تتزين القنوات العربية خلال شهر رمضان بأجمل حلة تصنعها المسلسلات التلفزيونية التي يتم إنتاجها خصيصا بمناسبة هذا الشهر الكريم· والمشاهد الجزائري أيا كان جنسه أو سنه أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها، لديه ما يفضله من برامج تخفف عنه مشاق شهر كامل من الصيام· وخلال هذا الاستطلاع الذي قامت به ''الجزائر نيوز'' أردنا التعرف على أهم البرامج التي يفضل الجزائري مشاهدتها مع عائلته حول مائدة الإفطار· الالتفات إلى التلفزيون الجزائري عادة من عادات الجزائريين في رمضان خلال الاستطلاع الذي قادنا إلى أشخاص من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية وفي مختلف الجنسين، أجمع معظم المواطنين الذين سألناهم على أن برامج التلفزيون الجزائري هي وجهة الصائمين الجزائريين خلال شهر رمضان، خصوصا فيما يتعلق ببرامج ما بعد الإفطار· فمعظم الجزائريين يتابعون السكاتشات والحصص الفكاهية والمسلسلات الدرامية التي تبث بعد الإفطار، أيا كانت اهتماماته أو انشغالاته، وهي الفترة الوحيدة التي يتمكن فيها أصحاب المحلات الذين يعودون إلى النشاط بعد الإفطار والذين يؤدون صلاة التراويح، من مشاهدة التلفزيون والترويح عن أنفسهم بعد يوم كامل من الصيام· وإلى جانب هذا، تعوّد الجزائري على الاجتماع على مائدة رمضان رفقة العائلة كاملة تجمع بينهم برامج القناة الجزائرية، وأصبحت مشاهدة القناة الجزائرية في رمضان عادة من عادات هذا الشهر بالرغم من تواجد قنوات عربية تتنافس للحصول على أكبر عدد من المشاهدين خاصة في هذا الشهر الكريم· المسلسلات الرمضانية تستهوي النساء أكثر من الرجال أظهر الاستطلاع الذي قمنا به في شوارع العاصمة أن فئة قليلة من الرجال تهتم بمشاهدة المسلسلات الدرامية والفكاهية خلال شهر رمضان، على عكس النساء اللواتي أحصين أعداد كثيرة من عناوين المسلسلات التي واضبن عليها خلال الشهر الكريم· وقد حصلنا على بعض التفسيرات المتعلقة بهذا الفارق في المشاهدة، وكانت الأسباب متعددة، فالبعض من الرجال الذين سألناهم أكدوا بأنهم خلال شهر رمضان يمضون فترة ما قبل الإفطار في النوم للهروب من مشاق الصيام، أما بعد الإفطار فيخرج الكثير منهم لتمضية السهرة مع الأصدقاء أو للمسجد من أجل صلاة التراويح· ولهذا فنسبة المشاهدة لدى الرجال منخفضة مقارنة بالنساء اللواتي يقسمن أوقاتهن بين المطبخ وصالة التلفزيون· رجال يفضّلون البرامج الرياضية والأفلام الأجنبية أظهر الاستطلاع الذي قمنا به مع بعض المواطنين أن الكثير من الرجال يفضلون مشاهدة البرامج الرياضية في القنوات العربية والأجنبية خلال السهرة، فالكثير ممن سألناهم قالوا بأنهم يخرجون مباشرة بعد الإفطار بدون مشاهدة المسلسلات التلفزيونية ما عدا السكاتشات في بعض الأحيان، ليعود بعض الرجال خلال السهرة إلى المنزل للاستمتاع بالبرامج الرياضية والأفلام الأجنبية التي تبث عبر القنوات المشفرة وغير المشفرة· قلوب الجزائريين تنفتح ل ''باب الحارة''·· رجالا ونساء أكد معظم من سألناهم خلال هذا الاستطلاع بأنهم شاهدوا المسلسل السوري الدرامي ''باب الحارة'' الذي يعتبر من روائع المخرج بسام الملا· وقد صرح الكثير منهم من رجال ونساء بأنهم شاهدوا المسلسل بأجزائه الثلاثة، كون قصة المسلسل قريبة جدا إلى ما عاشه أو يعايشه المجتمع الجزائري· والمسلسل يحكي قصة اجتماعية لعائلات سورية تعيش في أحد أحياء مدينة الشام وأزقتها وبالتحديد في حارة الضبع في الفترة العشرينيات من القرن الماضي، وهو يطرح بطريقة ميلودرامية اجتماعية مشوقة، قصص تمثل واقع الحياة اليومية مع خلفياتها التاريخية وارتباطها بأحداث سياسية في تلك الحقبة، ويجسد شخصيات اتسمت بالخير والشر والانتماء والوطنية· الماكثات بالبيت أكثر وفاء للبرامج الرمضانية من العاملات أظهر الاستطلاع الذي قمنا به فارق المشاهدة والاهتمام بالمسلسلات الرمضانية في الجزائر، حيث وجدنا أن المرأة العاملة لا تجد متسعا من الوقت من أجل الاستمتاع بهذه البرامج التي تتزين بها شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان، خصوصا المرأة المتزوجة والأم العاملة، فالعمل يأخذ الكثير من وقتها لتنتقل إلى مشاق المطبخ التي يترصدها في البيت بعد مشاق العمل طوال النهار، وإن وجدت هذه المرأة متسعا من الوقت فلن يكون إلا بعد فترة الإفطار· أما المرأة الماكثة بالبيت فالبرامج الرمضانية تملأ وقت فراغها الطويل في المنزل وهي صائمة، فتنتقل خلال جلوسها أمام التلفزيون من قناة إلى أخرى ومن مسلسل إلى آخر حتى وقت الإفطار، لتنتقل بعد ذلك إلى برامج ما بعد الإفطار التي تستمتع بها خلال السهرة· الجمهور الجزائري متفتح على كل اللهجات وذواق لكل الطبوع الاستطلاع الذي قمنا به من أجل التعرف على ذوق المواطن الجزائري من الدراما والمسلسلات الرمضانية، أثبت أن المشاهد الجزائري ذواق لكل الطبوع والإنتاجات الفنية في رمضان من مسلسلات فكاهية ودراما ومسلسلات تاريخية ودينية وبدوية· والكثير ممن سألناهم ذكروا لنا العديد من الأسماء لمسلسلات جزائرية وسورية ومصرية وسعودية وكويتية··· وغيرها من المسلسلات الناطقة بمختلف اللهجات، والتي واضب بعض المشاهدين على مشاهدتها· وبالنسبة للسنة الماضية، عرفت بعض المسلسلات إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين باختلاف لهجاتها وطبوعها على غرار المسلسل السوري ''باب الحارة'' والمسلسلات المصرية ''اسمهان'' و''بعد الفراق'' و''شرف فتح الباب'' والمسلسل الكويتي ''شر النفوس'' والمسلسل السعودي ''بيني وبينك''··· وغيرها، إلى جانب المسلسلات الجزائرية مثل ''قلوب في صراع'' و''عمارة الحاج لخضر'' و''جمعي فاميلي''· الجزائريون يفضّلون الفكاهة في رمضان من خلال الاستطلاع الذي قمنا به في شوارع العاصمة، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن جل الجزائريين يفضّلون المسلسلات الفكاهية والسكاتشات في رمضان من رجال ونساء وأطفال وشيوخ، جميعهم يفضّلون الاستمتاع بلحظات من الضحك التي تجمع بين مختلف أفراد الأسرة· وقد كان الإجماع في الرأي لدى الأشخاص الذين سألناهم على تتبعهم ولو لمسلسل فكاهي جزائري واحد على الأقل خلال شهر رمضان، وذلك للترويح عن أنفسهم بعد مشاق يوم كامل من الصوم·