نشط سليمان حاشي، المكلف بتسيير المركز الإقليمي بالجزائر لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا من الفئة 2 تحت رعاية اليونسكو، ندوة صحفية، أمس السبت، بمتحف الفنون الجميلة بالحامة، كشف فيها عن انعقاد أول اجتماع لمجلس إدارة المركز، وذلك يوم الثلاثاء برئاسة وزير الثقافة. كما سيشهد نفس اليوم افتتاح معرض “مواريث أفريقيا الثقافية غير المادية”، على أن يتواصل إلى غاية جويلية المقبل. قال حاشي في بداية عرضه، إن الرغبة في الاستفادة من تجربة المهرجان الأفريقي الثاني سنة 2009، انبثق عنها التفكير في تأسيس مركز دائم لإنتاج الثقافة الأفريقية، “نعلم أنه على مستوى اليونسكو يمكن تأسيس مراكز من الصنف الثاني حول اتفاقيات، ويقوم المركز بتجسيد الاتفاقية في الميدان”، يقول حاشي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق باتفاقية 2003 حول التراث الثقافي اللامادي، التي كانت الجزائر أول دولة في العالم تصادق عليها سنة 2004، وقد صادقت عليها اليوم 177 دولة. وقد أسست اليونسكو حول هذه الاتفاقية 7 مراكز في العالم في كل من الصين، اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، بلغاريا، البيرو، والمركز السابع هو الجزائر ويهتم بالقارة الأفريقية: “هو شرف كبير للجزائر أن تحصل على فرصة احتضان هذا المركز ليشتغل على قارة كاملة”، يقول حاشي. وقد تأسس المركز باتفاق بين الجزائر ومديرة اليونيسكو سنة 2014، وصادق عليه رئيس الجمهورية في ديسبمر 2015. والمركز مسيّر من طرف مجلس إدارة دولي، يترأسه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بحيث لكل منطقة بالقارة الأفريقية ممثل، فتونس تمثل شمال أفريقيا، ومالي غرب أفريقيا، وإثيوبيا شرق أفريقيا، والكامرون وسط أفريقيا، وناميبيا تمثل منطقة جنوب القارة. وستكون إشارة انطلاق المركز صبيحة يوم الثلاثاء 5 مارس، بانعقاد أول اجتماع لمجلس الإدارة، الذي سيتطرق إلى نصوص إنشاء هذا المركز وبرنامجه. وستشهد هذه السنة الاجتماع السنوي للمراكز السبعة سابقة الذكر بالجزائر. وفي نفس اليوم، على الرابعة مساءً بقصر الثقافة مفدي زكريا، سيفتتح معرض ضخم حول التراث الثقافي اللامادي بحضور الوزير وتيموتي كورتيس ممثل المديرة العامة لليونسكو، والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. ويشمل هذا المعرض العناصر الثقافية اللامادية المصنفة من طرف اليونسكو، وهناك 28 دولة صنفت عناصرها الثقافية اللامادية في قوائم المنظمة الدولية، ستكون معروضة في شكل لوحات مصورة كبيرة. وتحوز الجزائر على 7 عناصر ثقافية مصنفة ضمن اتفاقية 1972 للتراث الثقافي المادي، (موقع تيبازة، جميلة، التاسيلي، تمقاد، وادي ميزاب، قلعة بني حماد وقصبة الجزائر)، وكذا 7 عناصر ثقافية ضمن اتفاقية 2003 للتراث غير المادي (أهليل، الثوب النسوي للعروس التلمسانية بكل مكوناته، ركب أولاد سيدي الشيخ وهي الزيارة لسيدي الشيخ بالبيض بكل مكوناتها، سبوع القورارة، السبيبة بجانت، وفي ديسمبر الماضي كيالين الماء بتوات بأدرار، وهي مهارات ومعارف من التاريخ القديم). وخلص حاشي إلى أن احتضان الجزائر لهذا المركز جاء بعد أن أخذت المنظمة الدولية بعين الاعتبار خبرة الجزائر في مجال حفظ التراث الثقافي اللامادي والطاقات البشرية التي تحتويها.