كانت الفرحة عارمة في وسط الوفد الجزائري ليلة الاثنين عندما بدأت الميداليات الذهبية تدخل سجل الجزائر في الدورة ال10 للالعاب الافريقية المتواصلة في العاصمة الموزمبيقية مابوتو ، حيث تمكن رياضيونا في الكاراتي من حصد الذهب في اليوم الاول من منافسات هذه الرياضة بفضل كل من الهام الجو و بوعمرية اللذين لم يخيبا الامال وأكدا قدراتهما الكبيرة في المنافسات الدولية، رغم المستوى الكبير الذي شهدته هذه الدورة .. وكانت الحصيلة مرشحة للزيادة لولا الاخطاء التحكيمية التي عرفتها النهائيات في الامسية الاولى.. ذلك ان الجزائر لعبت خمس نهائيات وكانت كل الامور مهيأة للفوز على الاقل ب 4 ذهبيات.. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.. و مع ذلك فان الشهية قد فتحت لذهبيات أخرى اليوم وفي الايام القادمة بوجود عدة منافسات يمكن للجزائريين التفوق فيها على غرار الشطرنج وتنس الطاولة و السباحة و العاب القوى و الملاكمة. واذا كانت الفرحة في الكاراتي، فان الخيبة كانت كبيرة في كرة السلة عند الاناث في المباراة التاريخية التي جمعت بين الجزائر و الموزمبيق في قاعة مملوءة عن اخرها و في جو تنافسي كبير، حيث ان ممثلاتنا ورغم قوة المنافس قاريا تحدين الكل و فرضن انفسهن في المباراة من اجل اقتطاع تأشيرة التأهل. وبالفعل امام ذهول كل الحضور بالمستوى المقدم من لاعباتنا اللائي كن متفوقات الى غاية نهاية المباراة ليصنع التحكيم الحدث و يحرم لاعباتنا من فوز مِؤكد، حيث كان التفوق جزائريا عندما قام الفريق الموزمبيقي بمحاولته الاخيرة التي لم تنته عند اعلان النهاية لكن الحكام اعلنوا عن خطأ لصالح الموزمبيق خارج وقت المباراة.. لتنهار لاعباتنا بالبكاء.. رافقها احتجاج على طاولة التحكيم من طرف مدربينا ، لكن الامور حسمت ولم يتراجع الحكام عن رأيهم في اللقطة وقامت اللاعبة الموزمبيقية بتنفيذ الخطأ واعطت التفوق لمنتخبها . وعند نهاية المباراة التقينا بالسيد بن شمام الذي عبر عن اسفه لتضييع الفوز بهذه الطريقة في الوقت الذي قامت اللاعبات بمباراة كبيرة و كن يستحقن الفوز لو لا الخطأ التحكيمي الكبير... ولحسن الحظ انقذ المنتخب الوطني لكرة السلة اناث صباح امس الموقف ، و عدن بقوة الى المنافسة وفزن في المباراة التي جمعتهن بالمنتخب الزيمبابوي ب 65- 55 و تمكنن من اقتطاع تأشيرة التأهل الى الدور الربع نهائي الذي يجمعهن اليوم أمام المنتخب الانغولي القوي والمرشح لنيل الذهب .. ويمكن القول ان لاعباتنا بفضل التحضير البسيكولوجي استرجعن امكانياتهن بسرعة، بعد التأثر الكبير للهزيمة أمام الموزمبيق . ̄ مبعوثنا الخاص إلى الموزمبيق: حامد حمور الكرة الطائرة النسوية تهدي الجزائر الذهبية الأولى في الرياضات الجماعية توج المنتخب الوطني للكرة الطائرة لدى الاناث عشية أمس بالميدالية الذهبية في الدورة العاشرة للالعاب الافريقية المتواصلة بالعاصمة الموزمبيقية مابوتو ، و ذلك بعد تغلبه في النهائي على نظيره الكاميروني في المباراة النهائية بنتيجة ثلاثة أشواط مقابل واحد 25-14 و 25-23 و18 -25 و5 -17. و كانت المباراة من مستوى عال اثبت خلالها الفريق الوطني بقيادة المدرب احمد بوقاسم جدارته و قوته ، خاصة من الناحية البسيكولوجية ، و هذا بعد 3 اسابيع من تضييعه للبطولة الافريقية التي جرت بنيروبي . وكانت الانطلاقة جيدة لزميلات اللاعبة تسابت اللائي عرفن كيف يفزن في الشوطين الاولين بسهولة نسبية .. لكن الشوط الثالث عرف رجوعا قويا للفريق الكاميروني الذي تمكن من انهائه لصالحه . وبما ان اومالو و زميلاتها يتمتعن بخبرة دولية كبيرة استطعن التحكم في زمام الامور بشكل جيد و لعبن الشوط الرابع بتركيز كبير سمح لهن الفوز به أمام التشجيعات الكبيرة للجمهور الجزائري الذي كان مشكلا من رياضيين و رسميين تنقلوا الى القاعة لتشجيع المنتخب الوطني الذي لم يخيب امال هذا الجمهور و يهدي الجزائر أول ميدالية ذهبية في الألعاب الجماعية لهذه الدورة ال10. ومباشرة بعد نهاية المباراة اقتربنا من المدرب بوقاسم الذي أكد لنا أن المباراة كانت صعبة أمام الفريق الكاميروني ، حيث اشار ان الفريق الجزائري استثمر في الجانب البسيكولوجي و تمكن من امتصاص ضغط الفريق المنافس الذي لعب بشكل من الغرور بعد اقصائه للفريق الكيني في مباراة النصف نهائي.. و بالنسبة للفريق الوطني فقد وصل للهدف الذي اتى من أجله. وبعد هذه الميدالية ينتظر ان يرتفع الحصاد في الرياضات الاخرى. مبعوثنا الخاص الى الموزمبيق : حامد حمور حسين كنوش ( رئيس البعثة الجزائرية الى مابوتو) ل '' الشعب '' تنسيق كبير بين مسؤولي الوفد الجزائري التقينا يوم أمس بالسيد حسين كنوش رئيس البعثة الجزائرية الى الموزمبيق، و هو يتابع باهتمام مسار الرياضيين الجزائريين في القاعة التي تحتضن منافسات الكاراتي، و حاورناه عن الامور الخاصة بالوفد الجزائري منذ وصوله الى هنا.
̄ كيف تقيم لحد الان ظروف الاقامة و السير اليومي للمنافسات بالنسبة للوفد الجزائري؟
̄ ̄ يمكن القول ان في الايام الاولى كانت بعض الصعوبات في موقع الايواء الذي لم يكن جاهزا مائة بالمائة ، لكن مع مرور الوقت والمجهودات الجبارة لمسؤولي البعثة الجزائرية تمكننا من ايجاد الحلول اللازمة.. فقد كان التنسيق بين مختلف رؤساء الفرق للوفد الجزائري بالتشاور مع المسؤول الاول للبعثة حيث تم انشاء وحدة عمل قامت بعمل كبير قبل انطلاق المنافسات.. وهنا أيضا فان البرامج الخاصة بالمنافسات لم تكن كلها جاهزة و تنقلنا لاماكن اجرائها اين تحصلنا على كل المعلومات و التي نسيرها يوميا ، حيث يكون رئيس الفريق والمدربين على علم بالبرنامج في الوقت المناسب لتجهيز الرياضيين.
̄ ̄ لقد لاحظتم من خلال تنقلنا الى مختلف القاعات و الملاعب ان رياضيينا يشاركون بعزيمة كبيرة و يقدمون كل ما لديهم من امكانيات من اجل الوصول الى نيل الميداليات و تشريف الالوان الوطنية .. كما ان التأطير جاهز لترقية النتائج ، و من هذه الناحية فنحن مرتاحين .
̄ ̄ بطبيعة الحال ، فاننا نتابع كل المنافسات التي يكون فيها التمثيل جزائريا و هذا من اجل تشجيع هؤلاء الرياضيين على تقديم المزيد ، و في المساء و عند نهاية كل المنافسات اليومية نعقد اجتماعات تنسيقية لاخذ كل التدابير التقنية اللازمة و تحضير اليوم الموالي في اطار جد منظم حيث يكون رؤساء الفرق على علم بكل البرنامج اليومي و ماعليه القيام به مع فريقه.
̄ اذن لا يوجد أي مشكل و كل الامور على ما يرام؟
̄ ̄ الحمد لله كل ش يسير في الاتجاه الذي عملنا من اجله سوا ء التنظيم الداخلي و الايواء و النقل و البرنامج الخاص بالفرق الوطنية ، و هذا بفضل تفاني و خبرة المسؤولين الجزائريين الموجودين هنا بمابوتو ..كما ان عمل الاختصاصيين النفسانيين الذين قدموا معنا يظهر للعيان كونهم على اتصال دائم بالرياضيين و يعطوهم نصائح قبل المنافسات ، الامر الذي سهل عمل التقنيين في المجال البسيكولوجي.
̄ ومن حيث النتائج ؟
الأمور جيدة كذلك حسب القدرات التي اتينا بها الى الموزمبيق ، فالسباحة التي حصدنا اولى الميداليات فيها كانت موفقة ، و تمكن ممثلونا من منافسة السباحين الجنوب افريقييين الذين يملكون مستوى عالميا .. و نسعى لتحقيق الاحسن مع توالي المنافسات في الايام القادمة لان الثقة موجودة وسط الوفد الجزائري .. و الجو العائلي الموجود داخل الوفد الجزائري سيزيد من طموحات الكل لتحقيق الأفضل. ولابد الاشارة في هذا المقام ان الالعاب الإفريقية محطة مهمة بالنسبة للجزائر التي تركت بصماتها في المنافسات و كذا التنظيم، حيث كان التنظيم ناجحا بدرجة عالية في المرتين في 1978 وفي 2007 ..وحاليا تستعد الكونغو لتنظيم الدورة ال11 ، و هذا بعد 50 سنة من الدورة الاولى التي احتضنها نفس البلد في 1965.