بداية عام مختلفة شهدتها البرازيل مع تولي رئيسها الجديد جايير بولسونارو حكم البلاد في حفل تنصيب أقيم بقصر بلانالتو في العاصمة برازيليا عقب تأديته اليمين الدستورية أمام البرلمان ليصبح بذلك الرئيس ال38 لجمهورية البرازيل الاتحادية. وبعد أربع فترات رئاسية متتالية حكم بها اليسار البلاد نجح مرشح أقصى اليمين بولسونارو بالوصول إلى سدة حكم أكبر دولة في القارة اللاتينية، متعهدا بتغيير واقع البرازيل «بشكل جذري». وفي أول كلمة له أمام البرلمان تعهد بولسونارو ب»تحرير البرازيل نهائيا من الفساد والجريمة والتفلت الاقتصادي وإخراجها من القيود الأيدولوجية»، داعيا أعضاء الكونغرس إلى تحمل مسؤولياتهم والمشاركة معه في تحقيق هذه الأهداف. نهاية زمن الاشتراكية وفي خطابه إلى شعبه أعلن بولسونارو عهدا جديدا وقطيعة تامة مع التوجهات اليسارية التي لطالما صبغت هوية البرازيل، وقال «اليوم يتحرر الشعب البرازيلي من الاشتراكية»، وتابع وهو يحمل العلم البرازيلي أن «هذا العلم سيبقى باللون الأخضر، ولن يصبح أحمر إطلاقا إلا في حال صبغته دماؤنا وهي تدافع عنه». إسرائيل حاضرة وإلى جانب عدد من رؤساء دول أميركا اللاتينية ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ممثلا عن الرئيس دونالد ترامب برز حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كضيف على تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد ليكون أول رئيس وزراء إسرائيلي يزور البرازيل ويشارك في مراسم تنصيب رئيسها. و كان الرئيس البرازيلي أكد عزمه نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب الى القدس، معتبرا أنها «مسألة وقت»، في حين دعاه نتنياهو لدعم إسرائيل في الأممالمتحدة بشكل دائم. وأمام الوعود الكبيرة التي قطعها الرئيس في «تأمين السلام والاستقرار والازدهار للشعب البرازيلي» تتجلى العديد من التحديات الضاغطة على أي حكومة جديدة تتمثل في الواقع الأمني الصعب الذي يسيطر على العديد من الولايات والمدن البرازيلية. يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية القاسية التي لحقت بالبلاد جراء فضائح الفساد وما تبعتها من مشكلات سياسية.