تعاني عدة بلديات بولاية بومرداس من مشكل غياب التغطية بشبكة الماء الشروب، وتزداد المعضلة لدى سكان المناطق النائية، الذين لايزالون يتزودون بهذه المادة عن طريق اقتناء الصهاريج، وأحيانا يلجؤوون للطرق التقليدية، في الوقت الذي ينتظرون فيه استكمال مشروع تزويدهم بهذه المادة على أحر من الجمر . أحلام قاطني المناطق الحبلية بولاية بومرداس على غرار بلدية تيمزريت في تزويدهم بشبكة الماء الشروب لم تتحقق بعد، بالرغم من الوعود الكثيرة التي سيقت لهم بخصوص بعث مشروع الماء الشروب من محطة تصفية ماء البحر برأس جنات، ولا يزالون يتكبدون مشاق جلب هذه المادة الحيوية بطرق تقليدية، أوعن طريق اقتناء صهاريج المياه التي لا تسد حاجتهم لأزيد من ثلاثة أيام حيث نقلوا انشغالاتهم الى الجهات المسؤولة وانتفضوا عدة مرات ضد وضعيتهم غير أن المعاناة لم تنتهي بعد، ولا يزال الحلم قائما في رؤية حنفيات الماء داخل مساكنهم، كما أن الأمر لا يختلف كثيرا لدى سكان بعض البلديات الواقعة غرب الولاية . أما بعض المناطق وإن حظيت بنعمة الربط بالماء الشروب إلا أنها تواجه مشكل أخر والمتمثل في القنوات القديمة من الأميونت والزنك والتي تشكل خطرا على الصحة، أو قرب الخزانات المائية من المفرغات العمومية. وتبقى إشكالية تسربات المياه في الطرقات قائمة في عدة مدن ، وتزداد الظاهرة عند انطلاق مشاريع تهيئة الطرقات أو تمرير الغاز أين يتم تخريب قنوات المياه دون التحرك لاصلاحها. من جهتها فإن لجنة الري، الفلاحة، الغابات، الصيد البحري والسياحة ، رفعت عدة توصيات في الدورة الرابعة للمجلس الشعبي الولائي لحل أزمة الماء الشروب منها الإسراع في إتمام مشروع الماء الشروب من محطة تصفية ماء البحر رأس جنات إلى تيمزريت، الإهتمام أكثر وإيصال الماء الشروب إلى أخر نقطة في المناطق النائية، إلى جانب القضاء على كل حفر صرف المياه القذرة في المدن والقرى، وتجديد المضخات وشبكة التوزيع الخاصة بالسدود، كما عرضت اللجنة الصعوبات التي تواجهها المؤسسة الجزائرية للمياه لبومرداس منها التأخر في تجديد قنوات المياه، ونقص الهياكل مثل وحدات يسر، بودواو، وبغلية، كما تعاني من نقص في طاقة ضخ المياه، وغياب التنسيق مع البلديات، اضافة الى مشكل الديون المتراكمة لدى زبائنها من المؤسسات العمومية والادارية لمختلف القطاعات والمواطنين، ومشكل سرقة المياه وإتلاف القنوات، إلى جانب نقص طاقة الضخ والتخزين، وتأخر وصول الفواتير الى الزبائن ونقص الموارد المائية في بلديتي خميس الخشنة وأولاد هداج، وأوصت ذات اللجنة بوضع فرق لمراقبة سرقة المياه وإتلاف قنواتها، ورفع عدد العمال في مراكز الصيانة، وتجديد القنوات القديمة. ويذكر أن الكمية المنتجة من الماء الشروب في اليوم الواحد بولاية بومرداس قدرت ب 147 ألف متر مكعب من المياه السطحية، 41 ألف متر مكعب من المياه الجوفية، و 230 ألف متر مكعب من تحلية المياه حسب ماجاء في التقرير السابق الذكر.