سقوط حر ومهزلة في مراكش بالنسبة للمنتخب الوطني الذي خيب آمال الملايين من الجزائريين، بعد النتيجة الساحقة التي خسر بها أمام نظيره المغربي ليلة يوم السبت، في اطارتصفيات كأس افريقيا للأمم القادمة.. رغم أن آمالا كبيرة كانت معلقة على أشبال بن شيخة، الذين كشفوا من التصريحات قبل الموعد، على انهم في أوجه عطائهم وحضروا بصفة جيدة لتحقيق المفاجأة..!!؟ لكن سارت الأمور عكس ذلك تماما، وشاهدنا أن الفريق الجزائري قدم أحد أسوأ مقابلاته في الملعب الجديد لمراكش.. وظهر جليا ما قاله بن شيخة في الندوة الصحفية قبل بداية التربص لهذه المباراة، أن هذه الأخيرة «لاتلعب على صفحات الجرائد، وإنما في الميدان!!» فعلا فقد ذهبت بعض الصحف الى لعب المباراة قبل موعدها بتفاؤل كبير.. في وقت كان فيه الفريق الوطني بعيدا كل البعد عن المردود الذي ألفناه ومستوى لاعبيه الذين لهم مقابلات عديدة مصيرية في رصيدهم!! من السبب؟! قيل وسيقال الكثير عن هذه الهزيمة التي أضعفت حظوظنا في المشاركة في العرس القاري القادم بكثير، حتى لانقول أن ورقة الترشح بعيدا جدا عنا لكن لابد أن نعرف أن الفريق الوطني تدنى مستواه منذ أكثر من سنة، وأصبح يلعب نادرا مقابلات جيدة.. وفي أغلب الأحيان يخسر بنتيجة ثقيلة ويطرح التساؤل حول مستوى اللاعبين والخطة المنتهجة؟ ومازلنا لم نلق الاجابة الحقيقية لهذه المشكلة التي أتعبت الجمهور الرياضي، الذي لم يكن ينتظر منتخب مونديالي لا يمكنه فرض نفسه أمام منتخبات ليست قوية واحيانا في مرحلة الشك.. وعن مباراة مراكش، فان جل المتتبعين يتفقون على أن غيرتس درس جيدا طريقة لعب الفريق الجزائري، وعكس ذلك، فان بن شيخة لم يتفطن لأشياء دقيقة في الفريق المنافس.. والدليل على ذلك أن المنتخب المغربي عرف أن نقطة ضعف «الخضر» تكمن في وسط الدفاع بوجود عنتر يحيى وبوڤرة في لياقة بعيدة عن المألوف ولعبا بعيدين عن بعضهما، لأنهما بكل بساطة تعودا على العب ب(3) مدافعين في الوسط منذ مدة طويلة، لتتغير الأمور مع مجيء بن شيخة الذي لم تعجبه طريقة سعدان في هذا المجال!! لكن سيرورة الأحداث أعطت الأحقية لسعدان الذي حصن في العديد من المرات هذه المنطقة كونه كان يعني أنه لايملك فريقا يضم لاعبين كبار في كل المناصب للحد من هجمات المنافس. فقد وجد غيرتس المفتاح ووظف كل طاقات فريقه في طريقة الوصول الى مرمى مبولحي، بانطلاق مهاجميه قبل نقطة التسلل كون وسط الدفاع الجزائري غير قادر على مسايرة سرعة المهاجمين سعيدي وحجي وشماخ.. وهذا ما تسبب في توقيع (3) أهداف بنفس الطريقة!!! ماهو حجم العمل الذي أقيم في مورسيا؟! والأمر الذي أدهشنا وأدخل عدة استفهامات هو اللياقة البدنية لعناصرنا، مقارنة بلاعبي الفريق المنافس حيث أن زملاء زياني كانوا يمشون فوق الميدان في بعض فترات المباراة ولم يتمكنوا من مسايرة النسق الذي فرضه بن عطية وخرجة وحجي.. بالرغم من أن اللاعبين عانوا في نفس الظروف مع أنديتهم الأوروبية ثم أقاموا التربص الذي يسبق المباراة. ففي بداية التصفيات كنا نقول أن اللاعبين عادوا مؤخرا فقط التدريبات، وهذه المرة قد نسمع أننا في نهاية الموسم!! لكن هذا العذر لا يمكنه أن يكون لأن الفريق المغربي أيضا لعب بعناصر شاركت في عدد معتبر من المقابلات في حين أننى تذكرت ما قاله (أيضا) بن شيخة قبل أسبوعين، بأنه لم يسبق له وأن استفاد من ظروف من حيث جاهزية اللاعبين كهذه المرة.. والنتيجة؟!! وبذلك، فان التربص الذي أجري في اسبانيا، رغم كل الظروف المريحة والامكانيات المتوفرة، فان ذلك لم يزد في شيء فيما يخص مردود الفريق الوطني، الذي صنع تقريبا فرصتين طوال ال90 دقيقة. كما أن الجانب البسيكولوجي لعب دوره وكان التحضير في هذه النقطة لصالح الفريق المغربي الذي بدا أكثر حضورا في الكرات الثنائية، والضغط كان باديا أكثر على عناصرنا، في الوقت الذي كان منطقيا أن يحدث عكس ذلك.. لأن «الخضر» كانواقذ فازوا في عنابة، وكان من الأجدر إستغلال هذا الجانب بشكل أفضل..!! اختيارات غير صائبة أما عن إختياراللاعبين، فان أغلب التحاليل في طريق العودة الى الجزائر انصبت عن السبب الذي حرم بوزيد من المشاركة في اللقاء، رغم أنه أدى مباراة في القمة في عنابة أمام نفس الفريق وعرف كيف يجد من فعالية الشماخ.. لكن عدم إشراكه أظهر ثغرة في الدفاع.. وفي نفس الوقت لعب بن شيخة بطريقة حذرة ولم يغامر منذ البداية في الهجوم، كون معظم لاعبي الوسط لهم دور دفاعي، وعدنا تقريبا لنفس الرسم التكتيكي في الحظ الأمامي بوجود جبور وحيدا بدون آية فعالية، ولم تصله كرات كثيرة، واضطر في أغلب الأحيان الى العودة الى الوسط لأخذ الكرة، وهذا الأمر متعب وينقص من دوره الهجومي.. وكل هذه النقاط عجلت بذهاب بن شيخة، الذي لم يعمر طويلا مع «الخضر»، رغم أن طموحاته كانت كبيرة لتحقيق أشياء كثيرة.. فالحصيلة أيضا ليست مرضية تماما بانهزامين (بانغي ومراكش) وفوز وحيد في عنابة، لتبقى الأشياء التي أراد تجسيدها بعيدة، وكانت أولها هو اعطاء الفرصة للمحليين، أين مرت أشهر بدا فيها تضاؤل وجود المحليين في التشكيلة الوطنية.. وبما أن بن شيخة أمضى عقد نجاعة مع الفاف، فان الأمور لم تكن في الاتجاه الايجابي بنسبة كبيرة. ليعود الحديث قبل عام تقريبا من مشاركة الجزائر في المونديال، حول من يخلف المدرب الذي خلف سعدان؟! وحسب آخر المستجدات، يكون رئيس الفاف محمد راوراوة قد اتصل فعلا منذ عدة أسابيع بالمدرب هاليلوزيتش، الذي كان يدرب المنتخب الايفواري في كأس افريقيا السابقة.. بهذه النتيجة المسجلة في مراكش، فان الأمور قد تتسارع، خاصة وأن النقطة التي وصل اليها مسؤول الفاف هو أنه من الضروري الاعتماد على تقني أجنبي من الطراز العال.. وربما سيكون الحل الأفضل لمحاولة إعادة توظيف الطاقات التي يزخر بها الفريق الوطني، كما أنه قد يجري تغييرات عن التشكيلة لاعطائها توازن أكبر، والتفكير بجدية في المستقبل.