أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس الأحد، بالجزائر العاصمة، أن العلاقات بين الجزائروكوبا تتجسد من خلال تعاون ''جد مثمر'' وملموس. وأوضح السيد مدلسي خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره الكوبي أن ''العلاقات بين الجزائروكوبا علاقات عتيقة تتميز بالتعاون الفعال وتتجسد لفائدة شعبي البلدين بتعاون مثمر وملموس في مختلف المجالات''. وأضاف السيد مدلسي أن هذا التعاون كرس أساسا في مجالات الصحة والشباب والرياضة، حيث تطور شيئا فشيئا ليبلغ مستوى ''الامتياز''. للإشارة فإن كوبا لا توجد من بين البلدان الشريكة التجارية والاقتصادية العشرين الأوائل للجزائر. وأضاف أن زيارة الوزير الكوبي للجزائر جاءت بعد انعقاد الدورة ال17 للجنة المشتركة الجزائرية الكوبية بهافانا التي شكلت فرصة سانحة لتوسيع التعاون إلى مجالات أخرى لاسيما الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية والتكوين والاتصال. وقال السيد مدلسي أنه ''يمكن تحويل هذه الآفاق بمناسبة الدورة ال17 للجنة المشتركة من مشاريع إلى برامج''، مشيرا إلى أنه باقتراح من نظيره الكوبي تم الاتفاق على إدراج التعاون بين البلدين ضمن بعد طويل المدى. وقال في هذا الصدد ''لقد اتفقنا تحسبا للدورة المقبلة للجنة المشتركة على تحضير برنامج يمتد على ثلاث سنوات على الأقل ليتم تحيينه كل سنة''. ويرى الوزير أن الأمر يتعلق بأن تكون لنا رؤية على المدى المتوسط حتى نعطي للتعاون الثنائي أكثر ''وضوحا'' و''انسجاما''. ومن جهته أعرب المبعوث الخاص للرئيس الكوبي راؤول كاسترو وزير العلاقات الخارجية السيد وبرونو رودريغاز باريليا عن ''ارتياحه'' للتطورات المسجلة في التعاون بين الدولتين اللتين ''تربطهما علاقة صداقة طويلة تعتز بها كوبا''. وأكد السيد باريليا يقول ''لقد التزمنا بتعزيز علاقاتنا الثنائية''. كما دعت الجزائروكوبا إلى وقف الاقتتال في أسرع وقت ممكن في ليبيا حتى يتسنى مباشرة مسار حوار. وقال وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في هذا السياق ''لقد أولينا (في محادثاتنا) أكثر أهمية للوضع في ليبيا وأعربنا عن الأمل الذي يتقاسمه بقوة الوفدان الكوبي والجزائري في أن يتسنى وقف الاقتتال في أسرع وقت ممكن ومباشرة مسار حوار بين الأطراف في هذا البلد الشقيق''. وأكد السيد مدلسي قائلا ''نحن نشهد في هذه الأثناء تكريس جزء مهم من خارطة الطريق الإفريقية مع تنقل خمسة رؤساء دول إفريقية (لجنة) اليوم (أمس) إلى طرابلس قبل التوجه إلى بنغازي الإثنين (اليوم)''. وأوضح أن مهمة لجنة الاتحاد الإفريقي (جنوب إفريقيا والكونغو ومالي وموريتانيا وأوغندا) التي أعربت الجزائر عن ''مساندتها التامة لها'' تكمن في تقديم وتعزيز الرسالة الرامية إلى تنفيذ فوري لوقف إطلاق النار سواء تعلق الأمر بالاقتتال بين ''الأشقاء'' أو بالضربات الجوية التي تشنها ''أطراف خارجية''. وأعرب السيد مدلسي عن ''أمله'' في أن يكون وقف إطلاق النار ''دائما قصد فتح حوار مثمر بين الليبيين'' كونهم ''وحدهم مسؤولون عن مستقبلهم ولديهم إمكانية الحفاظ على وحدتهم''. واستطرد يقول ''نأمل في أن تتدعم هذه الوحدة أكثر في إطار هذا الحوار وأن تكلل مهمة الاتحاد الإفريقي الهامة والصعبة بالنجاح''. وسجل السيد مدلسي في هذا السياق ''تغييرا في خطاب منظمة حلف شمال الأطلسي'' التي تتحدث اليوم عن ''حل سياسي'' للأزمة وهو الخيار الذي ''تدعمه'' الجزائر. وقال في هذا الصدد ''نأمل في أن يأتي الحل من مبادرة من الاتحاد الإفريقي'' مجددا دعم الجزائر ''لحل سياسي يحافظ على وحدة ليبيا الترابية وسيادتها''. وأكد الوزير أن ''الجزائر بلد إفريقي كبير صوته مسموع على مستوى الاتحاد الإفريقي'' مسجلا أن ''دورها ليس معزولا''. واستطرد يقول في نفس السياق إن ''للدبلوماسية الجزائرية ذكاء مستوحى من الذكاء الجماعي''. ومن جهته أكد المبعوث الخاص للرئيس الكوبي وزير العلاقات الخارجية السيد وبرونو رودريغاز باريليا خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه ''يشاطر السيد مدلسي تقديره'' بخصوص الوضع في ليبيا. ولاحظ السيد باريليا أن ''كوبا نددت مبكرا بالخطر الذي يمثله تدخل عسكري في ليبيا واليوم يتم التذرع بحماية المدنيين لاجتياح بلد سيد''، مذكرا أن بلده أعرب عن ''انشغاله لقتل المدنيين الأبرياء''. وكان السيدان مدلسي وباريليا قبل ذلك قد أجريا محادثات بحضور وفدي البلدين. وقد حل وزير العلاقات الخارجية الكوبي أول أمس السبت، بالجزائر في زيارة رسمية تدوم ثلاثة أيام.