يعد التكوين من أولويات المسؤولين على شؤون الكرة الجزائرية حاليا من أجل ترقية مستوى الأداء و منح مناخ مناسب للاعبين الشبان من أجل إبراز مواهبهم، خاصة و أن كرتنا تأثرت كثيرا من قلة اللاعبين ذوي المستوى العالي في السنوات الماضية، و نسبة قليلة من العناصر التي تمكنت من الوصول الى المنتخب الوطني الأول . تحدثنا عن البرنامج الطموح والمنهجي ل « الفاف» حول التكوين مع المدير الفني الوطني عامر شفيق الذي نزل ضيفا على جريدة «الشعب»، و الذي أعطى الخطوط العريضة لعمل المديرية الفنية في هذا المجال، لا سيما و أنه يملك كفاءات كبيرة من خلال مسيرته كلاعب و كذا مؤطر لسنوات طويلة بعمله مع عدد من التقنيين على مستوى المديرية الفنية على غرار زوبة، ايغيل، عمارة، تيكانوين، سعدان، شارف.. أين كان عضوا فعالا في مديرية التكوين . أولويات الفيفا والكاف .. عن الأهداف التي تم وضعها للوصول الى نتائج ملموسة على الميدان، يقول عامر شفيق : « نعمل على تحقيق الأهداف المسطرة في مجال التكوين ولو بصفة أخرى .. كمسؤول أول بالمديرية الفنية الوطنية، فإن النقطة الأساسية تمكن في ضرورة النهوض بكرة القدم القاعدية أو ما يسمى بمدارس كرة القدم لأن الاتحادية الدولية و كذا الكونفدرالية الافريقية يجعلان من كرة القدم القاعدية من الأولويات ، والتي تخص اللاعبين من 6 الى 12 سنة» في هذا الإطار، أشار محدثنا الى نقطة جد مهمة في تحليله للوضعية ومن خلالها عدم وصول الكرة الجزائرية الى نتائج معتبرة في مجال التكوين، حيث قال : « في السنوات الأخيرة لمسنا تأخرا في التكوين بالنسبة للاعب ب 6 أو 7 سنوات كون هذا اللاعب ينطلق في مرحلة التكوين في سن ال 13 سنة ، و هذا غير منطقي تماما .. والكل يتفق على أن جيل السبعينات و الثمنينات كان يتكوّن من خلال كرة القدم التي يمارسها في الشارع منذ الصغر والتي تعطيه أشياء أساسية يتم صقلها بعد ذلك في النادي» .. يضيف عامر شفيق: « يحمل مشروعنا و خارطة الطريق المعتمدة على التكوين بطرق علمية و بتأطير جيد من المديرية الفنية، وذلك بمناهج علمية من طرف مؤطرين تسمح للشبان الحصول على أدوات أساسية، ونسمي هذه العملية كرة القدم المصغرة، لأن الفيفا تؤكد في برامجها لجميع الاتحاديات هذه المنهجية ضمن هذا المشروع الكبير للهيئة الكروية العالمية و تدعيمها لكل الاتحاديات في ميادين التكوين للكرة القاعدية، الكرة النسوية، كرة القدم داخل القاعة، الكرة الشاطئية حيث أن الفيفا تقدم إمكانيات ضخمة للنهوض بهذه الاختصاصات. مرافقة المدارس الكروية يمكن القول أن هذه الإستراتيجية ستعطي ثمارها في المستقبل القريب، لا سيما و أن شغف الجزائريين بكرة القدم معروف و ما انتشار الكثير من المدارس الكروية لخير لدليل على ذلك، و يقول ضيف «الشعب»: « نسعى الى تحسين التكوين بالمدارس الكروية حيث أن ذلك يتجسد في النقطة الأولى المتعلقة بإحصاء و تسجيل المدارس الموجودة حاليا، حيث أننا في الماضي القريب لم تكن معروفة، و الى غاية اليوم فإن هناك 340 مدرسة مسجلة لدى الفاف تقوم بتكوين الأطفال انطلاقا من سن السادسة .. وهذه المدارس تشتغل الأن، بحسب مفهومها الخاص «. يؤكد عامر شفيق أن عملية التسجيل هي المرحلة الأولى في هذا المشروع الكبير و تتبعها خطوات أخرى ستجسد على الميدان، قائلا : « سننظم بعد ذلك البطولة الوطنية للمدارس الكروية في جويلية القادم تجمع بين الفرق المتأهلة في البطولات الجهوية و التي تخص فئة 10 الى 12 سنة ، و مشروعنا على المدى المتوسط يخص فئتي من 8 الى 10 سنوات و كذا من 6 الى 8 سنوات .. و ستكون هذه المرحلة متبوعة بمرحلة أخرى تخص منح هذه المدارس لبرامج المديرية الفنية الوطنية و تكوين المكوّنين، و يمكنني الإشارة الى ضرورة الاستثمار في كرة القدم في المدرسة لأن شريحة كبيرة من الأطفال موجودة بالمدرسة و من الضروري تهيئتها لمراحل قادمة والتنقيب على المواهب، لأننا لاحظنا أن الرياضة الجزائرية بصفة عامة تأثرت كثيرا لعدم وجود التكوين في المجال الرياضي، بداية من سن السادسة و الانتظار الى غاية سن 13 سنة» . أول بطولة وطنية لمدارس كرة القدم في جويلية القادم عن مراكز التكوين ل «الفاف «، قال المدير الفني الوطني : « من المنطقي أن يكون التكوين بالنسبة للاعبين على مستوى الأندية، وهذا ما نلاحظه في البلدان المتقدمة، لكننا لاحظنا من خلال عملية الانتقاء للمنتخبات أن مستوى اللاعبين متواضع .. ولذلك ، فان رئيس الفاف أراد أن يستثمر في تجربته الناجحة لأبعد الحدود في نادي بارادو من خلال مراكز التكوين للفاف .. و قد تكون هذه المراكز للامتياز، لأن اذا أردنا أن نصل الى نتائج كبيرة فإن على الأندية التي تركز على التكوين .. في هذا الإطار، أشير الى أن أول أكاديمية للفاف سترى النور في سبتمبر القادم ببلعباس و التي تخص الأطفال المولودين سنوات ..200' ، 2005 ، 2006 يشرف عليهم خبير اسباني « . ولذلك، فإن مخطط الفاف في مجال التكوين يسير وفق استراتيجية بدأت تتجسد على الميدان وستعطي ثمارها في القريب لترقية أداء اللاعبين و انتظار بروزهم و التحاقهم بمختلف فئات المنتخب الوطني الى غاية الأكابر .. الى جانب تحسين أداءهم ضمن الأندية للرفع من مستوى البطولة الوطنية .