تعيش مصالح الاستعجالات بالمستشفيات إقبال كبير للمرضى في رمضان، وهذا ما جعل «الشعب» تقوم بإجراء استطلاع في إحدى المستشفيات بالعاصمة ويتعلق الأمر بمستشفى بشير منتوري بالقبة الذي يستقبل 120 مريض يوميا الذي اخترناه كعينة للاطلاع على مستوى الخدمات وكيفية التكفل بالمترددين عليه خلال الشهر الفضيل، وقد سجلنا انطباعات المواطنين عن الخدمات الصحية التي تقدم هنا، وتوقفنا عند المشاكل التي يعاني منها المرضى من جهة وتلك التي تواجه الطاقم الطبي أثناء القيام بواجبهم المهني من جهة أخرى. تستقبل مصلحة الاستعجالات الطبية لمستشفى بشير منتوري بالقبة خلال الشهر الكريم 120 حالة يوميا، حيث يزداد العدد ويبلغ ذروته مع اقتراب موعد الإفطار. مع الإشارة إلى أن هذه المصلحة مقسمة إلى قسمين قسم الاستعجالات الجراحية المتخصص في إسعاف ضحايا حوادث مرور أو ضحايا الاعتداءات الجسدية التي تكثر خاصة قبل دقائق من الإفطار بحجة الصوم، وقسم الاستعجالات الطبية الذي يتكفل بالمشاكل الصحية التي تصيب الأشخاص خاصة المصابين بالإمراض المزمنة. رئيسة مصلحة الاستعجالات: نقص عمال شبه الطبي أثّر على جانب التكفل الطبي بالمرضى وحسب المعلومات التي قدمتها لنا رئيسة المصلحة الدكتورة عتو فاطمة الأخصائية في الأمراض الداخلية، فان قسم الاستعجالات الطبية هي التي تعرف إقبالا أكثر من قسم الاستعجالات الجراحية، غير أن من بين الحالات التي ترد إلى القسم الأول لا تحتاج في الكثير من الأحيان سوى إلى وصفة دواء فقط، وغالبا ما يرفض المترددين على هذه المصلحة أخذ الوصفة الطبية، ويفرضوا على الطاقم العامل بها تقديم خدمة صحية كإعطاء حقنة مسكنة على الأقل «كشرط» لمغادرة المكان، وهذا «ما يجعلنا مضطرين استعمال أدوية لغير مستحقيها، وهذا ما يجعل وسائل العلاج تنفذ بسرعة، وبالتالي نحتاج إلى تجديد الطلب بالنسبة للمواد الطبية كل يوم تقريبا»، مشيرة إلى أن «بين 120 حالة التي تستقبل بالمصلحة 2 فقط منها حالات تتطلب تكفل طبي بالمستشفى». وأبرزت في هذا الصدد بان «من الحالات التي تحتاج إلى تكفل طبي حقيقي هي الحالات المزمنة، كمرضى السكري، والمصابين بارتفاع الضغط الشرياني، الأكثر حاجة إلى الإسعافات الاستعجالية، بالإضافة إلى حالات جفاف الجسم من الماء التي تصيب بصفة خاصة الأشخاص المسنين». وقالت رئيسة هذه المصلحة: «أن أهم المشاكل التي تواجه الطاقم العامل هنا، ضيق المكان ونقص الأسرة مما يجعلها غير قادرة على استيعاب الكم الهائل من الأشخاص سواء كانوا مرضى في حاجة إلى تكفل أو إلى ضحايا حودث يتطلبون إسعافات»، مضيفة بان «المستشفى يستقبل الحالات القادمة من كل الأحياء والمناطق بعيدة كانت أم قريبة حيث لا يتوفر قسم الاستعجالات الجراحية إلا على أربع أسرة والاستعجالات الطبية على 6 أسرة، في حين أن عدد الحالات التي تتطلب التكفل بالمصلحة تصل في الكثير من الأحيان إلى 15 حالة. بالإضافة إلى ضيق مساحة بهذه المصلحة، لايوجد العدد الكافي من عمال شبه الطبي، مما يجعل التكفل بالمترددين على المصلحة ناقص ويؤثر بذلك على مستوى الخدمات الطبية التي تقدم للمرضى». مشكل آخر يواجهه الطاقم العامل بالمصلحة تقول الدكتورة عتو يتمثل في الفترة التي يقضيها المرضى بمصلحة الاستعجالات التي تتعدى في بعض الأحيان المدة المحددة قانونا لبقاء المريض تحت العناية الطبية، «إذ لا يمكن أن يشغل سرير أكثر من 48 ساعة كأقصى مدة ممكنة، في حين أننا نضطر إلى إبقاءهم 10 أيام، والحل لهذه المشاكل يتمثل في الإسراع بتجسيد مشروع توسيع المستشفى» تقول المتحدثة. المرضى يشتكون من طول الإنتظار وقبل أن نغادر المصلحة اقتربنا من احد المرضى الذي كان تحت الإسعاف الطبي بعد أن قدم إلى المستشفى في حالة يرثى لها وحسب ما قيل لنا انه مصاب بمرض مزمن يتمثل في ضيق تنفس حاد، وعندما سألناه عن حالته قال: «إنني بخير وأنا أفضل هذا المستشفى لان الأطباء هنا يعرفوني حالتي جيدا، وأنا مرتاح إلى التكفل الذي يقدم إلي هنا». كما تنقلنا في قاعة الانتظار التي لم يكن عدد المتواجدين بها يصل إلى عشرة اغلبهن نساء، واقتربنا من سيدة مسنة لاحظنا عليها ملامح شاحبة تحمل بيدها صور أشعة، لم تقوى حتى على إجابتنا عن أسئلنا، وما فهمناه منها أنها تعاني من آلام حادة على مستوى ركبتيها وقد قدمت في وقت مبكر إلى المصلحة، لكن ولغاية الساعة الحدية عشر لم تتلقى بعد الفحص، وتركناها تنتظر، وتوجهنا تجاه سيدة أخرى كانت تقف أمام باب غرفة الفحص كانت تنتظر خروج أختها التي أتت بها إلى الاستعجالات تعاني من آلام حادة على مستوى الكلى، وقد طلب منها إجراء أشعة «ايكوغرافي»، وذكرت لنا أن الجهاز لا يعمل بهذا المستشفى حسب ما قيل لها، وهذا ما يجبرها على إجراءه عند الخواص.