تدشين مسجدين وكنيسة وساحة “العيش معا في سلام” تحتضن، اليوم السبت، كنيسة “السيدة سانتا كروز” بعاصمة الغرب الجزائريوهران، مراسم تطويب 19 شخصية مسيحية من شهداء الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر إبان العشرية السوداء، وذلك بحضور شخصيات دينية وسياسية وأعضاء الأبرشيات الأربعة للكنيسة الكاثوليكية في الجزائر، وعلى رأسهم ممثل البابا فرانسيس الأول، الكاردينال انجيلو بيشيو. وتقرر تطويب رهبان تيبحرين الذين توفوا بعد موافقة رئيس الجمهورية ومساندة السلطات العمومية. ترمي عملية تطويب 19 راهبا، اختاروا بحرية البقاء في الجزائر خلال العشرية السوداء إلى جانب الشعب الجزائري، رغم التهديدات التي واجهوها، وستشمل مراسم التطويب كلا من بيير كلافري الذي كان أسقف وهران، ورهبان تيبحيرين والآباء البيض بتيزي وزو ورجال ونساء الدين المسيحي من الجزائر العاصمة. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس الجمعة، إن الجزائر لا تخاف على أبنائها من الديانات المختلفة، بل تتعايش معها، والدليل هي من اقترحت على الأممالمتحدة إقرار يوم 16 ماي “يوما للعيش في سلام”، مشيرا إلى أنّ “تطويب الكنيسة الكاثوليكية المسيحية التي ستجرى فعاليتها بوهران، تعد أول حدث في العالم الإسلامي، كونه لم يسبق للفاتيكان، وأن أقام احتفالات مراسيم التطويب خارج أراضيه”. وأبرز محمد عيسي خلال زيارة عمل وتفقد قادته بالمناسبة إلى وهران، أنّ “ هذا الحدث الديني، يكتسي أهمية كبيرة، باعتباره فرصة للمستقبل، وطي الصفحة، بدون تمزيقها، مشيرا إلى أنّ هذا الحدث سيشهد حضور رجال الدين، وقادة سياسيين، فضلا عن حضور أسر ملكية، منوها في الوقت نفسه بمجهودات رئيس الجمهورية المبذولة في سبيل إنجاح هذا الحدث الديني بالاتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية، وإدراجه في إطار التجربة الجزائرية الرائدة في المصالحة الوطنية. لجنة وزارية لتقصي ملف صندوق الزكاة في موضوع آخر، أكد محمد عيسى، أنه أمر بإيفاد لجنة وزارية لفتح النقاش والمداولة حول صندوق الزكاة، الذي أوضح أنه تسبب في العديد من حالات الاعتداء على الأئمة لفظيا وحتى بالسلاح الأبيض. وأضاف أن اللجنة الوزارية ستجتمع هذا الأحد، وسيتم استشارة كل الولايات واللجان الولائية، بغية الخروج بقرار سيحدد مصير الصندوق، إما الإبقاء عليه أو إلغاؤه وتغييره بحسابات بريدية آمنة تحقق نتائج أفضل. جدير بالذكر أنّ مسجد “رباط الطلبة” الواقع بأعالي جبال المرجاجو، الذي أشرف على تدشينه وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أمس، هو مسجد يؤرخ لطلاب وفدوا من ولايات الغرب الجزائري وعسكروا في مرتفعات الجبال، وتمكنوا من تحرير الولاية من الاستعمار الإسباني منذ أكثر من قرنين. تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، أشرف خلال نفس اليوم على تدشين مسجد “الأمير عبد القادر” بحي البركي، حيث أقام صلاة الجمعة رفقة الوفد المرافق له في هذا الصرح الديني الذي يعد هبة من الشركة الجزائرية-التركية للحديد والصلب “توسيالي”كرمز للأخوة الإسلامية والتحالف الجزائري العثماني من أجل تحرير السواحل الجزائرية والانتصارات التي حققوها ضد التواجد الصليبي في 1541. كما قام محمد عيسى رفقة وزير الشؤون الخارجية خلال الفترة المسائية بتدشين كنيسة”السيدة النجاة” بسانتا كروز بعد ترميمها وساحة “العيش معا” المحاذية لذات المرفق الديني، وذلك في حضور الوفد البابوي عن الفاتيكان.