حقّق نادي نصر حسين داي عودته إلى مصاف فرق النخبة في كرة القدم الجزائرية بعد الإنجاز الكبير الذي صنعه هذا الموسم بتسجيله عودة سريعة إلى القسم الأول، بعدما غادره الموسم الماضي عندما سقط إلى القسم الثاني باحتلاله المركز الأخير، ليكون طرفا في الثلاثي النازل برفقة المولودية والشباب الباتنيين. والمتتبع لمشوار النصرية في أول بطولة احترافية في قسمها الثاني، خاصة في المرحلة الأولى من الموسم، يجزم أن النتائج التي سجلها رفقاء الحارس ناتاش لم تكن توحي بأن النادي قادر على منافسة الفرق الأخرى على لعب ورقة الصعود، واحتلال إحدى المراتب الثلاثة الأولى المؤدية إلى القسم الأول، حيث وعلى الرغم من الفوز المسجل في أول جولة خارج الديار على حساب أمل مروانة، إلا أنّ المباريات التابعة أثبتت محدودية مستوى فريق الملاحة، بسبب توالي النتائج السلبية خاصة في العشر جولات الأولى أين لم تحصد تشكيلة المدرب كوردي أنذاك، سوى 15 نقطة ومرتبة سادسة غير بعيدة عن فرق المؤخرة، بالنظر للتنافس الكبير الذي شهدته الرابطة المحترفة الثانية هذا الموسم. إلتحاق هدان بالعارضة الفنية يأتي بالجديد وكما سبق الإشارة إليه، لم تكن نتائج النصرية في مرحلة الذهاب في مستوى تطلعات محبي الأحمر والأصفر، ما دفع بإدارة الرئيس مانع ڤنفود بوضع حد لمهام المدرب كودري، وإسناد العارضة الفنية للفريق للمدرب القدير مصطفى هدان على أمل إحداث الوكبة، وإعادة سمعة النادي إلى الواجهة، باعتبار نصر حسين داي مدرسة كروية عريقة في الجزائر، وهو ما تحقّق فعلا على أرضية مختلف ميادين الوطن، لتنطلق آلة النصرية فعليا في تسجيل الانتصارات وحصد النقاط داخل وخارج الديار ابتداءا من الجولات الأولى من مرحلة الإياب، بغض النظر عن التعثر المسجل في الجولة 16 أمام أمل مروانة لحساب لقاء العودة إثر التعادل هدف لمثله بملعب 20 أوت بالعاصمة. لكن سرعان ما تمكّنت تشكيلة النصرية من استعادة الثقة، وجدّدت العهد مع الانتصارات، وتقترب رويدا رويدا من أعلى الترتيب إلى أن بلغ المرتبة الثالثة التي لم يغادرها منذ الجولة 18. ومازاد من حظوظ رفقاء ڤانا في تحقيق الصعود، هو اعتلاؤهم سلم جدول الترتيب في الجولة 25 مستغلين تعثر الرائد شباب قسنطينة أمام إتحاد بسكرة، ولم تحمل الجولات الخمسة الأخيرة من بطولة الرابطة المحترفة الثانية أي جديد بالنسبة لنصر حسين داي، لاسيما وأن الملاحقين المتنافسين على المراتب الأولى لم يحققوا نتائج كبيرة تسمح لهم بمزاحمة الثلاثي الرائد على ورقة الصعود. مستقبل النصرية بعد تحقيق الصعود يتساءل كل محبي ''الملاحة'' الآن وبعد نهاية الموسم، عن مستقبل فريقهم في الرابطة المحترفة الأولى في ظلّ المنافسة الشرسة التي تنتظرهم أمام أحسن النوادي الجزائرية، والتي لا تقارن امكانياتها المادية والبشرية بما تتوفر عليه النصرية، لاسيما بعد المشاكل والصعوبات التي بدأت تطفو إلى السطح مباشرة عند انتهاء آخر مباريات الموسم، بالنظر للمستحقات التي مايزال يدين بها أغلب عناصر الفريق من أجر شهرية ومنح المقابلات، وكذا رغبة عدد معتبر من ركائز التشكيلة في مغادرة النادي، لأنهم سئموا الوضعية الصعبة وحالة اللااستقرار المادي والإداري المميز لنصر حسين داي هي بداية هذه الصائفة، وما شجّع هؤلاء على ترك الفريق والبحث عن أجواء أفضل في الموسم المقبل، الأصوات المنادية برحيل المدرب مصطفى هدان على الرغم من الإضافة التي جاء بها والنتائج الايجابية المحققة. من جانب آخر، يبدو أن الرئيس مانع ڤنفود لم يعد يقوى على مواصلة مهامه على رأس النادي ومواجهة التحديات الكبيرة المنتظرة في قسم النخبة، لعجزه عن توفير ظروف ملائمة ومشجعة لفريقه ستساعدهم على البروز وإعادة الهيبة الضائعة من أصحاب الزي الأحمر والأصفر في العشرية الأخيرة.. ما قد يدفعه إلى ترك منبه لمن هو أكثر أحقية وفعالية منه، وفتح رأس مال شركة نصر حسين داي لأصحاب الأموال في عهد الإحتراف المراد تطبيقه فعليا، ابتداءا من موسم 2011 / 2012 من طرف مسؤولي الكرة الجزائرية وعلى رأسهم الوزارة الوصية.