تسبب صباح أول أمس سلوك أرعن لسائق سيارة من نوع «نيو بيتل» في حادث مع ترامواي بنقطة التقاطع الواقعة خلف بلدية باب الزوار، وهو أول حادث مروري يسجله ترامواي الجزائر منذ دخول حيز الخدمة في 8 ماي المنقضي. و حسب شهود عيان التقتهم «الشعب» بعين المكان فان أسباب الاصطدام تعود لتهور السائق الشاب و عدم صبره لحين مرور الترامواي رغم التنبيهات التي أطلقها سائق هذه الوسيلة الحديثة و إعطاء عون الأمن الإشارة بالتوقف لحين مروره، و على الرغم من ذلك أصر الشاب المتهور على قطع السكة. وتسبب الحادث بأضرار خفيفة على مستوى مقدمة الترامواي و حالة فزع و استياء وسط الراكبين الذين كانوا بأعداد كبيرة كون الحادث وقع في حدود الثامنة صباحا أي وقت خروج المواطنين للالتحاق بعملهم. و أثار السلوك غير الحضاري لسائق السيارة استياء كبيرا لدى المواطنين الذين كانوا متواجدين بعين المكان مستغربين تصرف السائق الذي يضاف إلى السلوكات غير مسؤولة لكثير من السائقين التي غالبا ما تسببت في حوادث مرور خطيرة أدت إلى خسائر مادية و بشرية كبيرة ، فما بالك بهذه التكنولوجيا الحديثة التي من واجبنا الحفاظ عليها لأنها في خدمتنا. وعبر أحد المارة بعين المكان لنا بنبرة غضب عن امتعاضه الشديد من مثل هذه التصرفات اللا مسؤولة قائلا: باسم الله نحن لم نتمتع بعد بفوائد الترامواي و لم نتنفس الصعداء بعد من الازدحام و يريدون تدميرها و كأن الكل لديهم سيارات. وحاولنا التكلم مع الأعوان المتواجدين بنقاط التقاطع إلا أنهم قالوا بأنهم لم يكونوا متواجدين بعين المكان نظرا لعملهم بالأفواج ما تعذر علينا الحصول على معلومات دقيقة حول الحادث و المشاكل التي تعترض عملهم، إلا أن احدهم قال أن المشكلة تكمن في ذهنية بعض المواطنين الذين يرفضون التغير و مواكبة العصر و كأنهم أنظمة قديمة الطراز، ورغم توجيهاتنا و إشاراتنا بالتوقف إلا أننا كثيرا ما نفشل في إقناعهم ما يؤدي بنا إلى التدخل بإجراءات قانونية رادعة . و نفس الحادث كاد أن يحدث منذ أقل من أسبوع بنفس التقاطع حيث رفض احد السائقين التوقف بحجة الملل من الانتظار لحين مرور الترامواي، ولولا توقف هذا الأخير لكانت النتائج وخيمة ما أدى بعون الأمن بعين المكان إلى سحب رخصة السياقة منه كإجراء ردعي لعدم احترامه للقانون. و يضاف إلى ذلك عدم يقظة بعض المارة الذين يفضلون المشي فوق خطوط الترامواي المعبدة و كثيرا منهم من يستعمل سماعات خاصة الشباب ما يحول دون سماع المنبهات المتكررة للتراموي ما يطرح إشكالا آخرا. و ما يدعو للتساؤل، إلى أي مدى يتحلى الجزائري بثقافة مرورية و ان كانت الإجابة بالنفي فإلى متى تستمر لامبالاة سائقي السيارات و المواطنين في التعاطي اللامسؤول مع وسائل النقل الحديثة و قوانين المرور متناسين كل أبعاد هذه التشريعات التي تهدف أساسا إلى حماية أرواحهم و تفادي الخسائر البشرية والمادية التي أثقلت الخزينة العمومية و جعلت الجزائر تتصدر قائمة الدول في عدد حوادث المرور.