اختلفت آراء المتدخلين في الندوة التي نظمها، أمس، مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية بمقر جريدة «الشعب»، التي تناولت في النقاش موضوع المشاورات السياسية في الجزائر، التي شارك فيها الأحزاب والحركة الجمعوية والشخصيات السياسية البارزة. والسؤال الذي طرح خلال هذا اللقاء الذي تميز بالحوار وتبادل وجهات النظر تعلق بأين تتجه الأمور بعد انتهاء اللقاءات التشاورية مع الهيئة التي يترأسها عبد القادر بن صالح ومساعديه محمد تواتي ومحمد بوغازي. ويرى الأستاذ حريتي مدير مركز «أمل الأمة»، بعد فتح المجال للنقاش «أن النظام السياسي في الجزائر منذ 1962 قد عجز عن استيعاب جميع الجزائريين بميولاتهم وتطلعاتهم، لأنه قام بإقصاء وتهميش كل من اختلف معه، مبرزا بأنه كان مبنيا على الفساد، وبالتالي حمل بذور فناءه في طياته». وأضاف: «النظام الذي يصم آذانه عن سماع الرأي الأخر رفض وإقصاء كل من يتعارض معه يعد نظاما فاسدا»، ومن هذا المنطلق يقول المتحدث فإن النظام الحالي غير قابل للإصلاح وبالتالي لا بد من تغييره. أما مدير نشر مؤسسة «جسور للتوزيع»، منير بن مهيدي، فقد اعتبر من خلال تصريح ل«الشعب» حول المشاورات السياسية بان الحوار أكيد جيد، «خاصة عندما تفتح الأبواب وقنوات التواصل مع الكل بدون تمييز أو إقصاء، وإذا توفرت هذه الشروط فان نتائجه ستكون إيجابية». غير أن ما ينقص هذه المشاورات (التي يراها المتحدث هامة) أن الاقتراحات التي قدمت من قبل المشاركين في المشاورات السياسية لم تنشر حتى يتسن للجميع الاطلاع على فحواها، وبالتالي نقل النقاش الذي دار بين الهيئة الاستشارية والأحزاب السياسية، والحركة الجمعوية والشخصيات السياسية إلى المجتمع ككل ويكون له بعد أوسع. وأضاف في سياق متصل، بأنه لا يمكن تقييم هذه المشاورات، لأنه لا يوجد كما قال رد من طرف هيئة بن صالح من جهة، ولعدم معرفة الآليات التي تقيم بواسطتها نجاح أو إخفاق المشاورات من جهة أخرى. و فيما يتعلق بالشخصيات السياسية التي شاركت في هذا المسعى الهام جدا، قال المتحدث بان «البعض منها لها وزن سياسي وتجربة وتصور للحلول الممكنة وبالتالي بإمكانها أن تساهم بفعالية في صناعة مستقبل البلاد» .