دعا سفير العراق بالجزائر عدي الخير الله أمس، رجال الأعمال الجزائريين وأصحاب المؤسسات الاقتصادية إلى الاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة في بلاد الرافدين والمساهمة في بعث المشاريع بقطاعات السكن، الفلاحة، الطاقة، الصناعة والسياحة، كاشفا عن وجود رغبة لدى مؤسسة سيفيتال في اقتحام الأسواق العراقية ومؤسسات أخرى ناشطة في مجال الكهرباء، والأدوية ودور النشر. وقال الخير الله خلال ندوة صحفية نشطها بمعية وفد هيئة الاستثمار ذي قار الذي يزور الجزائر للترويج للاستثمار في العراق، إن الاستثمار بالعراق واعد وكبير وهذا ما جعل دول العالم تتكالب عليه، مضيفا أن الأولوية ينبغي أن تمنح للدول العربية وخاصة الجزائر. وتأسف السفير العراقي، للصور الخاطئة التي تسوقها وسائل الإعلام الأجنبية عن العراق لاسيما التهويل الإعلامي الذي بات يصاحب انفجار أي عبوة، أو حرب الطوائف التي نسجت خيوطها الفضائيات الأجنبية بامتياز، وهو الوضع الذي أدى إلى عزوف المستثمرين العرب وحتى المواطنين العاديين من زيارة العراق واكتشاف كنوزها وآخر عملية بعث الاستثمار بالمنطقة رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها. وأضاف متسائلا: كيف يتم تناقل خبر انفجار عبوة مهما كان صغر حجمها في أكثر من قناة بسرعة البرق، في حين اتفاقيات التنقيب عن النفط مع دول أجنبية يتم تجاهلها؟. وأردف قائلا: مثل هذا الوضع ترك الجزائر تبقى متحفظة في موقفها مع العرق ما جعلنا نفكر في تركيا، الأردن، السعودية وغيرها من الدول غير الأفريقية. وأشار الخير الله، إلى أن العراق بإمكانه أن يكون سوقا واعدة في الكثير من القطاعات على غرار قطاع السكن، الفلاحة، الطاقة، السياحة، الصناعات الغذائية، الأدوية، وهو ما يفتح أبواب الاستثمار على مصراعيه أمام المستثمرين سواء كانوا أفراد أو مؤسسات. وكشف السفير العراقي، عن وجود رغبة لدى بعض المؤسسات والشركات الجزائرية الاقتصادية للاستثمار في العراق على غرار مؤسسة سيفيتال، شركة المولدات الكهربائية عميمر اينارجي، وشركات أدوية لم يسميها، والقرطاسية. ولم يستعبد الخير الله، إقامة نادي لرجال الأعمال الجزائريين والعراقيين ولكن بعيدا عن المظلة الحكومية، لأن الأمور توحي إلى أن الوقت غير مهيأ أو مبكر للتفكير في إنشاء غرفة للتجارة تجمع البلدين على اعتبار أن الجزائر مازالت ترى بأن العراق في وضع حرب، ناهيك عن عدم تحمس الاقتصاديين وهذا ما قد يؤخر تحقيق هذه الخطوة. من جهته أكد رئيس هيئة الاستثمار ذي قار العراقي الدكتور لؤي الخير الله، أن العراق بحاجة إلى رؤوس الأموال ولكن العربية وليست الأوربية أو الأمريكية مشيرا إلى أن سوق بلاد الرافدين خصبة للاستثمار في جميع المجالات بدء من الفلاحة، وصولا إلى الصناعة والطاقة وغيرها من المجالات الحيوية التي يمكن للجزائريين أن يقيموا مصانع أو وحدات صناعية فيها. وأضاف أن "الدعوة مفتوحة لرجال الأعمال والمستثمرين للاطلاع على الفرص المتاحة في العراق، لاسيما بعد أن قررت الحكومة التفتح على العالم في مجال الاستثمار حيث شرعت قوانين لتشجيع المستثمرين على الحضور إلى العراق. وفي هذا السياق، أبرز صادق المهندس أن قانون الاستثمار العراقي الذي شرع سنة 2006، وضع امتيازات وتسهيلات لجذب المستثمر العربي والأجنبي للاستثمار في العراق ومن تلك التسهيلات، حق تمليك الأرض الذي أقيم عليها المشروع لغير العراقي، مع إمكانية تمديد الاستثمار لأكثر من 50 سنة، منح الحق للمستثمر في تحويل رأسماله وأرباحه بحرية وإدخال العمالة غير العراقية وتحويل هذه العمالة لأموالها والحصول على الإقامة وإدخال رأس المال من الخارج لإقامة المشاريع وإخراجها دون قيود، كما يحق له جلب العمالة غير المحلية والاستفادة من إعفاءات ضريبية لمدة 10 سنوات قابلة للتمديد إلى 15 سنة. وعن سؤال حول إمكانية اتخاذ إجراءات أمنية خاصة لحماية المستثمرين الأجانب على اعتبار أن المشكل الأمني يعد أحد الإرهاصات بالمنطقة، قال رئيس هيئة الاستثمار ذي قار العراقي أن الحكومة العراقية لن تتوانى في توفير الحماية اللازمة لأي مستثمر في حال طلب ذلك، ورغم ذلك استبعد أن يطلب المستثمر الحماية لأن الوضع حسبه مغاير لما تبثه وسائل الإعلام الأجنبية، حتى أن الكثير من المستثمرين الأجانب تنازلوا عن فكرة الحماية الأمنية بمجرد مرور شهر عن طلبهم بعد أن لاحظوا استتباب الأمن. جدير بالذكر أن وفد هيئة الاستثمار ذي قار المتواجد في الجزائر منذ يومين، سيقوم بزيارة مؤسسات وشركات جزائرية خاصة وعمومية بعد أن تعذر عليه افتكاك لقاء مع غرفة التجارة أو الوزارة حيث قال السفير العراقي أنه راسل وزارة الخارجية الجزائرية لترتيب اللقاءات غير أن تأخر الرد حال دون ذلك، كما أدى غياب رضا حمياني رئيس منتدى رؤساء المؤسسات إلى إلغاء اللقاء الذي كان مبرمج مع هذا المنتدى.