تحضيرات مكثفة تعيشها تلمسان لإستقبال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في ثالث زيارة عمل وتفقد لعاصمة الزيانيين تدوم يومين. وتعرف تلمسان الممتدة على مساحة 9017 كلم مربع، والمعروفة بتضاريسها الجبلية والمعالم التاريخية والحضارية والدينية، حركة نشيطة استعدادا للزيارة التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة. وتحمل حالة متميزة هذه المرة، يعلن من خلالها عن الدخول الجامعي الجديد في أجواء هادئة عادية، مدرجة في الإصلاحات والتغيير، وهي إصلاحات يشدد عليها رئيس الجمهورية في خطابه اليوم، بالقطب الجامعي الجديد، جريا وراء بلوغ مؤسسات جامعية منتجة تقود المجتمع، وتتكفل بهموم الأمة وتعقيدات المرحلة وترافق الشركات في انتاج الثروة والقيمة المضافة والعمل بعيدا عن الإبقاء حبيسة البرج العاجي. وجددت زيارة رئيس الجمهورية التي تدوم إلى غاية مسار الاثنين، وتتضمن رزنامة مكثفة من الانجازات والمشاريع، تمثلها 31 نقطة، صدى ايجابيا بالشارع التلمساني، الذي يرى فيها اضافة لما تحقق في عاصمة الزيانيين وسيدي بومدين ومصالي الحاج، وشخصيات وطنية أخرى صنعت الأحداث في جزائر التطور والحضارة وتركت بصماتها في كل صيرورة. كما وجدت الزيارة عناية واهتمام لدى الأوساط السياسية والإعلامية بعين المكان. وذكر هاملي محمد، رئيس المجلس الشعبي الولائي، برلماني سابق، بهذه المسألة وقال في تصريح ل''الشعب'' عشية زيارة رئيس الجمهورية، أنها تأتي في ظروف خاصة، لتناسبها مع افتتاح السنة الجامعية، وما عرفه قطاع التعليم العالي من تقدم هائل من ناحية هياكل الاستقبال والإنجازات. وتوقف هاملي محمد، وهو أستاذ جامعي ومحامي يملك 25 سنة من الخبرة، عند نشاط الرئيس بوتفليقة بالقطاع الجامعي، حيث يدشن القطب الجامعي الثاني بالمنصورة، ويضع الحجر الأساسي للأجزاء المتبقية لإستيعاب 19 ألف مقعد بيداغوجي بكل المرافق الخدماتية من إيواء وإطعام ونقل وترفيه. وتحدث عن أهمية جامعة تلمسان ودورها في تخرج أجيال من الطلبة مزودين بالمعارف والتخصصات، وهي جامعة تضم 36 ألف طالب، تنتشر بها 6 كليات في مجالات تخصص دقيقة من القانون والاقتصاد والآداب والهندسة المعمارية والطب.. وهذا دون نسيان الملحقة الجامعية بمغنية بأقصى الحدود الغربية، وتحتوي على 1300 طالب و500 سرير. وأعطى هاملي، أبعادا استراتيجية لزيارة رئيس الجمهورية ومتابعته للإنجازات والتوقف عند الخلل أثناء معاينة المشاريع دون الاكتفاء بالتقارير التي تأتيه، وقال مقيّما للحدث، إن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه تلمسان إنجازات هامة في مختلف القطاعات، وقد انكبّت السلطات المحلية على حلّ مشاكل مياه الشرب والغاز، وشق الطرقات وبناء المساكن وتهيئة المحيط والعمران. وأكبر الإنجازات محطتي تحلية مياه البحر بقدرة انتاج 400 ألف متر مكعب بهنين وسوق الثلاثاء.. وجاء هذا الإنجاز لوضع حدّ لمعاناة المواطنين من الثروة المائية، وانقطاعها الطويل يصل إلى حدّ الشهر أحيانا. وكانت هذه الإنجازات المتعددة الأوجه والأبعاد، بفضل الأهمية التي يوليها الرئيس بوتفليقة لتلمسان وتسخيره المبالغ المعتبرة للمشاريع الإنمائية بها تعدت 365 مليار سنتيم. ونذكر كذلك، أن كل الإنجازات المدرجة في ثالث زيارة لرئيس الجمهورية لتلمسان، كانت محلّ وفاء وعهود أعلنها بوتفليقة في مختلف المناسبات، وخاصة عبر حملته الإنتخابية.. ورافقت سعيه الدؤوب من أجل استتباب الأمن والسكينة في كافة ربوع الوطن، اعتقادا منه أنه ''لا تنمية بلا أمن''. وفي هذا الإطار، عرفت تلمسان بفضل سياسة المصالحة، إنطلاقة إنمائية شاملة، يلاحظها كل زائر للمنطقة. وعززت المشهد توافد قوافل المواطنين المقيمين والمغتربين على الجهات السياحية بتلمسان، منها الشواطئ، ومنتزه ''لالا ستي''، وهي هضبة بأعالي مرتفعات تلمسان الجنوبية، تحولت إلى منتزه سياحي رفيع. ويحتضن منتزه ''لالا ستي''، ضريح المرأة الصالحة المعروفة بالتصوّف ومقامها على شاكلة ''لالا مغنية''، و''لالا خديجة'' بمنطقة القبائل، وأكبر الإنجازات في عهد الرئيس بوتفليقة، مطار زناتة ''مصالي الحاج''، الذي تمت الأشغال بهياكله، وهو بصدد التجهيز والأعمال التكميلي.. ويعتبر هذا المرفق الحيوي، الثاني من نوعه بعد مطار الجزائر الدولي، ممتدا على مساحة 12 هكتار. وكسب مطار زناتة ''مصالي الحاج''، قيمة أكبر في عيون سكان تلمسان، بفتح خطوط داخلية ودولية أخرى، زيادة على المعتادة والمألوفة، ولاسيما الرحلات نحو البقاع المقدسة لتأدية مناسك الحج والعمرة. وتفرض الرحلات الجوية الأخرى نفسها، لربط الإتصال والتواصل مع المغتربين المتهافتين على الوطن، خاصة وأن الولاية بها أكثر من 40 ألف مغترب بفرنسا وحدها، وهم في تدفق على الولاية التي يحتفظون بها بعلاقات تواصل رغم بعد المسافة والزمن، وحرقة الغربة. ويرافق ميناء الغزوات هذه الحركية، بنقل البضائع والأشخاص من وإلى أوروبا.. ولا ننسى الطريق السيار (شرق غرب) ومساهمته في حركة التغيير، بحيث يعبر الولاية على مسافة 100 كلم، يضاف إليها 100 كلم أخرى تعبرها السكة الحديدية المكهربة ذات خطين، وكلها جعلت من تلمسان قطبا متميزا بالجهة الغربية لجزائر تسابق الزمن، للخروج من تداعيات العشرية السوداء، لازالت جروحها محمولة في الذاكرة. في سطور ❊ تتربع ولاية تلمسان على 9017 كلم مربع، ومناخها قاري شديد الحرارة صيفا والبرودة شتاء، تطل على المتوسط من الجهة الشمالية وتحيط بها ثلاث ولايات النعامة وسيدي بلعباس جنوبا، عين تيموشنت شرقا، المملكة المغربية غربا. ❊ الفلاحة، الصيد البحري، الصناعة، أكبر القطاعات انتعاشا وحركية وقوّة. ❊ وجهها الثقافي المتميزة، تكشف عنه المعالم التاريخية والحضارية المتعددة، كالمنصورة، المستور ومتاحف بندرومة، بني سنوس، أولاد ميمون، بن سكران، هنين، الرمشي. ❊ تنتعش بها حركة صناعية ملحوظة في مجالات الألبسة، الإلكترونية، والاتصالات، هذا عبر منطقة تمتد عبر 220 هكتار. ❊ 30 ملف استثماري، حددت في انتاج المعادن واستخراجها و72 معلم تاريخي منها 42 معلما تشدّ السياحة. ❊ بها 20 دائرة و53 بلدية، وسكانها يقدرون ب 945 ألف و525 نسمة. ❊ تمثل الفلاحة الحلقة الأكبر بنسبة 26,23 في المئة، بعد الخدمات ب64,57 في المائة، والصناعة ب 18 في المائة، والأشغال العمومية والبناء ب 95,9 في المائة. ❊ الحظيرة السكنية بها 087,147 مسكن، نسبة الاستيعاب 65,6 بالمائة. تلمسان: مبعوثنا الخاص فنيدس بن بلة