بما أن اللون الأخضر يرمز للسلام والخير ويضفي على النفس الشعور بالارتياح والسكينة، أبت جريدة «الشعب» إلا أن تساهم في ترسيخ قيم وثقافة غرس الأشجار لدى أبناء الوطن في مبادرة تشجير أطلقتها بالتنسيق مع مديرية الغابات بالعاصمة بإحدى الأراضي بغابة باينام التي تعرضت إلى الحرق في فترة التسعينات والتي ساهم عمال الجريدة في إعطائها الحياة من جديد. وسط أجواء رائعة بمشاركة مصالح الغابات بباينام، قام طاقم جريدة «الشعب» من مسؤولين وصحافيين وكافة عمال الجريدة بغرس حوالي 150 شجرة على مستوى غابة باينام مساهمين في توعية وتحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على الثروة الغابية وحماية البيئة والطبيعة. وشكلت الالتفاتة الطيبة التي بادرت بها جريدة «الشعب» فرصة هامة لترسيخ قيم ومعاني غرس الأشجار لدى الجميع، خاصة أن عمال الجريدة حضروا إلى غابة باينام رفقة عائلاتهم وأطفالهم الذين شاركوا في عملية التشجير واستفادوا من معلومات قيمة حول فوائد غرس الشجرة وأهمية الحفاظ عليها، وهي التي تساهم في تنقية الهواء وإضفاء منظر حضاري على الثروة الغابية في الجزائر. هذه المبادرة التف حولها الصغار والكبار، فكانت درسا من دروس البيئة والطبيعة لجيل الغد، صور رصدناها بكثير من الفرحة والسعادة لدى هؤلاء، وهم يقومون بالحفر والغرس والسقي تحت تشجيعات الأولياء والزملاء وأعوان مصالح الغابات الممزوجة بالنصائح والإرشادات الهامة التي سترسخ في أذهانهم وستزيدهم وعيا بأهمية الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي. وأجمع طاقم جريدة «الشعب» الذين شاركوا في المبادرة رفقة عائلاتهم على أهمية هذه الالتفاتة الطيبة التي أكسبتهم شحنة إيجابية، كون الاخضرار لديه وقع على الجانب النفسي للإنسان وغرس شجرة بنية صدقة جارية تشعر الشخص بالارتياح، مؤكدين أنها مبادرة تهدف أيضا إلى توعية المواطنين بأهمية الاعتناء بالغابة وترسيخ قيم وثقافة غرس الأشجار لدى أبناء الوطن. وبالمناسبة قالت الرئيسة المديرة العامة لجريدة «الشعب» أمينة دباش إن غرس الأشجار في هذه القطعة الأرضية التي تعرضت إلى الحرق في التسعينات أعطاها حياة جديدة وبعث الأمل في الحصول على فضاء أخصر بعيدا عن الأسمنت الذي غزى الأماكن والفضاءات الخضراء، داعية المسؤولين إلى إلزامية فرض غرس الأشجار في مختلف الأحياء السكنية الجديدة والمناطق العمرانية قبل وضع حجر الأساس. وأضافت دباش أن الشجرة تثبت انتماءنا للوطن الذي يجب علينا الحفاظ عليه والسهر على ضمان سلامته، مؤكدة على أهمية إطلاق مبادرات التشجير التي لا يجب أن لا تقتصر على العاصمة فحسب وإنما على مستوى جميع ولايات الجزائر،ما سيزيدها حتما بهاء وجمالا ومنفعة. من جهته، استحسن مفتش رئيس الغابات ورئيس مكتب حماية الثروة الغابية على مستوى مقاطعة غابات باينام بن يحي يوسف مبادرة التشجير لجريدة «الشعب»، مؤكدا على تشجيعه لمثل هده الحملات التطوعية التي من شأنها أن تساهم في تجنيد الجميع للحفاظ على الثروة الغابية التي ليست ملكا لرجال الغابات وإنما للشعب كذلك. ودعا بن يحي وسائل الإعلام من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية إلى القيام بمثل هذا المبادرات التطوعية، نظرا لدورهم الفعال في التوعية والتحسيس بضرورة الاعتناء بالطبيعة والحفاظ على الثروة الغابية من مختلف الأضرار التي تتعرض إليها خاصة ما تعلق بالحرق وتراكم النفايات ما يفقدها طابعها وقيمتها الحقيقية. واغتنم الفرصة ليكشف عن مجهودات محافظة الغابات لولاية الجزائر، موضحا أنه تم تسطير برنامج سنوي ينطلق من 25 أكتوبر إلى21 مارس يتم خلاله إطلاق حملة غرس أشجار واسعة بمشاركة جميع المواطنين والجمعيات والمدارس والإدارات. ورحب بن يحيى بجميع المبادرات الني تهدف إلى حماية الغابة والحفاظ عليها،معربا عن أمانيه في أن يتحمل جميع المواطنين مسؤولية الحفاظ على جمال ومنظر الغابة الذي يعد صورة الجزائر من خلال جمع القمامات في أكياس بعد التنزه وتفادي الحرق الذي يمكن أن يتسبب في كارثة كبيرة، مشيرا إلى أن غابة باينام تتوفر على مساحة قدرها 504 هكتار.