في مبادرة أولى من نوعها في احتفائية اليوم العالمي لحرية الصحافة، كرمت جمعيتا ترقية وحماية المرأة والشباب، واحرار الثقافة والفن، وجوها إعلامية تقديرا لدورهم في تطوير مهنة المتاعب كما وصفت، وتنويع مشهد الاتصال في جزائر تتجدد وتتغير اعتمادا على استقلالية القرار دون وصفات خارجية. وشمل التكريم الذي جرى بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية شخصيات كانت ضمن مقرري السياسة الوطنية للاتصال، بعضهم يستثمرون في تسيير عناوين إعلامية وآخرين ينشطون في صف طاقم التحرير لاعطاء اضافة لحرية الصحافة المكسب الكبير للجزائر المستندة عليه في بناء ديمقراطية صلبة دائمة لاتهتز تحت أي طارىء قاعدتها المقدسة «الرأي والرأي المعاكس». ونوّه أصحاب المبادرة بمغزى التكريم وخلفياته وأبعاده، خاصة وأنه يصادف ذكرى حرية الصحافة التي تخوض الجزائر تجربتها، وتجعل من العثرات والاخفاقات في بعض الجوانب قوة انطلاق نحو الأمام، وتصحيح الفجوة، اعتمادا على الذات دون اتكالية على أحد. وشددت السيدة نادية دريدي رئيسة جمعية ترقية وحماية المرأة بالخصوص على هذا الجانب، مؤكدة أن رجال الصحافة أحق بالتكريم دون انقطاع، وأنه لايمكن انتظار ال3 ماي للالتفاتة لهذه الأقلام التي تحترف من أجل انارة الآخرين، وحمل همومهم وانشغالاتهم. وأكدت انها اختارت مجموعة من الوجوه والعناوين الإعلامية ليس من باب تفضيل أحد على آخر، لكن من أجل اعطاء الاعتبار لأسرة الاتصال بوجه عام، باعتبارها الشريك الأساسي لبناء مجتمع قوي، يتطور اعتمادا على تقاسم وظيفي بين الصحافة والجمعيات. ولايخفى على أحد تلك المقولة الصادقة المرددة على المسامع، أن الدولة القوية التي لاتخشى التحديات، أكثر الوحدات السياسية امتلاكا لصحافة حرة، ومجتمع مدني متعدد، متنوع، لايخضع للممنوعات والمكروهات. ودعم هذا الطرح رئيس جمعية أحرار الثقافة والفن السيد أحمد معاش، وآخرون مؤكدين على قوة الكلمة الصادقة الموضوعية في اختراق الحواجز وايصال الرسالة للمتلقي، للمستقبل اعتمادا على قدسية الخبر والقاعدة الآمرة «حق المواطن في المعلومة»، وعدم احاطة تغطية الأحداث والوقائع بسياج من الذاتية. واطلاق العنان للقلم والعدسة والكاميرا، لنقل أشياء من زوايا غير زاويتها.. من جوانب تفرضها الألوان السياسية والمشارب الايديولوجية. نقل أشياء وفق حسابات ظرفية وعلى المقاس، بدل ماتطالب به أخلاقيات المهنية، ومايشترطه نقاء الضمير الحي. وامتد الحديث في حفل التكريم الذي جرى على هامش الندوة الفكرية حول حرية الصحافة ماتحقق منها ومالم يتحقق عن تجربة التعددية الإعلامية بعد عشريتين من الممارسة. واكد المتدخلون أن هذه التجربة التي تصنع مجد الجزائر وتبييض صورتها، الصحافة المكتوبة، من الممكن توسيعها للسمعي البصري دون خوف وحرج، شريطة ارفاق القرار بآلية ضبط غايتها تعزيز المهنة وعدم محاصرتها بألف ممنوع وممنوع. ذلك أن توسيع التعددية الإعلامية إلى قطاع السمعي البصري، وتفتحه على الحساسيات من شأنها وقف نزيف هجرة الكفاءات الجزائرية في هذا الاختصاص نحو فضائيات خارجية كثيرة، توظفهم، وتسخرهم في حملات عدائية معاكسة، تريد ابقاء الجزائر أسيرة التناقضات والانتقالية الدائمة. كما أن توسيع هذه التجربة، تعطي قوة اضافية للمشهد الإعلامي التعددي، وتوصل رسالة الجزائر كما هي إلى أبعد الاصقاع دون تحريف وتزييف. وهي رسالة ادتها الصحافة المكتوبة في مواجهة الهجمات المسمومة من المجلس الوطني الانتقالي الليبي وغيره من أشباه المعارضة في الوطن العربي، معيدة الأمور إلى نصابها. انها رسائل واضحة شدد عليها الحضور في الندوة عشية ذكرى حرية الصحافة التي كرمت فيها تشكيلة من إعلاميي العناوين المختلفة كان لصحافيي «الشعب» نصيبهم فيها في صدارتهم السيد عز الدين بوكردوس المدير العام، يتبعه فنيدس بن بلة، عبد الحكيم بوغرارة، فاطمة الزهراء بن دحمان، ورشاد بوكي. ونظر للمبادرة التي حملت طعما خاصا ونكهة على أنها تكريم للصحافيين الجزائريين ككل في عيدين كبيرين: عيد الشغل وحرية التعبير.