مع اقتراب موعد تطويب رهبان تيبحرين السبعة بكنيسة سانتا كروز في وهران، والمقرر بتاريخ 18 ديسمبر 2018، ظهرت أصوات مستهجنة لحملة "الإشهار" لما اعتبروه شعيرة مسيحية، وحسبهم لا يصح أن يعلن المسيحيون شعائرهم في بلاد المسلمين، أو أن يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لا تصُب في خانة نشر الدين المسيحي. بالمقابل، ترى فئة أخرى من الجزائرييّن، أن الأمر متعلق بديانة أخرى وهي المسيحية، والجزائر تكفل حقوق الديانات من غير الإسلام، خاصة أن طقوس التطويب تجري داخل الكنيسة وليس خارجها. وفي الموضوع، أكد المُنسِّق الوطني لنقابة الأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، في اتصال مع "الشروق"، أن حق الديانة مكفول في الجزائر، ولا يوجد لدينا تضييق على أي دين معين، حيث قال "تطويب رهبان تيبحرين في كنيسة بوهران، لا يُعتبر نشرا للمسيحيّة، خاصة أنه يتم داخل مكان عبادتهم وهو الكنيسة ولا يتعدى حدودها الجغرافية". وأكد المتحدث على ضرورة احترام طقوس المسيحيين، وأنه "لا إكراه في الدين"، معتبرا السّلوك "بعيدا كليا عن نشر الدين المسيحي"، داعيا إلى عدم الإشهار والترويج لطقوس غير المسلمين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا تؤثر على بعض المسلمين. ومعلوم أن الاحتفال بمراسيم التطويب سيقام الثلاثاء 18 ديسمبر في كنيسة سانتا كروز في مدينة وهران، ولم يعلن بعدُ عن احتمال حضور البابا فرنسيس الاحتفال، فيما أكدت وسائل إعلام فرنسية، حضور الكاردينال بيكيو رئيس مجمع قضايا القديسين، والذي ربما سيكون المبعوث الشخصي للبابا فرانسيس. وأصدر الفاتيكان في جانفي 2018 مرسوما، يرفع رهبان تيبحرين السبعة المغتالين سنة 1996، من قبل جماعة إرهابية، في ديرهم بسيدة الأطلس بتيبحيرين بأعالي المدية، إلى مصف "شهداء الرهبان"، تمهيدا لتطويبهم. والتطويب في الديانة المسيحية، هي المرحلة الثالثة من الخطوات الأربع لعملية تقديس شخص متوفى، يتم اختياره من قبل البابا باسم الكنيسة الكاثوليكية. في العادة يتم الاحتفال بالتطويب في المنطقة التي طلبت تقديس الشخص المتوفى. ويطوب الكاهن عندما يحقق معجزة معينة، وتعلن قداسة الطوباوي بعد دعوى جديدة، وتتطلب حصول معجزة أخرى بشفاعته.