طغت فيضانات غرداية والولايات الاخرى على خطاب رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في الموسم الجامعي الجديد بتلمسان، وتركت بصماتها على هذه الكلمة التي تعد خارطة طريق للبناء الجامعي والاصلاحات التي شرع فيها بغرض اعادة الاعتبار للقطاع. وظهر هذا للملأ في تأكيد رئيس الجمهورية بان الجزائر عاشت بألم وحسرة وتأثر محنة ابتلاء سكان غرداية والمناطق المجاورة لها جراء الامطار الطوفانية التي خلفت ضحايا في الانفس وخسائر في العمران وعطلت حركة المرور وعاقت حركة الانماء والبناء. وتحدث الرئيس بوتفليقة الذي كانت علامات التأثر بادية على محياه، عن كيفية التكفل بالعائلات المنكوبة، وتسخير الوسائل والامكانيات معيدا الحضور الى صور أخرى عاشها المواطنون بحرقة في زلزال بومرداس وفيضانات باب الواد وغيرها، تحدت بالتضامن وهو تضامن ألفه الجزائريون ودأبوا عليه في كل طارئ وكارثة. واتخذوا من هذه الآلام والمحن دروسا للألفة والتآزر والانطلاقة نحو الاحسن في البناء وسد فجوات التاخر، وتراكمات الازمة. وبعد ان ذكر بالتدابير المتخذة في سبيل اعادة اسكان المتضررين، واستئناف الدراسة في اجواء هادئة اعتيادية، اشاد الرئيس بالوثبة التضامنية من مختلف جهات الوطن، والتي انهت محاولات المزايدة والتهويل من قبل تجار الازمة الذين يتحركون في هذه المناسبات وينتهزون الفرصة لاحباط العزائم وصب الزيت على النار. لهذا شدد الرئيس على عدم البقاء أسرى الفيضانات والحدث الاليم.. لكن اتخاذ منه موعظة لحماية النفس من اخطار التقلبات الجوية والانشطة البركانية والزلازل اعتمادا على القاعدة المقدسة »الوقاية خير من العلاج«. وتكون أولى خطوات الوقاية والتحضير للاخطار بتجنيد الجامعة وادماجها في هذا التحدي وتظهر كم هو ملحا ان تمد جسور التواصل والاتصال بين الجامعة والمجتمع بعيدا عن الانكسارات والحواجز. ويكسب هذا الرهان الاصلاح الذي اعتمده قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وشدد عليه رشيد حراوبية الوزير الوصي بالقول ان التكوين النوعي بات أكثر من ضرورة لجامعة تتطلع لان تكون منتجة، تشارك في تسوية تعقيدات الامة ومشاكلها. ورصد وزير التعليم العالي والبحث العلمي منحى التطور والتغيير، متوقفا عند الانجازات المكتسبة وتعززت بفعل النظام الجديد »ليسانس، ماستر، دكتوراه« (الالمدي) وتمكن هذا النظام من تخريج اول دفعة ليسانس الموسم الماضي، وماستر هذه السنة في انتظار خريجي الدكتوراء. ومكنت حملات التحسيس والتوعية من كسر تردد ومخاوف الطلبة من هذا النظام بدليل ان 42 في المائة من حاملي البكالوريا لهذا الموسم فضلوه على السابق. وشدد حراوبية على مواصلة هذا الدرب بربط علاقة جدلية بين الجامعة والمؤسسة التي تسابق الزمن من أجل خلق الثروة والقيمة المضافة والعمل، وتحرص على توظيف حاملي شهادات يملكون تخصصات دقيقة تساعدهم على العمل المباشر دون المرور بتربصات ورسكلة أخرى. ويعزز هذا التوجه الشراكة المرتسمة المعالم بين الجامعات الجزائرية والاجنبية.. وهي شراكة تشدد على التقاسم الوظيفي، وتبادل التجارب في انجاز المشاريع وتطبيق البرامج دون الانغلاق على الذات. ففي زمن عولمة المعرفة، يصبح من المستحيل على اية مؤسسة جامعية الانغلاق على النفس والادعاء بأنها مالكة المعرفة وحدها لكن يحتم عليها اقامة جسور التعاون مع المحيط المتغير على الدوام. وركز على هذه النقطة عميد جامعة »بوبكر بلقايد« التي نجحت في تكوين رعيل من الاساتذة والباحثين، ويقدر من يدرسون الطلبة في هذه الآونة ب 1300 استاذ.. كما كانت المسألة محور الدرس الافتتاحي للموسم الجديد الذي قدمه الاستاذ عماري فؤاد وعنوانه »تنمية التكنولوجيا، رهانات وتحديات التعليم العالي والبحث العلمي« وهو درس أعاد الى الاذهان قيمة التكنولوجيا في تطور الامم، لدرجة أنها القاسم الحاسم في ترتيب التقدم، وضبط التصنيف الجديد الذي يقسم العالم الى دول ناشئة، وأخرى متخلفة، وليس متقدمة وعالم ثلاثي. ------------------------------------------------------------------------