يتواصل ارهاب الطرقات في الجزائر من خلال حصده لعشرات الضحايا يوميا، وتزداد الاحصائيات ارتفاعا يوما بعد يوم خاصة خلال شهر رمضان حيث كشفت مختلف التقارير الصادرة عن مصالح الأمن والدرك والحماية المدنية عن بلوغ الحصيلة حوالي 100 قتيل في الأسبوعين الأولين لشهر رمضان مع تسجيل 68 قتيلا في الأسبوع الأول وهو ما جعل الجميع يدق ناقوس الخطر. سجلت الجزائر في العشر سنوات الاخيرة 364 ألف حادث مرور خلفت 518 ألف جريح و35 ألف قتيل مثلما أشار اليه موقع الأنترنت للمديرية العامة للأمن الوطني وتجعل هذه الاحصائيات بلادنا في الصفوف الأولى عالميا وتؤكد مدى فشل كل المخططات المسطرة للتقليل من هذه الحوادث التي باتت تسمى بارهاب الطرقات. وتكشف الاحصائيات للفترة الممتدة بين 2001 و2010 عن 35 ألف قتيل و 518 ألف جريح، وكانت 2004 أكثر السنوات ارتفاعا في عدد الحوادث حيث سجلت تقريبا 44 ألف حادث، بينما سجلت 2002 النسبة الأقل ب 38 ألف حادث. وكانت 2008 الأكثر دموية من خلال تسجيل 4422 قتيلا بزيادة 700 قتيل عن سنة 2005 التي تعتبر الأرحم من خلال تسجيلها ل 3711 قتيلا، بينما كانت سنة 2004 الأعلى من خلال عدد الجرحى حيث بلغ المصابون 64714 وكانت 2002 هي الأولى من حيث تناقص عدد الجرحى ب 52 ألف جريح. 93 بالمائة من الحوادث سببها العامل البشري كشفت الاحصائيات أن العامل البشري يتسبب في 93 بالمائة من حوادث المرور حيث ان الافراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة وراء معظم الحوادث والمتجول في طرقنا سواء داخل المدن أو الطرق السريعة يلاحظ السرعة الجنونية التي يقود بها الجزائريون وحتى وضعية السيارات بعد ارتكاب الحوادث يستغرب أفراد الحماية المدنية كيف يخرجون الضحايا بالنظر للأضرار الجسيمة التي تلحق بالسيارات والمركبات. ويلجا أفراد الحماية المدنية في الكثير من المرات الى القاطعات الآلية لاخراج الضحايا في مظاهر لا نشاهدها حتى في الأفلام السينمائية وهو ما يجعلنا نرجع سبب ذلك الى الحالة النفسية للجزائريين المتسمة بالاندفاع والميل للعنف. وتبقى العوامل المرتبطة بالمحيط تتسبب في 2,7 بالمائة بينما تعتبر العوامل المرتبطة بالمركبات سببا في وقوع 3,6 بالمائة. وبالرغم من تسجيل 30 ألف عملية تحسيس على مختلف المستويات من قبل الشرطة الجزائرية في سنتي 2008 / 2009 وبالمقابل لم تنجح عمليات الردع في التقليل من الحوادث حيث سجلت نفس المصالح 480 ألف مخالفة وجنحة وعملية تجميد لرخص السياقة وهذا في سنتي 2008 و 2009. وتم تسجيل في سنة 2009 مثلا 85 ألف جنحة مرور بعد أن كانت في السنة التي قبلها 87 ألف وفي نفس المرحلة تم تجميد 183 ألف رخصة سياقة.