كانت بلدية تيمزريت النائية الواقعة بأقصى شرق ولاية بومرداس محل معاينة ميدانية لوالي الولاية محمد سلماني، للاطلاع على واقع التنمية المحلية بهذه المنطقة التي تعاني منذ سنوات من تأخر كبير في تجسيد المشاريع الحيوية والمرافق العمومية الأساسية التي يتطلع إليها السكان، منها مشروع الثانوية الذي انتظره التلاميذ الذين يكابدون مشقة التنقل الى مركز الدائرة بيسر، الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى أزمة مياه الشرب التي عمرت طويلا، في انتظار إتمام عملية الربط انطلاقا من محطة تحلية المياه لرأس جنات. حزمة مشاريع عديدة استفادت منها بلدية تيمزريت قاربت 120 مشروع في مختلف القطاعات بغلاف مالي قارب 400 مليار سنتيم تمّ تسجيلها عبر البرامج التنموية والمخططات البلدية للتنمية مع تعاقب المجالس المنتخبة، لكن جل هذه المشاريع حسب المواطنين والمنتخبين واجهتها عقبات في الميدان أحيانا بسبب التهاون ونقص المتابعة، وأحيانا بسبب مشكل التمويل وغياب التنسيق بين السلطات المحلية والمديريات الولائية كمديرية البناء والتعمير والأشغال العمومية، الري، الطاقة وغيرها التي باشرت بعض المشاريع الخاصة بالتهيئة الحضرية وتعبيد الطرق لكنها لم تكتمل، لعل من أبرزها مشروع ثانوية تيمزريت الوحيدة بالبلدية التي لم تسلم لحد اليوم، والمشروع الحيوي لربط البلدية إلى جانب شعبة العامر وأجزاء من بلديات يسر، برج منايل والناصرية بمياه الشرب انطلاقا من محطة التحلية لرأس جنات، الذي انطلق منذ سنوات وينتظر التسليم في القريب العاجل. الوضعية التنموية المتعثّرة بهذه البلدية الريفية النائية، كانت محطة اطلاع من قبل والي الولاية، الذي وقف على واقع المنطقة والعمل على تحريك المشاريع المسجلة، ورفع كل العقبات على المتوقفة منها. كانت البداية بربط 590 منزل بالغاز الطبيعي كمرحلة أولى، في انتظار الشطر الثاني لربط 1223 مسكن بباقي الأحياء والقرى، ثم الاطلاع على واقع مشروع الثانوية الذي وصل إلى مراحله الأخيرة في عملية الانجاز، وخصص له غلاف مالي بقيمة 62 مليار سنتيم حسب تصريحات الوالي، الذي ركز أيضا على ملف مياه الشرب باعتباره من الملفات الحساسة لسكان المنطقة الذين يعانون من أزمة تموين حادة منذ سنوات، حيث كشف بالمناسبة “أن المشروع الطموح لربط البلدية والقرى المجاورة سيتم تسليه الصائفة القادمة لوضع حد نهائي لهذه المشكلة التي يعاني منها المواطن”. كما ينتظر سكان بلدية تيمزريت أيضا إنجاز عدد من المشاريع الأخرى المسجلة كتهيئة الطرق الولائية والبلدية وإنجاز مرافق رياضية وشبانية، الاهتمام بالمرافق الصحية وغيرها من الانشغالات التي يتطلع إليها المواطن كتوفير النقل المدرسي للتلاميذ، والاهتمام أكثر بواقع المدارس الابتدائية من حيث التدفئة والإطعام، خاصة وأن البلدية تتكون من مجموعة قرى منعزلة بحاجة إلى المزيد من الاهتمام، وتوفير الأساسيات اليومية أقلها النقل العمومي لفك العزلة اليومية.