دخلاء وأطبّاء دون شرعية يقتحمون التّخصّصات الدّقيقة حذّرت الطبيبة المختصة في جراحة التجميل والعلاج بالليزر، بركات أوليزيا، من تنامي حالات الأخطاء الطبية، الناجمة عن ممارسات الطب التجميلي في الجزائر، منبّهة في الوقت نفسه إلى ارتفاع عدد مراكز التجميل المخالفة للاشتراطات الصحية، التي يديرها أطباء مزيّفون وأشخاص غير مختصين أو مبتدئين، أغلبهم من حاملي شهادات التكوين المهني وصالونات الحلاقة والتزيين. وأرجعت بركات ذلك إلى الفراغ القانوني وضعف الرقابة الطبية على العيادات والمختبرات الخاصة ومراكز التجميل، معتبرة أنّها من أخطر الأسباب المؤدية إلى تفشي واستشراء الفساد في القطاع الصحي عامة، وعلى رأسها تنامي ظاهرة الأخطاء الفنية، الناجمة أساسا عن الإهمال بمجموعة القواعد والأعراف والتشريعات التي تفرضها طبيعة مهنة الطب البشري بجميع تخصصاته. وفي سؤال ل «الشعب» حول الأخطاء الشائعة في هذا النوع من العمليات، أشارت محدثتنا إلى أنّها قامت بعديد التدخلات الطبية الضرورية المستعجلة لكلا الجنسين لإصلاح ما أفسده غيرها من المزاولين للمهنة، أغلبهم تعرضوا إلى تشوهات بالفم والجفون السفلى وبين ألحاجبين، بسبب عمليات البوتوكس والفيلر، باعتبارها واحدة من أحدث الوسائل التجميلية للتخلص من التجاعيد والخطوط المزعجة التي شاع استخدامها مؤخراً في جميع دول العالم في مجال التجميل. وأكّدت الدكتورة بأنّ الاستخفاف بحقن البوتوكس وبغيرها من المواد القابلة للحقن وغيرها من منتجات التجميل، والسعي وراء التكاليف المنخفضة، بغض النظر عن نوعية المنتج ومهارة الطبيب الذي يجري عملية الحقن، يكلّف مضاعفات سلبية ومخاطر، قد يعجز المختصّون عن حلها، خصوصا في حالة المبالغة في إجرائها. كما تطرّقت في سياق متصل إلى بعض العمليات التي يتم إجراؤها عبر صالونات الحلاقة ومراكز التجميل بطريقة عشوائية، قد تعطي نتائج معاكسة، في إشارة منها إلى «الديرما رولر» و»الديرما بن»، وهما منتجين حديثين بهما إبر صغيرة، يستخدمان عن طريق الوخز لإنتاج مادة الكولاجين، المسؤول عن الحفاظ على بشرة مشدودة وشابة. وأوضحت أنّ الطبيب المختص وحده الكفيل في استخدام النوع المناسب لكل حالة، وفق ضوابط محددة، تتداخل فيها العديد من الإجراءات التجميلية المستخدمة لترميم وإصلاح تلف البشرة، على غرار الليزر وحقن الفيلر والبلازما الغنية بالصفائح الدموية والعديد من الفوائد المتعددة، عبر جلسات محددة بأوقات وأزمنة معينة لتحفيز عملية إصلاح الجلد. الوخز بالإبر يخضع لشروط ومقاييس دقيقة قبل وبعد الاستعمال وفي هذا الإطار، تطرّقت الدكتورة بركات إلى عديد المضاعفات التى يجب تجنبها والحذر منها في هذا النوع من العلاج، خاصة إذا ما تم تنفيذها من قبل دخلاء المهنة، مشدّدة على أن الوخز بالإبر يخضع لشروط ومقاييس دقيقة قبل وبعد الاستعمال، وفي حالة عدم التقيد بشرط واحدة يتعرض المريض إلى التهابات وتقرحات إما بسيطة أو متوسطة أو شديدة، وقد تسبّب تعفن الجلد وموته. وأشارت إلى أن الكثير من الصور التي تنشر حالات قبل التجميل وبعدها في الإعلانات، وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي على الأنترنيت، لا أساس لها من الصحة، يجري تنفيذها بفضل برامج تعديل الصور، داعية في سياق متّصل المهتمين وخاصة محبي التجميل إلى التدقيق في اختيار مراكز وعيادات الجراحة التجميلية المتخصصة والمعروفة بخبرتها العالية وجدارتها. وعن عمليات التجميل الأكثر طالبا في الجزائر، استدلت بشفط الدهون ونحت الجسم، أحد أهم العمليات الجراحية التي تتم خلال الآونة الأخيرة بشكل كبير بين الجنسين، موضحة أنها إجراء جراحي، يتم خلاله تطبيق تقنية لشفط الدهون الزائدة في منطقة واحدة في الجسم أو عدة مناطق مختلفة، بهدف الإنقاص من الوزن وتحسين شكل الجسم. وبخصوص مضار ومخاطر عملية شفط الدهون، أكّدت الدكتورة بركات أوليزيا، أنّ هذا النوع من العمليات، تتطلب تحاليل وفحوصات ضرورية، إلا أنها قد تسبّب فى بعض الحالات مضاعفات في القلب، وقد يعاني بعض المرضى من حدوث ثقب في عضو ما في الجسم أثناء إجراء الجراحة، وغيرها من المشكلات الأخرى، مؤكدة في نفس السياق على ضرورة توخي الحذر، خاصة لمن يعانون من بعض المشكلات المرضية، وأبرزهم مرض الشريان التاجي أو داء القلب الإكليلي وأمراض ضعف المناعة، وممّن يعانون من مرض السكر.