تلقي كريستين لاغارد المرشحة الفرنسية لمنصب المدير العام لصندوق النقد الدولي اليوم وجهة نظرها أمام المجلس التنفيذي للوكالة للحصول على المنصب ،و كانت قضية “دومنيك شتروس كان Strauss - Khan مفاجأة مثيرة لكثير من المحللين والمتتبعين لعالم النقد والمال،في يوم السبت 14 ماي 2011، وبمطار “جون كينيدي” بنيويورك، قامت شرطة خاصة بإيقاف “شتروس كان” المدير العام لصندوق النقد الدولي، وإنزاله من الطائرة التي كان يستقلها بالإستعداد للطيران نحو باريس. الجزء الأول ووجهوا له تهمة الإعتداء الجنسي على سيدة غينية مسلمة، دخلت الولاياتالمتحدةالأمريكية سنة 1998، تدعى “نفيستو ديالو” واشتهرت باسم “أوفيليا” Ophelia، وتبلغ من العمر 32 سنة، وتعمل خادمة “Femme de Chambre” بنزل “Sofitel” سوفيتال بنيويورك منذ ثلاث سنوات، وهي سيدة غير معروفة لدى الإعلام ولكنها استفاقت يوم 15 ماي 2011، وقد صار اسمها على الصفحات الأولى لأزيد من 000 . 160 صحيفة ومجلة بالعالم، بعد اتهامها “لشتروس كان” باحتجازها بالجناح 06 / 2805 بنزل “سوفيتال”، ومن ثمة الإعتداء عليها جنسيا على طريقة الرجل العاري “naked - man” أما “شتروس كان” فهو شخصية فرنسية ودولية لها وزنها بالعالم، فهو مدير لأكبر المؤسسات النقدية بالعالم، وهي صندوق النقد الدولي، الذي أصبح مديره العام منذ شهر نوفمبر 2007، حيث تمّ اختياره بمساندة الإتحاد الأوروبي أمام المصرفي التشيكي “جوزيف توسوفسكي” الذي كانت روسيا تدعمه لخلافة الإسباني “رودريغو راتو” على رأس صندوق النقد الدولي FMI ، ولكن الإتحاد الافريقي كان موقفه متشككا من “شتروس كان” وهو ما عبّر عنه رئيس مجلس الإتحاد الافريقي في أواخر شهر أوت 2007 “آلفا عمر كوناري” konaré . يبلغ “شتروس كان” 62 سنة من العمر، وهو متزوج من الاعلامية الفرنسية الأمريكية الشهيرة “آن سانكليز” “Anne sinclair المولودة بنيويورك لأسرة يهودية ثرية، أمها “ميشلين روزنبرغ” Rosenberg كانت موضوع إحدى لوحات بيكاسو Picasso، أما ابنته “كاميليا” Camille فهي طالبة بكولومبيا وتعيش بغرب مانهاتن Manhattan . وتزوجت “آن سنكلير” بدومينيك في سنة 1991 بعد طلاقها من “إيفان ليفايي” الذي أنجبت منه ولدين، دافيد وإيلي. من يدفع ثمن صراع الأقوياء؟ بعد تقديم “شتروس كان” لاستقالته من منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي، في 19 ماي 2011، برزت العديد من المقترحات والقراءات لخلافته. إن التقليد السائد بهذه المنظمة الدولية هو أن يتولى منصب المدير العام شخصية أوروبية، وهذا قد استقر منذ سنة 1946 تاريخ تولي البلجيكي “كامي قات” Camille Gutt، منصب أول مدير عام لصندوق النقد الدولي، ولم تتم مخالفة هذا التلقيد إلى يومنا هذا، ماعدا المرات الثلاث التي تولى فيها أمريكيون هذا المنصب مؤقتا “par interim” وهم: 1) “ستانلي فيشر” من (14 فيفري إلى 30 أفريل سنة 2000) Stanley Fischer. 2) “آن كروغر” Anne Krueger من 4 مارس إلى 7 جوان 2004. 3) “جون ليبسكي” john Lipsky خلفا “لشتروس كان” منذ 15 ماي 2011، رغم أنه قد سبق له أن قدم استقالته من صندوق النقد منذ أسبوعين قبل توليه منصب المدير العالم المؤقت للصندوق. وهذا التقليد أصبح ساريا مقابل أن يتولى منصب رئيس البنك الدولي شخصية أمريكية، مثل “بول وولفوويتس” المعروف بكونه مهندس حرب العراق لسنة 2003، والذي غادر هذا المنصب سنة 2007، وخلفه “روبرت زوليكك” وهو الرئيس الحالي للبنك الدولي. ويبدو أن أوروبا تدافع عن بقاء هذا التقليد مستمرا لكي تتمكن من الدفاع عن مصالحها داخل صندوق النقد الدولي، ويتمتع الإتحاد الأوروبي بنسبة تصويت تعادل 1 ، 32 ٪ بالتناسب مع مساهماته المالية بصندوق النقد، في حين أن الولاياتالمتحدة تتمتع بنصف هذه النسبة وهي 79 ، 16٪ . هذه الطريقة في اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي، وهي وكالة متخصصة من وكالات الأممالمتحدة، صارت محل انتقادات، فمنهم من يعتبر هذه الطريقة غير عادلة تجاه دول بحجم الهند، والصين، والبرازيل، وهو ما أثاره وزير المالية الروسي “ألكساي كودرين” Alexei Koudrine، أما آلفا عمر كوناري Konaré فإنه دعا إلى وضع حد لهذه الطريقة في اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي، باعتباره منظمة دولية. إلى جانب هذا تعالت النداءات، بعد سقوط “شتروس كان”، لتولية هذا المنصب لشخصية افريقية وهو ما عبّر عنه وزير مالية جنوب افريقيا “بارفان قوردهان” Parvin Gordhan ، دون أن يطرح أسماء، رغم أنه قد يكون فكّر في اسم مواطنه “تريفور مانويل” Trevor manuel وهو وزير سابق في عهدي “مانديلا” و “تابو مبيكي”. كما كثر الحديث عن عدة أسماء أخرى مثل: كمال درويش، وزير المالية التركي سابقا، وكذلك وزير مالية سنغافورة حاليا و “غريغوري مارتشنكو” وكذلك ستانلي فيشر Fischer حاكم البنك المركزي الاسرائيلي والذي تمت إزاحته بعد ترشحه للحصول على المنصب، ولكن سنة 67 سنة حال دون ذلك باعتبار أن القانون الداخلي لصندوق النقد الدولي يحدد سن الترشح لمنصب المدير العام ب 65 سنة على الأكثر، ويغادر هذا المنصب من بلغ 70 سنة. فبعد انسحاب رئيس البنك المركزي لكازاخستان Kazakhistan ، مارتشينكو G. Martchenko ثم إزاحة “فيشر” الذي يتمتع بسجل حافل في المجال النقدي والمالي بالولاياتالمتحدةالأمريكية ثم بإسرائيل بعد حصوله على الجنسية الاسرائيلية بمقتضى قانون العودة الاسرائيلي، لكي يصبح حاكم بنك اسرائيل في أول ماي 2005 خلفا ل “دافيد كلاين” D. Klein . ولم يبق اليوم مطروح على الساحة سوى شخصيتين وهما من قبلت المنظمة ترشحهما وأعلن صندوق النقد الدولي عن ذلك في بيانه الصحفي رقم 230 / 11 في 13 جوان 2011، وذلك بعد انتهاء الفترة القانونية المحددة لتقديم الترشيحات لمنصب المدير العام، وهي تنتهي يوم الجمعة 10 جوان2011، وكان البيان بعنوان : المجلس التنفيذي ينظر في ترشيح أوغستن كارستنز وكريستين لاغارد لمنصب المدير العام. وأعلن المجلس التنفيذي للصندوق أنه سيلتقي مع المرشحين في واشنطن العاصمة، ثم يعقد اجتماعا لمناقشة مواطن القوة في المرشحين واختيار أحدهما، “وذلك بحلول 30 جوان 2011”. فالمرشح الأوفر حظوظا حسب المتتبعين هو: «كريستين لاغارد” Christine Lagarde ، وهي فرنسية من مواليد أول جانفي 1956 بباريس من أسرة “لالووات” Lallouette من أب وأم جامعيين يعملان كمدرسين. أصبحت سنة 1981 محامية بباريس والتحقت بمكتب المحاماة الدولي للأعمال “بايكر وماكنزي” Baker et McKenzie وأصبحت رئيسة اللجنة التنفيذية العالمية لهذا المكتب سنة 1999، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب، وقد تصبح “لاغارد” أول إمرأة أيضا تتولى منصب مدير عام صندوق النقد الدولي، بعد الأمريكية “آن كروغر” التي تولت هذا المنصب فقط بصفة مؤقتة Par interim لمدة ثلاثة أشهر سنة 2004. تحت رئاسة “كريستين لاغارد” زادت أرباح مكتب “بايكر وماكينزي” بحوالي 50٪، وتم ترتيب “كريستين لاغارد” في سنة 2002 كخامس إمرأة أعمال أوروبية بصحيفة وول ستريت... تولت في حكومة “دي فيليبان” D . de Villepin في 2 جوان 2005 منصب وزيرة مفوضة للتجارة الخارجية. ثم تقلدت عدة مناصب وزارية في حكومات “فييون” Fillon الأولى والثانية والثالثة، وهي الآن وزيرة الإقتصاد والمالية والصناعة. في سنة 2009 و2010 ذكرت مجلة Time تايم كريستين لاغارد، ضمن لائحة المائة شخصية الأكثر تأثيرا في العالم. أعلنت “لاغارد” عن ترشحها لمنصب المدير العام لصندوق النقد الدولي في 25 ماي 2011، وقد تلقت دعم ومساندة الدول الأوروبية وضمنيا الولاياتالمتحدةالأمريكية وكذلك روسيا، وذلك خلال قمة G8 (الثمانية). (يتبع)