نوه مراد مدلسي وزير الخارجية أمس بالعلاقات الجزائرية - الكوبية الممتدة في أعماق التاريخ، المبنية على روح الصداقة والتعاون والتضامن. وقال مدلسي في ندوة مشتركة مع نظيره الكوبي برنو رودريغان باريليا امس باقامة الميثاق بعد جلسة عمل ومباحثات، أن هذه العلاقات المتميزة المجسدة في مجالات الصحة والشباب والرياضة والسكن، في طريقها الى التوسع نحو قطاعات استراتيجية تحرص عليها الدولتان، وتعمل على اعطائها الميزة الاساسية التي تستحقها الروابط السياسية المتينة. وذكر مدلسي موضحا، أن هناك اتفاق ثنائي على توسيع مشاريع التعاون إلى الفلاحة والصيد البحري والتكوين والتعليم المعول عليه في تخرج موارد بشرية كفأة تملك مفتاح التطور والبناء. وتحدث مدلسي بعد أن عرج على مضمون الروابط الجزائرية - الكوبية الطويلة المتينة ممثلة النموذج الحي للمحور جنوب جنوب، اكد على اهمية زيارة المبعوث الخاص الكوبي وزير الخارجية الأولى للجزائر، وهي زيارة جاءت قبل الدورة ال17 للجنة المشتركة الجزائرية - الكوبية بهافانا التي يراهن عليها في ترجمة مشاريع إلى أرض الواقع، واعتماد برنامج يمتد على 3 سنوات، يكون محل التقييم السنوي. من جهته كشف ضيف الجزائر عن فحوى زيارته الاولى حاملا رسالة من القائدين الكوبيين الاخوين فيدال كاسترو ورؤول إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وقال أن الرسالة تحمل كل الامتنان والتقدير للرئيس بوتفليقة والشعب الجزائري. وذكر المبعوث الخاص الكوبي ووزير الخارجية بالظرف الاستثنائي الذي جاءت فيه زيارته الاولى للجزائر وماتحمله من دلالة تحسب للروابط الثنائية حاملة الخصوصية والتمايز مضربة المثل في التعاون بين الدول النامية كاشفة عن امكانيات توظف في هذا المجال. وقال انه جاء لاطلاع المسؤولين الجزائريين بالتطورات التي تعيشها كوبا في هذا الظرف المتميز بانعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي، والحوارات السياسية المفتوحة والخيارات الاقتصادية المطروحة من اجل كوبا قوية تتبع نموذجها الانمائي ولاتحود عنه قيد أنملة. وحول التطورات في بعض الدول العربية والاضطرابات، اكد مدلسي، انها كانت في صلب الاهتمام والمباحثات، وجدد فيها الطرفان على رفض التدخل الاجنبي تحت اي طارىء وعنوان، مشددين على الحوار السياسي لتسوية اية مشكل وعقدة. ويتضح هذا من موقف البلدين تجاه ماتعرفه ليبيا من حشود عسكرية جوية اجنبية تقوم باعتداءات على المدنيين والمنشآت دون الانسياق وراء مضمون اللائحة 1973 الصادرة عن مجلس الامن وقال مدلسي عن هذا الانحراف، «ان الجزائروكوبا تتقاسمان الموقف الداعي الى وقف الاقتتال باسرع مايمكن في ليبيا ومباشرة الحوار السياسي بين الاطراف في هذا البلد الشقيق لاقرار حل مقبول يحمي الوحدة الترابية ويبعد شبح اي تدخل اجنبي». ودعم هذا الطرح وزير الخارجية الكوبي، بالقول ان هافانا سبق وان اعلنت عن موقفها الرافض للتدخل الاجنبي في ليبيا وهو الموقف الذي تتقاسمه ايضا دول أمريكا اللاتينية. وحسم المبعوث الخاص المسألة بالتأكيد الصريح ان كوبا حذرت من خطر التدخل العسكري ل«الناتو» في ليبيا وتماديه الاعتداءات على المدنيين تحت شعار «حماية المدنيين» وتساءل كيف يتحدث هؤلاء الغزاة عن حماية المدنيين ويكررون ما ارتكبوه من جرائم في العراق وابادة مليون عراقي، ومايقومون به في افغانستان.. وعن أي دور تلعبه الدبلوماسية الجزائرية في تهدئة الوضع في ليبيا واخراجه من حالة الاقتتال، اكد مراد مدلسي، ان الجزائر تقوم بهذا الدور في الاتحاد الافريقي وهي مرتاحة للقرارات المتخذة في سبيل ايجاد تسوية سياسية في ليبيا تسمح بالعودة الى الانفراج والهدوء بعيدا عن الضغط الخارجي. وقال في هذا الشأن ان الجزائر تتابع باهتمام تنقل خمس رؤساء دول افريقية الى طرابلس ثم بنغازي من اجل مهمة تصب في البحث عن حل سلمي بين الاطراف في ليبيا. وتصب مهمة لجنة الاتحاد الافريقي فيما تطالب به الجزائر بلا انقطاع، ممثلا في وقف اطلاق النار فوري لفتح المجال لحوار مثمر يحدد مستقبل لبيبا ووحدتها. وعن صمت حركة عدم الانحياز نفى مدلسي هذا وقال ان الحركة التي تحضر الاجتماع الوزاري خلال شهر ببالي لم تتوقف عن التنديد بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول. وهي مسألة تكون في صدارة اهتمام المجموعة في ندوتها الوزارية، ولن تحول عنها مهما كانت الظروف.