لم يكف المضاربون عشية الشهر الفضيل عن الرفع من سقف أسعار الخضر والفواكه، مقارنة بتلك المعتادة في موسمها لكثرة الإنتاج والعرض ولو بشكل متفاوت، وأحيانا طفيف، لكن عبر الأسواق الشعبية التي تضعف فيها القدرة الشرائية ويطلق عليها البعض اسواق الرحمة. وبالموازاة مع ذلك مس جشع بعض التجار حتى المواد الغذائية المسقفة والمدعمة، بحجة أن اصحابها، اقتنوها من سوق الجملة بسعر أعلى نظرا للنوعية الجيدة للسكر، أو الزيت، وما إلى غير ذلك . سجلت الأسعار في اسواق الخضر والفواكه، كالعادة عشية حلول شهر رمضان، وخلال الساعات القليلة الأخيرة ارتفاعا في اسعار بعض المواد الأساسية، على غرار«الكوسة» و«الطماطم» و«الفلفل» و«الجزر»، حتى عبر الأسواق الشعبية، على غرار باش جراح، و«مارشي طناش» ببلوزداد، فسعر الطماطم على سبيل المثال لم ينزل عن سقف 60 دينار، وكما أكدته لنا فاطمة (58 سنة) ربة بيت، فإنها اعتادت إقتناء هذه الخضر من السوق الشعبي أي من على أرصفة السوق الموازية بسعر لا يتجاوز 30 دينار، بينما عشية رمضان يتضاعف السعر مرتين في سوق الرحمة كما وصفته وأضافت تقول في سياق متصل: «فما بالك في الأسواق التي تعرف الإلتهاب» . ولم تخف ذات السيدة امتعاضها من قلة حيلتها حيال ما يتسبب فيه المضاربون حيث أوضحت تقول: حتى «الفريك» في ايام السنة تباع في سعر وعندما يقترب رمضان ترتفع بجميع أنواعها من الجيد إلى الرديئ، وتساءلت عن سر الحرية التي يتمتع بها السوق على اعتبار أن التاجر وحده من يقرر تحديد الاسعار حتى وإن كان الطلب على السلع كبيرا، لان التاجر عندما يضمن الإقبال يشعل الأسعار ليدر عليه الربح السريع والوفير في وقت قياسي . من جهته السيد مجيد موظف وأب لخمسة أطفال، تعجب من إرتفاع سعر البطاطا والجزر في سوق باش جراح إلى سقف 60 دينار، وقال لو لم يكن شهر رمضان لما تعدت الجزر سقف 40 دينار والبطاطا 35 دينار، ووجدناه قد آثار شراء الفلفل عندما وجد سعره 70 واعتبره كماليا بالنظر إلى حاجته للكوسة والبطاطا والطماطم بدرجة اولى لأن راتبه لا يتعدى 20 دينار . وتأسفت السيدة صبرينة من لهيب اسعار الثوم والليمون الذي كما قالت تعدى الحدود داعية إلى تكريس رقابة حقيقية حتى لا تستنزف جيوب المواطن. وبسوق علي ملاح وفرحات بوسعد اشتكى المواطنون من مختلف الشرائح من ارتفاع سعر الخس الذي قفز فجأة من 90 إلى 140 دينار للكيلوغرام نظرا لقلة الإنتاج كما أرجعه بعض تجار التجزئة بسوق علي ملاح ويتعلق الأمر بكل من سيد علي وبوعلام. ولم تستقر اسعار الفواكه الجافة كما عهدناها حيث لم ينزل سعر المشمش الجاف عن سقف 800 والبرقوق والعنب 40 دينارا أما اللوز وصل حتى سعر 75 دينار. وبالمقابل هناك من يرى ببعض الأسواق الشعبية على غرار باب الوادي والكاليتوس أن أسعار بعض الفواكه بها معقولة بالنظر إلى الخضر حيث لم تلتهب فالموز سعره ما بين 140 دينار إلى 80 دينار، والتفاح الجزائري بعدما ظل طيلة فصلي الشتاء والربيع ملازما لسقف 18 دينار عرف تدحرجا إلى 100 دينار . وبدورها اللحوم ارتفحت بشكل ملحوظ خاصة البيضاء منها فعلى غرار الدجاج ارتفع من 200 دينار إلى 350 دينار، ولم تنجو من لهيب الأسعار المواد المدعمة على غرار السكر والزيت بحجة ان ذاك السكر أو تلك القارورة من الزيت مستوردة بل هناك محلات بعيدة عن الرقابة لا تحترم التسقيف، والكثير من المواطنين اشتكوا عدم استقرارها فالفارق دائما موجود ب10 إلى 20 دينار. وعرفت أسواق الخضر والفواكه عطلة نهاية الأسبوع اكتظاظا كبيرا من المقبلين امام الوفرة الكبيرة للسلع، وهناك من فضل الإقتناء بكميات قليلة لتغطية اليومين الأولين ثم الإنتظار حتى تنخفض الأسعار على الأقل إلى سعرها الموسمي الذي تعود الجميع إقتنائها به. واستاء بعض الجزائريون الذين تعودوا على الإكتواء بجشع التجار في المواسم خاصة مع حلول رمضان من تكريس ثقافة إلهاب الأسعار رغم وفرة الخضر، وقالوا اليوم ليس لهم حجة مثلما تعودوا إيهام الآخرين بها وظهروا على حقيقتهم. يذكر ان الحكومة كانت قد رفعت من توفير حصة مسحوق الحليب لفائدة المحولين خلال شهر رمضان ب15 بالمئة، وينتظر ان يزيد انتاج هذه المادة إلى 5,2 مليون لتر يوميا بزيادة سبعمائة ألف لتر مقارنة بالمرحلة السابقة، اما نسبة توفير الحبوب سترتفع بنسبة 10 بالمائة .