دعا رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس من غرداية الجزائريين إلى أخذ الحيطة والعمل لمواجهة آثار الأزمة العالمية التي تؤشر كما قال "لسنوات عجاف" يتطلب معها ترشيد النفقات، مشيرا إلى أن "السنوات السمان" قد انتهت في انتظار عودتها، - ربما - مستقبلا، شاكرا أعيان المنطقة ومشيدا بحفاوة الاستقبال من طرف السكان الذين استقبلوه بحرارة، حيث غصت بهم الشوارع،كشارع أول نوفمبر بوسط المدينة والشوارع المجاورة، خاصة المنكوبين الذين كانت فرحتهم عارمة معتبرين الزيارة فاتحة خير ونهاية لأزمة السكن، فيما أثنى أعيان المنطقة على مجهودات الدولة، وتكفل رئيس الجمهورية شخصيا بملف المتضررين من الفيضانات، داعين إياه لاستكمال المسيرة التنموية والترشح لعهدة ثالثة. وذكّر رئيس الجمهورية في كلمة مختصرة أمام أعيان المنطقة بالإقامة الرسمية بمقر الولاية أنه حان الوقت لمصارحة الجميع بأن سنوات البحبوحة المالية قد ولت، وذلك بسبب الأزمة العالمية التي أثرت على كل دول العالم وذلك بالتشمير على السواعد قصد مواجهة تداعيات الأزمة التي تؤشر لسنوات عجاف بعد أربع سنوات سمان" يتعين معها التحلي بالحيطة، واعدا سكان الولاية أنه عند عودة "السنوات السمان ستكون غرداية من أولى المناطق المستفيدة من دعم الدولة، ووافق الرئيس على طلب الأعيان إطلاق اسم "الشيخ أطفيش" على المركز الجامعي، والتماس تجسيد التشاور بين الإدارة والمواطنين، حيث ذكر الرئيس أن ذلك ضروري وواجب لتسيير الأمور بهذه المنطقة المضيافة التي تحسن الترحاب. ولمواساة السكان والاطلاع على أحوالهم قال الرئيس بوتفليقة : "ما جئت فيكم خطيبا، ولكن هي زيارة منكوب لأخيه المنكوب" في إشارة إلى تأثره بالكارثة وإحساسه بالمصاب الذي حل بالسكان، مشيرا إلى أن المواطنين لمسوا أن المجهودات المبذولة من طرف أجهزة الدولة هي التي سهرت على إعادة الحياة الطبيعية للمنطقة، وليس أجهزة الوطن، مثلما ذكره آخرون، "ولو سخرت أجهزة الوطن لكانت الأمور أهون" قال رئيس الجمهورية، مشيدا بروح التضامن والتآزر التي يتميز بها سكان المنطقة، وخصال المواطنة والصبر أمام المحن. وقد تحولت عاصمة الولاية أمس إلى عرس كبير، ميزه التنظيم المحكم والتنسيق الجيد بين الجهات المعنية، حيث استهل رئيس الجمهورية زيارته بتدشين المطار الجديد نوميرات مفدي زكرياء لغرداية الذي استفاد من محطة المسافرين بمختلف التجهيزات الضرورية، بتكلفة تصل حدود 256.5 مليون دينار، وكذا توسيع مدرج الطائرات، وتمكين عدد أكبر من الطائرات من توفير خدمة النقل الجوي، كما دشن الرئيس بوتفليقة الطريق المزدوج الممتد على طول 13 كلم بين متليلي وغرداية، وقام ضيف غرداية بتسليم رمزي لمفاتيح الشاليهات ل 10 مستفيدين موقع وادي النشو (20 كلم شمال عاصمة الولاية)، حيث سيشرع في ترحيلهم ابتداء من اليوم إلى السكنات الجاهزة التي تتوفر على كل ضروريات الحياة الكريمة، وكانت الفرحة نفسها بكل من بوهراوة "1"، بوهراوة "2"، الضاية بن ضحوة ومتليلي التي عاين بها رئيس الجمهورية وسلم بها المفاتيح الرمزية، إذا اعتبر المستفيدون الحدث عرسا وبادرة خير والتفاتة طيبة قد تنسيهم فاجعة الطوفان الذي أتى على كل شيء. وألح رئيس الجمهورية وهو يضع حجر الأساس لمشروع إنجاز 1350 وحدة سكنية اجتماعية بواد النشو- على مقربة من موقع الشاليهات- على احترام الطابع العمراني للمنطقة والأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد في السكنات الفردية. كما حظي قطاع الصحة بتدشين مركب الأمومة والطفولة المجهز بعتاد طبي متطور وقاعات الاستشفاء لإزالة المتاعب عن آلاف السكان الذين كانوا يتنقلون إلى ولايات أخرى، فضلا عن تدشين مركز لتصفية الدم لفائدة مرضى القصور الكلوي، حيث يتوفر المرفق على قاعتين للعلاج و12 جهازا للتصفية وتصل تكلفة المشروع 6.8 ملايين دينار، وثمن رئيس الجمهورية دور الحماية المدنية مدشنا وحدة للتدخل بحي بوهراوة التي ستساعد على تحسين التغطية العملياتية، خاصة بالطريق الوطني رقم 1 العابر للصحراء الذي يشهد يوميا حركة تنقل مكثفة، إلى جانب عدة مرافق للحماية المدنية منها جناح خاص بالإيواء ومطعم ومبنى للإدارة... وغيرها. وكان نهج أول نوفمبر بوسط المدينة على موعد مع استقبال رئيس الجمهورية الذي فضل كعادته الترجل ومصافحة المواطنين الذين أتوا من مختلف بلديات الولاية الذين رحبوا به ودعوه إلى استكمال عمليات التنمية، أما أعيان المنطقة فخصوا رئيس الجمهورية بترحاب كبير بمقر الولاية، منوهين بمجهودات الدولة في التكفل بمواطني الولاية، خاصة منكوبي الفيضانات، معترفين بحرص الرئيس ووفائه بوعوده، حيث قرأ ممثلان عن أعيان المنطقة وآخر للمجتمع المدني لوائح ترحاب وتأييد ضمنوها عبارات الشكر والعرفان للرئيس مؤكدين على أن سكان غرداية رأوا بأم أعينهم شواهد التكفل، من خلال الإنجازات الكبيرة التي تجسدت في ظرف قياسي، ملحين على ترشحه لعهدة ثالثة لاستكمال مسار البناء.