بعد أربعة أيام من الأسئلة والأجوبة، تنتهي اليوم امتحانات شهادة الباكالوريا، وقد طبعت في أذهان المترشحين انطباعات مختلفة، سواء ما تعلق بالجو العام لسير هذه الامتحانات المصيرية، وهي العقبة التي ان تجاوزها التلميذ تفتح له باب الجامعة ومعها المستقبل، وقد رصدنا بعض هذه الانطباعات خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا أمس إلى بعض مراكز الامتحانات في العاصمة. في اليوم ما قبل الأخير من انتهاء امتحانات الباكالوريا، بدا المترشحون يتنفسون الصعداء، بين متفائل بنتائج ايجابية ومتشائم، حسب ما لمسناه من الانطباعات التي رصدناها، ومنهم من تركت هذه الامتحانات ذكرى لا تنسى بسبب تسجيل بعض الأحداث. قادتنا جولتنا الاستطلاعية الى ثانوية علي بومنجل بالينابيع التي استقبلت هذه السنة المترشحين الأحرار، و قد اقتربت «الشعب» بعد انتهاء فترة الامتحانات الصباحية من بعض هؤلاء المترشحين الذين وجدناهم أمام باب المؤسسة مفترشين الطريق ويتناولنا قطع من الخبز و«الكاشير»، لنسجل انطباعاتهم حول سير الامتحانات، وقد فوجئنا بتصريحات بعض المترشحات اللاتي قدمن من مختلف الجهات منها زرالدة، سطاوالي، سيدي فرج ومن بومرداس، وأكدن لنا بأنهن تعرضن إلى تصرفات غير لائقة من قبل مسؤولة هذا المركز. وحسب ما ذكرت لنا احداهن فانها تعرضت لتفتيش دقيق شمل حتى مناطق حساسة من الجسم، أخلت بكرامتها وأحست بأن ماء وجهها قد اريق، وأضافت أخرى بأنها حرمت من الذهاب إلى المرحاض حتى تخضع لنفس التفتيش في الأمانة. وبالاضافة إلى هذه التصرفات «غير اللائقة» تماما أضفن بأن هناك من المترشحين الذين منعوا من الدخول إلى الامتحان، وقد أدى مثل هذا التصرف إلى إصابة احداهن بالاغماء أمس الأول وبالرغم من ذلك لم يسمح لها بالدخول، هذا الجو غير الملائم اثر على نفسية المترشحين، بالرغم من أنهم أجمعوا على أن الاسئلة كانت في المتناول. وقبل مغادرتنا لهذا المركز طلبت صحفية «الشعب» التحدث لمسؤولة المركز لرفع هذه الانشغالات، والاستفسار عن مثل هذه التصرفات، غير أنها رفضت اعطاءنا أي معلومة، بحجة أننا لا نمتلك ترخيصا موقعا من الاكاديمية التي تنتمي إليها اقلميا ثانوية علي بو منجل، بالرغم من التعليمات الأخيرة لوزير القطاع بفتح المجال للصحافة لمتابعة مجريات الامتحانات، وقد أخبرنا بذلك هذه المسؤولة. أما بثانوية «زحوال عمر» ببئر خادم، فان المترشحين بهذا المركز تحدثوا لنا عن أمور أخرى أثرت عليهم أثناء اجراء الامتحانات، ويتعلق الأمر بالأساتذة الحارسين الذين يتواجدون بكثرة (خمسة وستة حراس بالاضافة إلى ملاحظ)، وليس العدد الذي يقلقنا يؤكد هؤلاء وإنما الحديث الذي يدور بينهم وبصوت مسموع، والذي أثر علينا من ناحية التركيز. وقد اقتربنا من إحدى المترشحات بهذا المركز التي كانت تذرف دموعا لنسألها عن جو الامتحانات فأجابت بأنها لم توفق في اجابتها عن بعض الاسئلة في مادة العلوم لأنها لم تحل مسائل من نفس النوع سابقا، وأضافت زميلة لها بأن «منحنى الأكسوجين يبدأ بالسالب مسألة لم نتطرق لها أبدا أثناء الدراسة»، وأضافت بأن «العتبة» درب من الخيال، ففي الوقت الذي حددت فيه المواضيع المحتمل ان تشملها امتحانات الباكالوريا، فوجئنا بأن الأسئلة شملت كل المقرر، ولم تطبق هذه العتبة. نفس الانشغال طرحه المترشحون في ثانوية الاخوة بوحامية بالقبة القديمة من شعبة الرياضيات والعلوم، الذين اعتبروا بأن اللجوء إلى ما يسمى بالعتبة هو من أجل امتصاص غضب التلاميذ لأنها لم تطبق بالنسبة لمادتي التاريخ والجغرافيا، كما طرحوا لنا مشكل توزيع المواد خلال أيام الامتحانات، حيث تم برمجة مواد هامة وأساسية في يوم واحد في حين ان المواد من معامل أقل كالتربية الإسلامية أجريت لوحدها في اليوم، لكنه بالرغم من ذلك تفاءلوا بنتائج ايجابية لأن الحظ كما قالو يلعب دوره كذلك.