انتهت مأدبة إفطار دبلوماسية على شرف المقاولين الجزائريين، أقامها السفير العراقي الجديد في الجزائر العيد خير الله، أبدى خلالها كبار المقاولين الجزائريين استعدادا للمشاركة في إعمار العراق وعلى رأسهم شركة سيفيتال التابعة لمجمع رجل الأعمال البارز اسعد ربراب· لم يمر على موافقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على أوراق اعتماد السفير العراقي، العيد خير الله في الجزائر أكثر من شهرين، حتى بدأ الأخير في ممارسة مهامه ونشاطه بكل قوة وحزم، إذ يعكف السفير الجديد في مهمة مغايرة من حيث الجوهر لكل المهمات الدبلوماسية السابقة، على تجديد العلاقة بين عراق ما بعد صدام والجزائر، وهي المهمة المماثلة التي يقودها نظراؤه في دول عربية، بهدف محو الأفكار السلبية السائدة بخلفية ''عراق عربي حررته أيادي الغربي''· وكان أول اتصال للسفير الجديد مع أسرة المال والأعمال الجزائريين، لحمل هذه الفئة المؤثرة في الاقتصاد على مساهمتها في إعمار العراق ونقل التجربة الجزائرية إلى منطقة تتجه نحوها كل أنظار العالم، إذ نقلت مصادر مؤكدة عن لقاء السفير بالمقاولين الجزائريين، قوله أيضا بأن المناخ الاستثماري من الناحية المادية والتجربة مشجع جدا للمقاولين الجزائريين، وأن السلطات العراقية قررت فتح الأبواب أمام العرب بأولوية من إعادة بناء العلاقات على أنقاض الدمار الذي خلفته فترة الحرب ضد نظام صدام حسين''· ونقلت المصادر أيضا ل ''لجزائر نيوز''، بأن المقاولين الجزائريين كان لديهم هاجسا واحدا من خلال الانشغالات والأسئلة التي طرحوها على السفير العراقي، وتخص مناخ الاستثمار في ظل الأوضاع الأمنية الحالية التي تتداولها وسائل الإعلام، إذ طمأن السفير بأن الأوضاع الأمنية حاليا تراجعت بكثير مما كانت عليه خلال وبُعيد سقوط النظام السابق، واعتبر رئيس البعثة الدبلوماسية العراقية في الجزائر خلال رده على ذلك بأن ''هناك تضخيم ما حول الأوضاع الأمنية الموجودة في العراق من الناحية الإعلامية وأن الواقع هو شيء آخر''· وأكدت مصادرنا أيضا بأن السفير العراقي ما كان له أن يُنظم لقاء من هذا النوع لو لم يكن لديه الضوء الأخضر من الحكومة العراقية التي يقع على عاتقها توفير عامل الأمن لضمان إقبال المستثمرين· وتفيد المعلومات كذلك بأن اللقاء الذي جمع السفير بالمستثمرين يتقدمهم مسؤول رفيع في مجمع اسعد ربراب وممثلا لفرعها سيفيتال، ورضا حمياني عن منتدى رؤساء المؤسسات وكذا سيدات أعمال، كان لقاء هاما بالنسبة للطرف العراقي لجس نبض فئة مهمة في الجزائر وكيفية رؤيتها حاليا إلى العراق، كما كانت المناسبة أيضا مهمة للجزائريين من حيث أن المحطة العراقية بإمكانها توسعة وفتح مجالات الاستثمار أمامهم في المنطقة برمتها وتعزيز تجاربهم في هذا المجال، وبالمناسة· تعرف المستثمرون الجزائرين أيضا على أهم المجالات المتاح الاستثمار فيها بالعراق· وتضيف مصادرنا أنه من المحتمل أن تُتوج في القريب العاجل زيارة لوفد رسمي من وزارة الاقتصاد أو غرفة الصناعة والتجارة العراقيين من أجل ترسيم العرض بين الحكومة العراقية والمقاولين الجزائريين· هذا، وكان الاتصال الرسمي الثاني من نوعه بين السفير العراقي والجزائر من خلال قناة الإعلام، حيث التقى عدد منهم وأعرب عن أمله في تتويج اللقاء بتبادل زيارة رسمية لوفدين إعلاميين للبلدين للوقوف على حقيقة العراق اليوم، تاركا المبادرة في ذلك للفدرالية الوطنية للصحفيين الجزائريين التي ألقى باسمها الأمين العام عبد النور بوخمخم كلمة نالت إعجاب السفير، لما لمسه فيها من إرادة وذود القلم الجزائري عن الشعب العراقي في محنته·