سارع القائمون على التلفزيون الجزائري قبيل حلول الشهر الكريم إلى عرض برنامج القنوات الوطنية، حيث قيل عنه أنه ثري ويتنوع بين الدراما والفكاهة والبرامج التربوية والدينية على وجه الخصوص.. يلجأ أغلب الجزائريين خلال رمضان إلى الالتفاف حول التلفزيون الجزائري، ويفضل الكثيرون مشاهدة البرامج والحصص والأفلام الدينية، هروبا مما تحمله الدراما العربية المسيطرة على القنوات الوطنية من مساوئ. لكن الواقع الذي يفرضه التلفزيون على المشاهد أقوى من رغباته، حيث وجد البعض أنفسهم مجبرين على مشاهدة ما لا يرغبون فيه وآخرون يحولون الوجهة نحو القنوات التي تولي اهتماما بمثل هاته البرامج. ورغم أن التلفزيون الجزائري برمج خلال الشهر الكريم مسلسلا دينيا واحدا، إلا أنه أكل عليه الدهر وشرب حيث تم بته في مختلف القنوات العربية السنة الماضية، لتتكرم الجزائر رمضان الحالي وتعرضه على المغبون على أمره ألا وهو مسلسل ''القعقاع بن عمر التميمي''، والأدهى من ذلك أن القائمون على البرمجة ولكثرة اهتمامهم بالأمور الدينية وبالشهر الفضيل أبوا إلا أن يبث ''القعقاع'' ما بين الساعة الواحدة والثانية صباحا، حين يخلد الأغلبية إلى النوم، علهم يستمتعون في منامهم بسيرة الصحابي الجليل، على أن يشاهدوه على القنوات الوطنية التي يساهم القائمون عليها بشكل كبير في هجران مشاهدتها، ويبقى المشاهد الجزائري يتحسر على أيام الخوالي، كونه لا يمكن إنكار أن التلفزيون الجزائري كان يقدم مسلسلات دينية قمة في العطاء دون نسيان أبو حنيفة النعمان والطبري وغيرهم.. واليوم وفي شهر العبادة أضحى هذا النوع من البرامج آخر اهتمامات المسؤولين، حيث يتم برمجتها في أخر الليل شاهدها من شاهد وامتنع عنها من أمتنع، وكأن هذه المسلسلات لا قيمة لها أو تافهة، أين تمنح الأولوية للدراما أو الحصص الفكاهية، على حساب الدينية التي تلقى اهتماما كبيرا من قبل المشاهد الجزائري، الذي وجد نفسه أمام قناة لا تلبي ذوقه، وإن لبته فمع بزوغ الفجر، حيث ما يعاب على التلفزيون الجزائري أيضا هو التوقيت السيئ للبرامج، فإلى جانب مسلسل ''القعقاع''، الذي يروى سيرة الصحابي الجليل ''القعقاع'' من إخراج المثني صبح، بمشاركة نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية من بينهم سلوم حداد، قيس الشيخ نجيب، باسل خياط، مني واصف وآخرون، لا يفهم سبب بث سلسلة ''العلماء بأرض الإسلام'' دقائق قبل الإفطار، بالرغم من أنها ذات فائدة، إذ تهتم بأهم العلماء الذين عرفتهم الحضارة الإسلامية، ليبقى السؤال مطروحا ''لمن تبث؟''، حيث الجميع مشغولون بمائدة الإفطار، اللهم إن كانت موجهة فقط إلى العنصر الرجالي دون النساء. ويبقى هذا حال التلفزيون الجزائري، الذي لا يفهم إلى حد الآن سبب رداءة البرمجة، فهل يهدف القائمون عليه إلى كسب المشاهد أم مساعدته على هجرانه.