر مساهل أن ما يجري في ليبيا يؤثر سلبا على استقرار المنطقة، مشددا على خطورة نشاط الجماعات الإرهابية التي تستفيد من تنقل السلاح من ليبيا إلى البلدان المجاورة لها. عبد القادر مساهل الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية نشطها بجنان الميثاق، رفقة الوزير البريطاني المكلف بشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أليسار بورت على هامش انعقاد الدورة الخامسة للجنة الثنائية الجزائرية- البريطانية جدد موقف الجزائر الرافض لأي تدخل أجنبي في المنطقة، معتبرا أن وقف إطلاق النار لترك المجال أمام حل سلمي وسياسي قد أصبح أمرا ضروريا.